استغلال الموارد تحت اسم المشاريع التنموية
استغلال الموارد تحت اسم المشاريع التنموية
(مترجم)
الخبر:
تحدثت وسائل الإعلام عن زيارة بيل غيتس إلى تنزانيا مؤخراً، حيث خصصت مؤسسة بيل وميليندا غيت مبلغاً مقداره مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية في مجالات الزراعة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد.
التعليق:
أعلنت مؤسسة بيل غيتس أن التبرع يهدف إلى خفض معدلات وفيات الرضع، واستئصال الملاريا، ومكافحة سوء التغذية، والمساعدة على زيادة إنتاج المواد الخام، وتحسين تربية الماشية، فضلاً عن تثبيت نظام حديث للوصول إلى المعلومات.
إلا أن الدوافع وراء التبرعات والمساعدات المقدمة إلى البلدان النامية في أغلب الحالات هي مشكوك بأمرها. إن قضية المساعدات والتبرعات التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي رافقت ضغوطاً اقتصادية وسياسية إنما تجبر الدول النامية على خدمة وتأييد الدول المتبرعة.
فالشركات والمؤسسات الرأسمالية في معظم الحالات يكون لها أجندة خفية من الرأسمالية، بالرغم من مزاعمهم بأن مساعداتهم هي لتعزيز التنمية وبأنها مساعدات إنسانية. والواقع هو عكس ذلك تماماً.
لقد استخدمت المساعدات والتبرعات كأداة للسياسات لتعزيز الاستغلال الرأسمالي للموارد. بالمعنى الحقيقي، أدت المساعدات إلى إلحاق الضرر بالعديد من جهود الدول النامية الهشة لبناء مستقبل الدول المتقدمة المستدام.
وفيما يتعلق بـ(بيل غيتس)، فقد زار تنزانيا عدة مرات دون تنبيه وسائل الإعلام، في حين إن بعض أهداف زياراته أعلن عنها إلا أن البعض الآخر لم يتم الإفصاح عنه. وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، قام بيل غيتس بالتحقيق والتركيز على نطاق واسع في أفريقيا، وفي زيارته لجنوب أفريقيا (قبل وصوله إلى تنزانيا) أعلن عن استثمار 5 مليارات دولار في أفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبعد التمحيص والتدقيق في تحركات الدول الرأسمالية، فلا شك في أن موارد تنزانيا تحت الضوء وهي تحقق أهداف الدول الرأسمالية التي من خلالها لن يحصل البلد إلا على حقوق ملكية منخفضة وضرائب ضئيلة.
وتحتاج تنزانيا وأفريقيا والدول النامية عموما إلى دولة قوية ومستقلة؛ وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تضمن الاستخدام السليم والعادل لمواردها من أجل رفاهية الشعب بدلاً من الاستغلال الرأسمالي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان سعيد نجيرا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا