أما آن للمضبوعين أن يغسلوا أدمغتهم؟!
أما آن للمضبوعين أن يغسلوا أدمغتهم؟!
الخبر:
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، عضو المجلس القومي لمواجهة (الإرهاب والتطرف)، الذي صدر قرار جمهورى بتشكيله مؤخرا، إن الخطاب الديني التنويري هو الذي يقدم لنا تفسيرات قرآنية جديدة بدلا من التي مضى عليها ما يزيد على 1400 عام، موضحا ضرورة إعمال العقل لفهم النص وتقديم تفسيرات تساعد على مواجهة (الإرهاب)، والدليل أن المرأة لم تبدأ في الحصول على حقوقها إلا بعد تغيير الأفكار القديمة… وأكد في حواره لـ«المصري اليوم»، أن الجماعات المتطرفة تستخدم نظرية «غسيل المخ» للسيطرة على النشء عن طريق الحرمان الحسي، ما يضمن لها استسلام الضحية لأي توجيهات، مؤكدا أن بعض الأطفال يولدون ولديهم استعداد للتطرف، الأمر الذي تستغله الجماعات (الإرهابية)، لتجنيد الشباب في سن مبكرة، وانتقد الحكومات السابقة لأنها تركت جماعة الإخوان (الإرهابية) تعمل في البلاد سنوات طويلة، ما أدى إلى انتشار أفكارها الخبيثة بين شرائح المجتمع المختلفة. (المصري اليوم 2017/8/2م)
التعليق:
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله r: «قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ». رواه الحاكم في المستدرك (4/465)
نرى أنّ الحديث يشير إلى صنف من الناسِ لا يهمّهم أمرُ الدينِ في شيء، فليسوا من صنف الخَوَارِجِ، الذين وصفهم حَدِيثٌ آخرُ أنّهم: «يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ»، وَإِنّما هم أصحاب أهواء دنيويّة، يرفعون رايات جاهليّة، ويدعون إلى مبادئ ضالّة هدّامة، ويتطلّبون التزعّم على الناس والرئاسة، يشير إلى ذلك وصفهم بالتفاهة والفسق والحقارة، فليسوا من طلاّب الحقّ، ولا من ملتمسيه بصدق، وَإِنّما هم من الأدعياء الكاذبين، الذين لا تخفى أحوالهم على أدنى ذي بصيرة… ولو زعموا أنّهم يدافعون عن الحقّ، وينصرونه.
2- لقد مر تجديد الخطاب الديني من تجديد الخطاب إلى تجديد المتكلمين في أمر الإسلام والقرآن والأحكام الشرعية، فيعطى عكاشة هذا الحق في “معالجة” أمة الإسلام والقرآن من “أمراض نفسية” في إطار اختصاصه، فبحسب دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية (DSM – IV) يعتبر اضطراب النشاط المفرط والاندفاعية مرضا نفسيا، وهذا النشاط المفرط والاندفاعية للأمة نحو إسلامها هو ما يؤرق صانع القرار الأمريكي فأوعز لخادمه المطيع السيسي باللجوء للطب النفسي عله يتمكن من كبح جماح الأمة.
3- لا فائدة هنا لدحض ما ينطق به الرويبضة عن تفسير القرآن وموقف الإسلام من المرأة وغيرها من المغالطات التي لم تعد تنطلي على أحد حتى لو نمّقت الكلمات بالتنويرية والتطور والحداثة، حيث أصبحت هذه العبارات تذكر أهل الكنانة بمشاكلهم اليومية من غلاء الكهرباء (التنوير) وتطور أساليب الظلم والقهر وحداثة الأسعار التي ترتفع كل يوم.
4- أما “غسيل المخ” الذي يتكلم عنه الأستاذ الدكتور، فهو عينه ما يحاول المجلس القومي لمحاربة (الإرهاب والتطرف) القيام به عبر كل الوسائل المملوكة للدولة، وينسى أو يتناسى أحمد عكاشة أن تلك الوسائل لم تخرج منذ أكثر من 60 سنة عما سطرته الدولة العلمانية التي أتى بها انقلاب 23 يوليو والتي كان من ضمن القائمين بها ثروت عكاشة الأخ الشقيق لأحمد عكاشة والذي شغل منصب وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء (موسوعة ويكيبيديا)، والواضح أنه لم ولن ينفع العقار فيما أصلحته الأفكار التي أوجدت رأيا عاما منبثقا عن وعي عام بأن البديل الوحيد هو الإسلام الذي سيزيل، بنظامه السياسي المتمثل بالخلافة الراشدة، كل هذا الرجس ومن أتى به ومن يدعمه من دول الغرب. وما يستحق فعلا غسيل مخ هو من يسير وهو في أرذل العمر ضد تيار الأمة.
5- إن ما يثبت، من عيّنك عضوا في هذا المجلس، على كرسيه المعوجة قوائمه هو القوة التي يسيطر عليها قادة فاسدون لمؤسسة عسكرية صنفت أخيرا الأولى عربيا والعاشرة دوليا من حيث العدة والعتاد، وهي قادرة في أقل من طرفة عين أن تدوس على من يمنعها من العزة والكرامة لها ولأمتها بإخضاعها لأعدائها شرط أن تنظف صفوفها من الفاسدين والمنتفعين وتعطي النصرة لحزب التحرير الذي يحمل البديل الفعلي القادر على إنهاض مصر لتصبح عاصمة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي