تستمرّ جراح الأمّهات في اليمن بسبب أبنائهنّ المختطفين ومصيرهم المجهول!
تستمرّ جراح الأمّهات في اليمن
بسبب أبنائهنّ المختطفين ومصيرهم المجهول!
الخبر:
نفّذت أمّهات المختطفين والمختفين قسرا في عدن اليمنية وقفة احتجاج أمس الاثنين أمام مقرّ اللّجنة للصّليب الأحمر بالمدينة للمطالبة بكشف مصير أبنائهنّ.
وناشدت الأمّهات الصّليب الأحمر التّدخل لدى قوات التّحالف العربي والسّلطات الأمنيّة للسّماح للأسر برؤية ومعرفة مصير أبنائها الذين انقضى أكثر من عام على اعتقال واختطاف كثير منهم.
وأكّدت المشاركات في الوقفة أنّه جرى اختطاف واعتقال وإخفاء أبنائهنّ من دون أي مسوغ قانوني، وأنّه لم توجه لهم أيّ تهم حتّى اللّحظة ولم يقدّموا للجهات القضائية، كما لم يسمح لذويهم بزيارتهم ومعرفة مصيرهم والاطّلاع على أحوالهم. (الجزيرة نت: 2017/08/01)
التعليق:
حسب ما نقلته سكاي نيوز عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية فإنّ عدد المختطفين والمحتجزين تعسّفيا بلغ 14 ألف شخص في سجون مليشيا الحوثي وصالح منذ الانقلاب الذي نفّذته قبل عامين واجتياحها عددا من المحافظات اليمنيّة.
لقد نفّذ أهالي المختطفين وقفات ناشد فيها أبناؤهم وأمّهاتهم إطلاق سراحهم وإخلاء سبيلهم خاصّة بعد أن صاروا مهدّدين بالموت وأصيبوا بأمراض خطيرة (أمراض الكلى والجلطات الدماغية وفقدان القدرة على الحركة…)
أمام هذه الأوضاع وهنّ يفقدن أبناءهنّ قامت الأمّهات اليمنيّات بعشرات الوقفات أمام مقرّ الحكومة وقد منعن من تنفيذ وقفة أمام مقرّ قيادة التّحالف العربي أكثر من مرّة وأطلق عليهنّ الرّصاص لتفريقهنّ.
تعاني الأمّ اليمنيّة لفقدها فلذة كبدها جرّاء نقص الغذاء وتفشّي الأمراض خاصّة بعد الحرب الدّائرة فيتمزّق فؤادها مرّات ومرّات وهي تراه يتألّم لا حول ولا قوّة لها، لا تستطيع تقديم العون له ولا تقدر على دفع الضّرر عنه. فإن نجا من الموت جوعا أو مرضا فهو فريسة يقع بين يدي المليشيات التي لا ترقب فيه إلّا ولا ذمّة تمارس فيه أنواعا من التعذيب وأشكالا من التنكيل حتّى لا يُعرَف له مصير ويُجهل أحيّ هو أم ميّت؟!
مأساة تحياها الأمّهات في اليمن فهنّ يجهلن ما يقع لأبنائهنّ وراء قضبان السّجون وإن علمن فإنّ الأخبار التي تصلهنّ تنبئ بكلّ سوء وتعلن عن مصير مجهول مؤلم ينتظر أبناءهنّ ويقابل قلقهنّ بتجاهل مقيت فتتضاعف حيرتهنّ وتتزايد معاناتهنّ.
ما يحدث في اليمن هو نتيجة صراعات قوى دوليّة دفع أهل اليمن ضريبتها وكان النّصيب الأكبر للمرأة التي تعيش حياة قلق وخوف وألم ووجع فهي تفقد الأب والزّوج والابن تذرف الدموع وتحيا الهوان.
إنّ أوضاع اليمن وغيرها من بلاد المسلمين مزرية مؤلمة تعكس واقعا مريرا يعيشه المسلمون منذ أن قسّمت بلادهم واغتصبت أراضيهم وثرواتهم إثر سقوط صرح دولتهم العظيم الذي أمّن للمسلمين عامّة والمرأة خاصّة حياة آمنة سعيدة فلا تنفّذ الوقفات ولا تناشد الجمعيّات والمنظّمات فوليّ أمرها يسهر على راحتها والإمام يرعاها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير
زينة الصّامت