الكوليرا في اليمن: أين المفر؟
الكوليرا في اليمن: أين المفر؟
الخبر:
ذكر موقع BBC العربي بتاريخ 23 تموز الجاري خبراً تحت عنوان: “الصليب الأحمر يحذر من إصابة 600 ألف يمني بالكوليرا هذا العام”… حيث حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من احتمال تضاعف عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في اليمن ليتجاوز 600 ألف حالة هذا العام.
التعليق:
يتنافس الفقر وسوء التغذية مع الكوليرا على إبادة أهل اليمن، والتنكيل بهم بعدما نكَّلت بهم الحرب وأذاقتهم مر الحياة من قتل وتشريد وهدم المنازل والمساجد. قتلت الحرب آلاف البشر من رجال ونساء وأطفال، وشرَّدت الملايين ممن بقوا على قيد الحياة، وغادرتهم الحياة، في حربٍ تدور رحاها بين أدوات لجهتين استعماريتين تقتتلان على ثروات البلد والسيطرة عليها. فكانت النتيجة تدميرَ البلد وإبادة أهله، ومرضا ينهش من تبقَّى.
منظمة الصحة العالمية قالت إن تفشي وباء الكوليرا في اليمن ما زال بعيدا عن السيطرة عليه ويمكن أن يتفاقم في موسم الأمطار. أما مؤسسة الإغاثة العالمية (أوكسفام) فتتوقع تزايد عدد الحالات إلى أكثر من ستمائة ألف ليصبح أكبر عدد مسجل إلى الآن في أي دولة في عام واحد. [نفس المصدر في 21 الشهر الجاري].
إن حال مسلمي اليمن – الذي كان يُدعى يوماً ما باليمن السعيد – ليدعو للبكاء، وقد تكالبت عليهم الويلات ولا نصير لهم ولا مغيث. في اليمن تلد المرأة فلا تستطيع لسوء التغذية إرضاع ابنها، فتضطر أن تسقيه الماء الملوث مع حليب صناعي، يُصاب بالكوليرا، فلا يستطيع جسده المقاومة لقلة الغذاء ونقص المناعة، وتجلس الأم المكلومة في صمت ترقبه وهو يعيش آخر أيامه في عذاب ما فوقه عذاب. وحالها يشكو تخاذل أهل الجوار الذين سارعوا بعواصف الحزم لإغاثة “الرئاسة الشرعية” بدباباتهم وطائراتهم، لكن عن أوجاع اليمن التي خلفتها صواريخهم سكوتٌ، لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً.
إن حال أهل اليمن ليلعن المتخاذلين من علماء وأغنياء الخليج جيرانهم، الذين أداروا أعقابهم وانقلبوا غير آبهين بمحنة إخوانهم، فلم يفعلوا معهم أقلَّ الواجب، فضلاً عن الوقوف في وجه حكام الضرار الذين سعَّروا نار الحرب على المسلمين بدل أن يشعلوها بوجه المحتلين الغاصبين لفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين.
ليس اليمن بأول بلد يموت مسلموه جوعاً، فقد سبقتهم إفريقيا الوسطى والصومال وبورما وبنغلادش… ولن تكون الأخيرة ما دامت الرأسمالية هي النظام المهيمن على بلادنا، وما دام هؤلاء الرويبضات الظلمة يحكموننا، وجيوشنا وعلماؤنا عن ظلمهم صامتون خائفون من تغييرهم وإقامة حكم الله في الأرض بدلاً منهم. حكم الله الذي في ظلِّه فقط شبع المسلمون وجاع خليفتهم، ونُثِر القمح على رؤوس الجبال لتشبع منه الطيور!
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ﴾ [الرعد: 11]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: بيان جمال