أمريكا تعتبر المقاومة في كشمير المحتلة “إرهابًا” والنظام في باكستان لا يزال يعتبر أمريكا شريكًا!
أمريكا تعتبر المقاومة في كشمير المحتلة “إرهابًا”
والنظام في باكستان لا يزال يعتبر أمريكا شريكًا!
الخبر:
أعلنت أمريكا في 16 من آب/ أغسطس 2017م أن حزب المجاهدين منظمة (إرهابية) بقيادة إرهابية دولية، وقد ردّت وزارة الخارجية الباكستانية في خطابها الأسبوعي على هذا الإعلان بأن “تسمية الأفراد أو الجماعات الداعمة للحق الكشميري في تقرير المصير (إرهابية) أمر لا مبرر له”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية (زكريا) إن باكستان ستبلغ الحكومة الأمريكية رسميًا عن قلقها.
التعليق:
لقد أصبح واضحًا لكل عاقل في باكستان أن أمريكا هي التي تدعم الهند ضد باكستان. منذ انقلاب الجنرال مشرف الشهير على أفغانستان بعد 11 من أيلول/سبتمبر، والذي أدى إلى توقف دعم النظام لطالبان في أفغانستان ثم دعمه لأمريكا في احتلالها لأفغانستان، منذ ذلك الحين تقوم أمريكا بتقويض مصالح باكستان في منطقتنا. لقد أكد مشرف أن نظامًا صديقًا لباكستان سيتم إيجاده في كابول، لكن ما حدث هو أن النظام في كابول ليس وحده المعادي لباكستان، بل إن أمريكا – التي تُسمي نفسها الحليف الاستراتيجي لباكستان! – قد دعت الهند إلى منافسة باكستان في أفغانستان، وسمحت لها باستخدام أفغانستان ضد باكستان. زيادة على أن الخونة في القيادة السياسية والعسكرية لم يتوقفوا يومًا عن دعم أمريكا في أفغانستان، فإنهم يقومون بعمليات عسكرية في كل المناطق القبلية وفي جميع أنحاء باكستان ضد المجاهدين الصادقين الذين يقاتلون ضد الصليبيين الأمريكيين في أفغانستان.
كما أكّد مشرف على أنه في مقابل دعم باكستان لأمريكا في أفغانستان فإن أمريكا ستدعم موقف باكستان في قضية كشمير، ولكن بدلًا من دعم الشعب المضطهد في كشمير المحتلة، أعلنت أمريكا المقاومة المشروعة فيها بأنها “إرهابية”. كان النظام في باكستان قد مكّن أمريكا من خلال حظر المنظمات الإسلامية في باكستان التي تدعم المسلمين في كشمير المحتلة وزج بقيادتهم في السجون ووضع آخرين قيد الإقامة الجبرية في كانون الثاني/يناير 2017م. وقد قال المدير العام للعلاقات العامة للجيش الجنرال (آصف غفور) في 31 من كانون الثاني/يناير 2017م: “إن هذا قرار سياسي اتخذته الدولة للمصلحة الوطنية، وستضطر الكثير من المؤسسات إلى القيام بوظائفها”.
لذلك فإن ما قامت به أمريكا فيما يتعلق بمسألة كشمير يحظى بدعم كامل من النظام في باكستان، وحتى عندما أعلنت أمريكا عن تصنيف حزب المجاهدين كمنظمة “إرهابية” كان جنرال القيادة المركزية الأمريكية (جوزيف فوتيل) في زيارة لباكستان والتقى بالقيادة السياسية والعسكرية الباكستانية، وبدلًا من إعلان إنهاء التعاون مع أمريكا لتجاهلها باستمرار مصالح باكستان وتقوية الهند على حساب المصلحة الباكستانية، جدّد الجنرال قمر باجوا التزامه بالتعاون مع قوات التحالف بقيادة أمريكا في أفغانستان، وفي المقابل طالب بالاعتراف بتضحيات باكستان في الحرب ضد “الإرهاب”!
لقد أثبتت سبعون عامًا من العلاقات الباكستانية الأمريكية في أكثر من مناسبة أن هذه العلاقات لا تخدم إلا مصالح أمريكا، وهي دائمًا تأتي بنتائج كارثية على باكستان كما شاهدنا ذلك في عام 1970م عندما تم تقسيم باكستان ولم تفعل أمريكا شيئًا لإيقاف ذلك. كما أن سبعين عامًا من السياسة الخارجية الباكستانية قد فشلت في تأمين مصالحنا لأنها كانت دائمًا مبنية على تصور أن علينا أن نكون تبعًا لقوة عظمى أو دولة كبيرة من أجل ضمان مصالحنا، وهذا التصور ساعد فقط ويساعد القوى العظمى أو الكبرى في تأمين مصالحها على حساب الأمة المستضعفة. لذلك حان الوقت لتغيير هذه العقلية، فضلًا عن سياسة العبودية والاعتماد على قوة كبرى من أجل إنقاذ باكستان من كارثة أخرى قد تجعل باكستان أكثر ضعفًا حتى تصبح عاجزة عن الوقوف أمام الهند، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بإزالة القيادة الخائنة الحالية من القيادة السياسية والعسكرية، وإلغاء الديمقراطية (حصان أمريكا الطروادة)، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فالخلافة وحدها التي ستتبع أوامر الله في المنشط والمكره لرعاية شئوننا، كما قال الله q: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان