مقتل 27 رجلاً في الشيشان
(مترجم)
الخبر:
نشرت صحيفة المعارضة الروسية «نوفايا غازيتا» مقالاً عن الإعدام الجماعي للرعايا الشيشان. وقد كتب في المقال: «لقد كان إعداماً. في مساء اليوم السادس والعشرين من كانون الثاني/يناير، قتل عشرات الرجال – سراً، دون أي لوائح اتهام. نحن ننشر أسماء هؤلاء الـ 27 قتيلاً من الرجال. القائمة غير مكتملة».
التعليق:
في كانون الأول/ديسمبر 2016 في العاصمة الشيشانية – غروزني، تم تنفيذ هجوم مسلح ضد رجال الشرطة، وقد أصيب أربعة من رجال الشرطة. وفي وقت لاحق، خلال عملية مكافحة “الإرهاب”، أفاد رئيس جمهورية الشيشان رمضان بن أحمد قديري عن مقتل 7 من المهاجمين و4 معتقلين، ثلاثة منهم في المستشفى. وبعد أسبوع، قتل جميع المعتقلين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاما، من قبل السلطات.
وقد كان الهجوم على الشرطة سبباً في رد فعل وحشي من جانب السلطات التي بدأت في ملاحقة أقارب المهاجمين. ووفقاً لـ”نوفايا غازيتا” فإنه في نهاية شهر كانون الثاني/يناير، تم اعتقال حوالي 200 شخص. ولم يتم تسجيل الأشخاص المعتقلين في مراكز الشرطة، ولكن تم نقلهم إلى الأقبية حيث تعرضوا للتعذيب. ووفقاً للمعلومات من مصادر مختلفة فقد تم إعدام ما بين 25 إلى 55 شخصاً دون محاكمة أو تحقيق.
وقد أكد مركز حقوق الإنسان “ميموريال” هذه المعلومات عن عمليات احتجاز جماعية للأشخاص، فضلاً عن قائمة الأشخاص القتلى التي نشرتها “نوفايا غازيتا”. وقال أوليج أورلوف وهو عضو في مجلس “ميموريال” إن 4 من 6 رجال لم يعودوا إلى ديارهم. وقال أورلوف “هناك أسباب جدية تشير بشكل صحيح إلى مصير هؤلاء الـ 27 شخصاً، على الأرجح أنهم لم يعودوا على قيد الحياة، لم يكن لدينا الوقت الكافي للتحقق من الأشخاص الآخرين”.
لقد ظلت نداءات مركز حقوق الإنسان “ميموريال” ووسائل الإعلام المستقلة التي تقدمت بطلبات للتحقيق في هذه المذبحة ضد أهل الشيشان من دون رد سواءً من المسؤولين الشيشان أو الروس. وعلق السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف عن المعلومات بشأن إعدام المدنيين: “نعم، رأينا هذه التقارير، التي نشرت في إحدى الصحف، لقد أحطنا علماً بها، أحطنا علماً أيضاً بتفاصيل هذه المعلومات التي أدلاها مسؤولون في وزارة الشؤون الداخلية في جمهورية الشيشان”.
كثيراً ما يتم تسريب مثل هذه المعلومات عن الاعتقالات والتعذيب والقتل والاختطاف في الشيشان إلى وسائل الإعلام. والكرملين وهو القوة العليا في الاتحاد الروسي الذي عين الخائن قديري ليحكم الشيشان – يدعم تماماً هذه الاستراتيجيات والأساليب في معاقبة الناس.
وعلاوة على ذلك، فقد أعطي قديري رخصة كاملة، فيما يسمى “رخصة للقتل”، أي خلافاً لجميع العملاء الروس في المناطق الإسلامية الأخرى، يسمح له ارتكاب الجرائم الأكثر فظاعة ضد المسلمين: فإنه يستطيع تعذيب وقتل أي شخص دون أي محاكمة أو تحقيق، وكل ذلك يحدث بحجة الحرب ضد (الإرهاب والتطرف). يعيش الشعب الشيشاني في جو من الخوف والرعب. فالأشخاص يغادرون البلاد ببساطة إذا استطاعوا، والدليل على ذلك، العدد الكبير من اللاجئين من الشيشان الذين استقروا في أوروبا وهربوا من اضطهاد وتهديد قديري الذي نُصّب من قبل الكرملين.
لماذا يسمح لقديري بعدم التردد في قول ما يريد، والتصرف بشكل واضح وعلني في تناقض مع التشريع الروسي؟ ويدعو قديري القضاة الروس، ويهدد بإطلاق النار على أي شرطي قادم من منطقة أخرى إلى الشيشان. وكل هذا يغفر له من قبل الكرملين، الذي لا يمكن أن يغفره لأي شخص آخر في روسيا. ومن الواضح أن الكرملين يتذكر جيداً الحروب الشيشانية السابقة، حيث اضطرت السلطات الروسية للتوقيع على معاهدة سلام مخزية بعد الحرب الشيشانية الأولى، وكلفت الحرب الشيشانية الثانية روسيا الآلاف من الجنود القتلى. فالكرملين قلق من هذا ولا يريد بداية حرب شيشانية ثالثة.
ومن أجل منع اندلاع حرب جديدة في الشيشان، قام الكرملين بتعيين قديري الذى سيبذل كل ما في وسعه من عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والقضاء وعمليات الاختطاف والاضطهاد لكل شخص يدعو إلى الإسلام الحقيقي في الشيشان.
نعم، إن قديري يصنف نفسه بأنه مسلم! حيث نظم مسيرة دفاعاً عن النبي محمد r، ووقف ضد حظر القرآن في الاتحاد الروسي، وبنى مسجداً كبيراً في وسط غروزني وما إلى ذلك. ولكن يجب على المسلمين ألا ينخدعوا بأعمال قديري الظاهرة! فهل دماء وشرف وممتلكات المسلمين مباحة لهذا الطاغية؟؟ حيث يصادر قديري المنازل ويطرد أقارب وأصدقاء المتهمين (بالإرهاب والتطرف) عن المدن، كما ويتعرضون للاختطاف، كما أن القضايا الجنائية ملفقة ضد هؤلاء الأشخاص.
قال الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وقال الرسول r: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ».
أيها المسلمون! إن العمل مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فقط هو ما سينهي طغيان هؤلاء المستبدين وأسيادهم، وسيجلب السلام لبلادنا، حيث سيعيش المسلمون وفقاً لأحكام دينهم. والله المستعان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير