حقائق وأضواء على مقال أشهر مراسلي الجزيرة في صحيفة هآرتس
الخبر:
“ﻗﺘﻞ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ”… ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻧﺸﺮ ﻣﺪﻳﺮ فضائية ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ، ﻣﻘﺎﻻ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻫﺂﺭﺗﺲ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ كيان يهود ﺑﺈﻏﻼﻗﻬﺎ. (أحوال البلد “بتصرف طفيف”)
التعليق:
إنّ الخبر أو المقال المثير للجدل الذي نشره كبير مراسلي الجزيرة وليد العمري في فلسطين يؤكد على الحقائق التالية.
أولا: الجزيرة قناة غير محايدة، وإن ما تدعيه من حيادية هو كذب، وما كان لوليد العمري أن يتبجح على صفحات إعلام كيان يهود بخدمة قناته لكيان يهود المسخ إلا لما لها من يد فضل على يهود في هذه الخدمة التي تصب في اختراق الشعوب العربية وتمرير سياسات التطبيع الرامية لتقبلهم شعبيا.
ثانيا: سقوط القول بحيادية أي إعلام، وأنه من أكبر الكذب وأساس لتمرير الخداع الإعلامي والسياسات الخبيثة. وهذه الحقيقة تؤكد حاجة الأمة لإعلام ينحاز لها… وهذا يقتضي وجود دولة تمثلها في زمان خلا من هذه الدولة!
ثالثا: تأكيد على كون قناة الجزيرة عبارة عن بوق إعلامي لممولها ومطلقها… وهي دولة قطر التي ترتبط بعلاقات مشبوهة بكيان يهود، والتي تسدي خدمات علنية لأعداء الأمة من أمريكان وإنجليز… فأمريكا لها أكبر قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط في قطر (قاعدة العديد)، والإنجليز صناع النظام القطري ورعاته، تُغدق عليهم الأموال الطائلة من قطر لتخفيف أعباء تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية وخروجها (بريطانيا) من الاتحاد الأوروبي… وبالتالي في ظل هذه الحقيقة يصبح جليا أنها قناة تخدم أجندات أعداء الأمة… وكل من تغطى بها فهو إما مطية لأعداء الأمة أو عدو للأمة وإن تلحّى ونطق بآيات الله!
رابعا: قطر وكيان يهود وإن حصل هذا التوتر بينهما ظاهريا على قناة الجزيرة، إلا أن الحقيقة أن كل منظومة الدول القائمة في الشرق الأوسط هي عبارة عن دول رأسمالية تابعة للمستعمر الرأسمالي، وأي خلاف بينها هو انعكاس لخلاف بين الأسياد في الغرب، وهي خلافات في نطاق التنافس على المصالح والنفوذ ولا ترقى لأن تكون خلافات مبدئية على الوجود!!
خامسا: الخلاف مع قناة الجزيرة وقرار إغلاق مكاتبها في كيان يهود المسخ، قد يخدم القناة وأصحابها في هذه المرحلة التي اشتدت فيها الخلافات بين عملاء أمريكا (السعودية ومصر) وعملاء بريطانيا في الخليج والمنطقة!
سادسا: وزيادة في التفصيل، لا بد من التذكير بحزمة الأفكار والسياسات وحتى الجماعات التي أخذت قناة الجزيرة بتمريرها وتزيينها والترويج لها. فلا بد من التحذير منها وتنبيه من انطلت عليهم من وخامة ما جاءتنا به من مكر وظلم وبلاء…
وعليه نذكّر ببعض تجليات الجزيرة الخادمة لأعداء أمتنا، فمن برنامجها ” الشريعة والحياة” الذي تصدر فتاوى إباحة الربا وتسويق الديمقراطية والتدرج والمشاركة في الحكم بأنظمة لا تحكم بالإسلام، ودعوة مسلمي العراق للمشاركة في الانتخابات والشرطة والجيش تحت حكم بريمر ومن قام مقامه، والترحّم على بابا الفاتيكان، ونزع الحجاب للفتيات المسلمات في أوروبا خوفا من خسارة المدارس! والجزيرة هي أيضا التي سوقت قبل هبّة الثورات في المنطقة للقذافي وبن علي وعلي عبد الله صالح وحتى بشار الأسد عن طريق مشايخها، وهي التي سوقت بل صنعت مشايخ ونجوم دعاة الدولة المدنية لتعيد إحياء العلمانية كفكرة بعد أن كفرت بها الشعوب ولكن بثوب إسلامي!! هذا غيض من فيض وقليل من كثير وقائمة المخازي تطول…
سابعا: نقول لقناة الجزيرة وصاحب المقال وكل من جعل من نفسه بوقا لأعداء أمته: إن لم تستح فاكتب ما شئت.
إن مراهنة تلك الفضائيات على محاولة تزييف الحقائق واستباحة عقول المتابعين تأخذ منحنى أكبر بمنهجية مدروسة لحرف الناس عن فهم وقائعهم الفهم السليم.
إن هذه المنهجية تتصادم مع سدّ منيع حصين من الوعي الذي يتنامى باضطراد بين المسلمين فيما يتعلق بقضاياهم العامة وبما يتعلق بعمالة الأنظمة التي تحاول وسائل الإعلام تلك الترويج لها وإخفاء عمالتها.
فالمعركة مستعرة بين الوعي وبين الاستغباء والكذب.
ولا بدّ أن يتم فضح تلك السياسات الإعلامية حتى يميز الله الخبيث من الطيب.
وختاما نختصر كل ما سبق بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام