لماذا ينوب عبد الله الثاني عن إليزابيث؟!
الخبر:
رعى الملك عبد الله الثاني، اليوم الجمعة، حفل تخريج فوج جديد من أكاديمية ساندهيرست الملكية البريطانية، وذلك نيابة عن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بمشاركة من الملكة رانيا العبد الله وأمراء العائلة الملكية البريطانية وعائلات ملكية أوروبية.
ومن بين خريجي الفوج الجديد الأمير الحسين بن عبد الله ولي عهد الأردن وعدد من الأمراء والدارسين العرب والبريطانيين والأجانب.
وألقى الملك عبد الله الثاني كلمة للخريجين وطابور الاستعراض، أعرب فيها عن سعادته برعاية تخريج فوج ضباط الأكاديمية. (موقع إيلاف، 2017/08/11م)
التعليق:
أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية (بالإنجليزية: Royal Military Academy Sandhurst) هي كلية عسكرية بريطانية عريقة تم تأسيسها عام 1802م، وهي تعتبر مركز تدريب أساسي لضباط الجيش البريطاني، مدة الدراسة في ساندهيرست 44 أسبوع أي أقل من سنة.
تقول شبكة «بي بي سي» البريطانية إن للأكاديمية تاريخًا طويلاً في استقبال أبناء قادة بلاد الشرق الأوسط، الذين يستلمون بعد ذلك دفة الحكم في بلادهم. أبرز هؤلاء القادة كان الملك حسين ملك الأردن، لكنه لم يكُن الوحيد.
وبحسب أحدث تقارير الأكاديمية، تحتل الإمارات المركز الأول على قائمة أكثر الدول التي درس ضباطها في «ساندهيرست» بعد بريطانيا. في 2014 استقبلت الأكاديمية 72 ضابطًا من خارج بريطانيا، 40% منهم من العرب.
تضم قائمة خريجي «ساندهيرست» أربعة ملوك عرب حاليين هُم: الملك عبد الله ملك الأردن، والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ تميم أمير قطر، والسلطان قابوس في سلطنة عمان. أما عن الملوك السابقين فهناك الشيخ سعد أمير الكويت، والشيخ حمد أمير قطر، وأمراء وأولياء عهد البحرين، والسعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، والأردن.
وتقول حبيبة حامد، مستشارة السياسة الخارجية السابقة لحكام دبي وأبو ظبي “البريطانيون كانوا بارعين في شيء واحد وهو تدعيم حكمهم عن طريق استعراض العظمة، الاحتفال ومظاهر القوة العسكرية بالإضافة إلى الصدمة والرعب، وكل هذا ينبع من العلاقة العسكرية البريطانية.”
وتضيف قائلة: “إنها (الأكاديمية) تقول شيئا واحدا وهو أننا نغرس قيما حميدة، لكن هذا لا يحدث، ساندهيرست من بقايا الماضي الاستعماري، إنهم لا يعلمون القيم المدنية، علينا إيجاد قادة منتخبين مدنيا.”
يذكر أن حكام الإمارات وقطر سبق وتبرعوا بملايين الدولارات للأكاديمية في السنوات الماضية، ولكن الأبرز على الإطلاق هو الملك حسين الذي جعلت ميدالية باسمه من أسمى الجوائز المقدمة للخريجين المتميزين.
كل هذه المعلومات ليست بجديدة، غير أن اللافت هو تكليف عبد الله الثاني بأن ينوب عن ملكة بريطانيا إلزابيث لإلقاء كلمة وتوزيع الأوسمة والجوائز.
هذه “المكرمة” الملكية البريطانية فيها إشارة واضحة لا تخطئها إلى أهمية التاج الأردني واستمرار تبعيته المطلقة لبريطانيا، يرثها الأبناء عن الآباء والأجداد…
… ومن جهة أخرى فإن ذلك يظهر بشكل واضح أن سند النظام الأردني الحقيقي ليس طبيعيا بل مصطنعا، فهو يتلقى الصفعات من كيان يهود ـ مثلا ـ ويجر الذل والهوان على البلاد فيفرط في أبسط معاني “السيادة” ولو شكليا، فوق الويلات تلو الويلات التي جرها على أهل البلاد من فقر وجوع وفساد مستشر ومحسوبيات، وتفريط بثروات البلاد، هذا فوق الخدمات “الجليلة” للغرب ومنها ضرب ثورة الشام، ومن قبل ومن بعد فلسطين…
نعم السند خارجي مصطنع، وكل سند هذا شأنه فمصيره إلى زوال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى