الجولة الإخبارية
2017-08-04م
(مترجمة)
العناوين:
- · أزمة الرعاية الصحية الأمريكية تكشف العيوب الأساسية للنظام الرأسمالي
- · المحكمة العليا الباكستانية تنحي نواز شريف لحمايته
- · الحرب التي تدعمها أمريكا في اليمن تخلق أزمة إنسانية لا يمكن تصورها
التفاصيل:
أزمة الرعاية الصحية الأمريكية تكشف العيوب الأساسية للنظام الرأسمالي
إن الهزيمة الهائلة لمشروع قانون الرعاية الصحية في مجلس الشيوخ بالتصويت المفاجئ للسناتور جون ماكين هي دليل آخر على الفوضى في السياسة الأمريكية في هذا الوقت. وفقا لموقع fivethirtyeight.com: فإن (ما حدث في مجلس الشيوخ في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة كان حدثاً سياسياً نادر الحدوث لم يلحظ مثله منذ أيلول/سبتمبر 2008، عندما فشل تصويت الإنقاذ المالي بشكل غير متوقع على أرضية مجلس النواب. واعتقد القادة الجمهوريون أنهم سيجمعون الـ 50 صوتاً اللازمة لاعتماد مشروع قانون “الرعاية النحيفة” للرعاية الصحية في مجلس الشيوخ. إلا أنهم حصلوا على 49 صوتاً فقط.
وقد واجه زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الكثير من الإخفاقات، مقابل نجاحات عديدة. ولكن من النادر أن تقوم قيادة مجلس الشيوخ أو مجلس النواب بطرح وإرسال الأصوات إلى الأرض إلا إذا كانوا يعرفون النتائج مسبقاً، والأكثر غرابة بالنسبة لهم أن يفشلوا بمثل هذه الطريقة المحرجة).
إن ما يسمى بالنظام “الديمقراطي” الذي يتم تطبيقه في العالم اليوم هو في الواقع وسيلة لحل مصالح الفصائل المتنافسة من النخب الرأسمالية. ولتكون التسمية دقيقةً، يجب تسميته بنظام احتكار القلة. وإن التشريعات، وغيرها من إجراءات الحكم، تدار عن كثب حسب مصالح النخبة. إلا أنهم فشلوا في أمريكا في مسألة الرعاية الصحية.
إن قضايا الرعاية الصحية في أمريكا ليس لها حل سهل. فقد مكنت الرأسمالية من خصخصة الصناعة الصحية ومن ازدياد غنى الأغنياء على حساب الفقراء. لكن النتيجة الحتمية للمثل الرأسمالية كالحرية الشخصية هي فشل الأسرة، مما جعل الدولة هي الضامن الوحيد للدعم المالي للفقراء والمحتاجين، وهو الحل الاشتراكي الخاطئ لمشكلة رأسمالية أساساً. إن الحرية الشخصية تعني أن الفرد يعتني بنفسه وحده، دون مسؤولية الآخرين. وفي معظم البلدان الغربية، فإن الالتزام العائلي الوحيد الذي لا يزال ينفذ قانونياً هو مسؤولية الأطفال، قبل بلوغهم سن البلوغ.
إن فشل الاشتراكية في القرن العشرين كان بسبب العبء الذي لا يمكن التحكم به في الإنفاق على الميزانيات الحكومية. إن مبادرة “الرعاية بأسعار معقولة” من أوباما، والمعروفة باسم “أوباما كير” حاولت دفع المسؤولية مرة أخرى إلى الأفراد وأصحاب العمل. ومع ذلك، فإن تكاليف الرعاية الصحية للحكومة الأمريكية تتجاوز حتى ميزانيتها العسكرية، والتي هي إلى حد بعيد الكبرى في العالم. إن تكاليف الرعاية الصحية وغيرها من التكاليف “الاجتماعية” مثل معاشات التقاعد هي أكبر مكون للإنفاق الحكومي في البلدان الغربية الأخرى أيضا، لذلك يواجه الغرب ككل أزمة ذات أبعاد لا يمكن السيطرة عليها، خصوصاً خلال تغيير التركيبة السكانية التي أدت إلى نسبة أعلى من كبار السن. إن الغرب يعرف أن أنظمته سوف تنهار في العقود القليلة القادمة إذا لم يتم إجراء تغييرات جوهرية. إلا أنه ليس لديهم مخرج من هذا: فليس هناك مزيج يمكن تصوره أو تشكيله من النظم الرأسمالية والاشتراكية يمكن أن يخرجهم من كارثة الحرية الشخصية التي أعادت بناء حضارتهم بأكملها.
————–
المحكمة العليا الباكستانية تنحي نواز شريف لحمايته
لقد قامت المحكمة العليا في باكستان بعمل ما تفعله المحكمة العليا على أفضل وجه – فقد أنهت الأزمة السياسية بشأن تسريبات بنما حيث وفرت حكماً توفيقياً لجميع المعنيين. وبحسب صحيفة الفجر (the Dawn newspaper): فقد (عانت عائلة شريف القوية التي حكمت البلاد على مدى العقود القليلة الماضية من انتكاسة كبيرة يوم الجمعة بعد أن أعلنت المحكمة العليا أن رئيس الوزراء نواز شريف المنتخب ثلاث مرات “ليس أمينا” وأنه غير مؤهل ليكون عضواً في البرلمان.
فقد طالبت المحكمة العليا المكونة من خمسة قضاة برئاسة القاضي آصف سعيد خوسا بإقالة رئيس الوزراء، وليس على ادعاءات الفساد أو القضايا التي أبرزها المعترضون في قضية أوراق بنما، ولكن على أساس الأدلة الجديدة التي اكتشفها فريق التحقيق المشترك المشكل خصيصاً (JIT).
وقد تركز الحكم بالإجماع على اكتشاف أن رئيس الوزراء كان سابقاً رئيساً لمجلس إدارة شركة (Capital FZE)، وهي شركة مقرها دولة الإمارات، وكانت له مستحقات على شكل راتب من هذه الشركة، التي تشكل مدخرات – وهذه حقيقة لم يكشف عنها في أوراق ترشيحه للانتخابات العامة لعام 2013).
حكمت المحكمة العليا، استناداً إلى تقنية قانونية ضيقة جدا، حيث تزود نواز شريف بنفوذ مريح للطعن في القرار. وقد هدأ الرأي العام، والمعارضة السياسية مع تغيير الوجوه في الأعلى. وفي الوقت نفسه، لا يظهر أي تغيير حقيقي في السلطة والقوة. وتواصل حكومة حزب الرابطة الإسلامية – حركة التحرير الوطنية الحكم ظاهريا حتى نهاية فترة ولايتها في العام المقبل، ويحتفظ نواز شريف بالسيطرة الحقيقية على الحكومة، ومع النقاش الدائر بشأن شقيقه، شهباز شريف، ليصبح رئيس الوزراء في غضون شهر يتبعها الانتخابات الفرعية لمقعد نواز الفارغ في البرلمان.
إن النظام القانوني الباكستاني هو استمرار للنظام البريطاني الذي كان سارياً في الهند المتحدة قبل الاستقلال. إن النظام القانوني البريطاني، في الداخل والخارج، مصمم بالفعل ليكون نظاماً للتحكيم والتسوية والإدارة السياسية بدلاً من أن يكون نظاماً مبدئياً للعدالة. إن إجراءات المحاكم المطولة، والفرص المتعددة للاستئناف، والإحالة إلى القانون السابق وليس القانون المكتوب، كلها أمور تتيح إمكانية التلاعب والتدخل السياسي لصالح الأطراف المعنية. وهذا يتناقض تماماً مع الإسلام، حيث يتم تحقيق العدالة بصرف النظر عن قوة ومصالح الأطراف المعنية، أو توقعات ورغبات الرأي العام.
إن الفساد هو جزء لا يتجزأ من نظام الحكم الرأسمالي الديمقراطي الذي يهيمن على العالم اليوم لأنه ينظر إلى الحكم على أنه حل المصالح وليس الحقوق. وفي البلدان الأكثر تقدما، فإن تجارة السلطة الحقيقية تجري حسب المصالح الخاصة التي تتجاوز النظام الرسمي، وقد تم بالفعل إضفاء الطابع الشرعي على قدر كبير من فسادهم من خلال ممارسات مختلفة مثل تمويل الحملات، والأبواب الدوارة، والجولات التي تعقد بعد الندوات ومجالس الإدارة. لا يمكن القضاء على الفساد من العالم حتى يتم استبدال نظام يعبد الله وحده، من خلال إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة، بنظام الإنسان الرأسمالي الديمقراطي العلماني.
—————
الحرب التي تدعمها أمريكا في اليمن تخلق أزمة إنسانية لا يمكن تصورها
كما هو الحال في جميع الحروب التي يشنها الغرب أو يدعمها، فإنها مصحوبة بمعاناة إنسانية واسعة النطاق لم يشهدها العالم منذ زمن الغزاة المغول منذ ألف عام تقريباً. ووفقا للغارديان: فقد (حذرت الأمم المتحدة من أن الأطفال هم من يتحملون وطأة النزاع في اليمن، مع وجود 80٪ منهم في حاجة ماسة للمعونة و2 مليون يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقد تضاعف تأثير الحرب والجوع على 12.5 مليون شاب في البلاد من خلال ما وصفه مديرو منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك بأنه “التفشي الأكبر لوباء الكوليرا في العالم وسط أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وقال بسمارك سوانجين، أخصائي الاتصالات في منظمة اليونيسف في اليمن: “هذه أزمة أطفال. عندما تنظر إلى عدد الأطفال الذين يحدقون في الموت بسبب سوء التغذية، والآن يتفاقم الوضع سوءاً بسبب تفشي وباء الكوليرا، لا يقتل الأطفال مباشرة نتيجة للصراع، بل يتعرض عدد أكبر من الأطفال للخطر ويمكن أن يموتوا من العواقب غير المباشرة”.
وقد تسببت سنوات من الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية وبين الحوثيين في خسائر فادحة في اليمن، مما تسبب في نزوح داخلي واسع النطاق وترك الملايين يواجهون المجاعة.
إن تدمير البنية الأساسية في البلاد يؤدي إلى ترك 14.5 مليون شخص، بما فيهم 8 مليون طفل تقريباً، بدون مياه نظيفة أو صرف صحي. ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الكوليرا في اليمن إلى 600 ألف حالة بحلول نهاية العام.
وقال سوانجين أن نصف الحالات المشتبه فيها – وربع الوفيات الناجمة عن الكوليرا – هي من الأطفال. ووصف مشاهد مروعة في العيادات والمستشفيات الصحية، مع الأطفال الذين يرقدون على الأرض غير قادرين على تحريك أطرافهم والآباء والأمهات يقفون بلا حول ولا قوة.
ويقول سوانجين: “عندما تسأل الأمهات، ينظرن فقط إلى السماء ويقلن: “إننا نترك ذلك لله”. هذا ما يمكن أن تقوله النساء. وهذا العجز الذي تشعر به النساء”).
إن وحشية الغرب، على الرغم من خطابه عن القيم الإنسانية، يتم عرضها ومشاهدتها اليوم في العالم الإسلامي. ففي الأسبوع الماضي، لقي 40 ألفاً مصرعهم في الحرب لاستعادة الموصل، وهو ما يشبه التقارير التاريخية التي تفيد بأن 50 ألفاً ذبحوا من قبل المغول.
خلال فترة الخلافة، عندما كانت هي القوة العظمى في العالم، كانت الحروب تقتصر على الصراع العسكري وحده. وكان هذا هو تأثير الدولة التي أصبحت حضارتها نموذجاً للعالم بأسره، حتى إن غير المسلمين في حروبهم ضد بعضهم بعضا في أوروبا التزموا بممارسات “الفروسية” التي تعلمها الصليبيون من خصومهم المسلمين. وحتى الآن، يحظى صلاح الدين الأيوبي في الغرب بكونه زعيم الشرف والكرم تجاه خصومه، على الرغم من كونه المسؤول عن إزالتهم من البلاد الإسلامية.
إلا أن على المسلمين أن يلاحظوا أن الحروب الانتحارية المتعطشة للدماء من قبل الغرب، مستحيلة دون تعاون حكامنا العملاء، الذين يدعمون أمريكا وغيرها من خلال إنفاق دماء وثروة الأمة الإسلامية. ففي اليمن، النظام السعودي هو الذي يقود الحرب، ويدمر الثروة ويعيش لخدمة الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
نعم، إن أمريكا هي القوة العظمى اليوم. لكن قوتها ليست قادرة على استعمار البلاد الإسلامية إلا إذا كانت مدعومة بالكامل من قبل الحكام العملاء. إلا أن على هؤلاء العملاء الخونة أن يحذروا من الأمة لأنها تستيقظ من سباتها، وهي قريبة من الإطاحة بهؤلاء الطغاة واستعادة دورها الحقيقي في العالم.