النظام الأردني يرتكب خيانة جديدة
النظام الأردني يرتكب خيانة جديدة
الخبر:
أعلن النظام الأردني أن علاقاته مع النظام السوري الإجرامي مرشحة لأن تكون إيجابية، فقد صرح وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال في النظام الأردني والمتحدث باسم الحكومة محمد المومني يوم 25/8/2017 قائلا: “إن علاقاتنا مع الأشقاء في سوريا مرشحة لأن تأخذ منحى إيجابيا”. وذكّر بأن “السفارة السورية في عمان ما تزال تعمل”. وتأتي هذه التصريحات تزامنا مع تصريحات وزير خارجية بريطانيا جونسون بأن بلاده تقبل بوجود المجرم بشار أسد وخوضه الانتخابات، فصرح قائلا: “كنا نقول إنه يجب أن يذهب كشرط مسبق. الآن نقول يجب أن يذهب ولكن كجزء من عملية انتقال، وأنه مفتوح أمامه للوقوف في انتخابات ديمقراطية”.
التعليق:
إن هذا التصرف من النظام الأردني ليكشف عن حقيقته، بل يؤكدها وهي خذلانه وخيانته للمسلمين في كل مرة، ففي الأمس رأيناه كيف خذل أهل القدس والأقصى عندما تعدى يهود على الأقصى ولم يتحرك لإنقاذه وهو يدّعي أنه مسؤول عنه! علما أنه هو الذي سلم الأقصى والقدس والضفة الغربية ليهود عام 1967، فيعرف بشيمة الغدر والخيانة، ولهذا لا يستبعد أن يغدر بأهل سوريا ويخذلهم.
وتتزامن تصريحات المسؤول الأردني مع المسؤول البريطاني مما يشير إلى مدى الترابط بينهما، ويثبت أن النظام الأردني يتبع السياسة البريطانية، ولا يفكر في مصالح المسلمين. فهذه الدول سواء الكبرى كبريطانيا أو العميلة كالأردن التي تتبع السياسة البريطانية لا يهمها ماذا فعل بشار أسد من قتل وتدمير وتخريب، فلا يهمها إلا مصالحها. فكانت بالأمس تعتبر نفسها صديقة للشعب السوري وتدّعي أنها تساعده، واليوم تعلن نظرتها الإيجابية نحو النظام السوري إلى أن تعتبره شقيقا وصديقا. وفرنسا نحت المنحى نفسه وأمريكا المسؤولة عن النظام وعن جرائمه نحت المنحى نفسه أيضا. مما يثبت أنه من الخطأ الفادح أن يتعامل العامل على تغيير النظام مع هذه الدول لا من قريب ولا من بعيد. وهذه الدول لا تريد نجاح الثورات لأن نجاحها يشجع الشعوب التي تحكمها تلك الدول على الثورة عليها لأن ظلمها يماثل ظلم النظام السوري، ولهذا السبب عملت كل الدول التي ادّعت أنها صديقة للشعب السوري على إجهاض الثورة بأساليب خبيثة منها ما هو ظاهر ومنها الخفي.
فهذه الدول ترى أنها استطاعت أن تتآمر على الثورة وكأنها جمدتها أو أخمدتها أو أنهتها، فتسارع لأن تتخذ موقفا برغماتيا وهو التعامل مع النظام الإجرامي مهما ارتكب من جرائم ومجازر وتدمير فتغض البصر عن ذلك في سبيل المصالح. ولا توجد عندها قيمة أخلاقية أو إنسانية أو روحية، فمن يريد أن يعاتبها أو ينتقدها بأنها تجاوزت الأخلاق والقيم الإنسانية تسخر منه في داخلها، وإذا لم يوجد ضدها رأي عام قوي فلا تهتم بهذا الانتقاد ولا تعبأ به.
ومن ناحية ثانية فهذه الدول كلها دول علمانية لا تقبل بعودة الإسلام إلى الحكم بأي شكل من الأشكال وهي تحارب عودته والساعين لذلك تحت مسميات عديدة منها محاربة (الإرهاب والتشدد والتطرف والأصولية ومثيري الفتن) وغير ذلك. فلا يجوز لأي عاقل يعمل على تغيير النظام على أساس الإسلام أن يتعامل مع هذه الدول أو أن يثق بها، فهي تخذله وتسلمه، فهي عدو له لأنها أعلنت عداوتها لعودة الإسلام، وهي تطبق أنظمة الكفر، فإن لم يتخذها عدوا ويحذر منها فإنه سيقع في فخاخها ويصبح لعبة بيدها. ومن ثم يقول أصبنا بخيبة أمل! ما كنا نعرف أن النظام كذا وكذا…!
فالتعامل مع الدول الكبرى المستعمرة أو الدول التي تدور في فلكها أو تتبعها هو بمثابة انتحار سياسي، فالمتعامل معها يعرّض نفسه للخطر ويضع مصيره على كف عفريت، فيلقي بنفسه إلى التهلكة. وقد خذلت هذه الدول ومنها النظام الأردني أهل سوريا والحركات الإسلامية عندما قام النظام السوري الإجرامي بالمجازر في حماة وفي غيرها عام 1982. فكيف لا يتعظ الإنسان مما حدث مع غيره أو من سبقه؟! وما زالت الفرصة سانحة للانسحاب من التعامل مع هذه الدول والعودة إلى العمل المخلص بمنأى عنها وعدم متابعتها وطاعتها مع الحذر منها، والله ينصره ويؤيده بنصره، فهو القائل ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. وقد أكد سبحانه وتعالى ذلك في كثير من الآيات، وحذر المؤمنين من الثقة بالكافرين ومن والاهم، ودعاهم إلى الثقة به سبحانه وتعالى والتوكل عليه، فقال عز وجل:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور