ملّة الكفر واحدة وكلهم ذئاب لا حمَل بينهم
ملّة الكفر واحدة وكلهم ذئاب لا حمَل بينهم
الخبر:
تعرض تلفزيون (NRK)الحكومي النرويجي، إلى هجوم عنصريين ومتطرفين بعد اعتزامه عرض برنامج عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، تقدمه شابة (محجبة). فبعد قرارها هذا وصل لها أكثر من 3 آلاف رسالة غاضبة مناهضة للإسلام وفي معظمها تنطوي على كراهية، حتى قبل عرض البرنامج، وفق الإعلام المحلي. واتهم العنصريون القناة التلفزيونية بإبراز الإسلام، وإزالة الرموز والقيم النصرانية من على شاشتها. (النشرة)
التعليق:
تمتع مسلمو النرويج بقدر من الحرية لم يتمتع بها نظراؤهم في الدول الأوروبية الآخرى، فالدولة النرويجية تعترف بالإسلام دينا رسميا منذ عام 1969، وتسمح بتدريس التربية الدينية الإسلامية، وتقدم دعما للمدارس والمراكز الإسلامية، ولا تفرض قيودا على حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية تكريسا لمبدأ حرية الأديان الذي يقره الدستور. لكن تغير الحال وهذه النظرة للإسلام والمسلمين في نظر عدد من المتطرفين، تكريسا لظاهرة الإسلامفوبيا ومحاربة (الإرهاب) بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر والتي انتشرت في كل أنحاء العالم. فقبل سنوات عدة مثلا شنَّت الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة والمسلمين في “النرويج” حملة شعواء بعد الموافقة الرسمية على إنشاء أول مدرسة إسلامية، بعد أعوام من مطالبة المسلمات بإيجاد مدرسة ابتدائية إسلامية لأطفالهن. وأظهرت نتائج دراسة أُجريت عبر الإنترنت أن النرويجيين يحملون قلقًا تجاه المسلمات اللاتي يلبس الخمار، وذلك لاعتبارهم الخمار رمزًا أجنبيا. وها هم الآن يوجهون انتقادات حاقدة تظهر كرههم للإسلام والمسلمين. ولا ننسى أنه كانت هناك رسومات كاريكاتورية مسيئة للرسول r في صحيفة نرويجية.
وكان أحد أبرز المدونين النرويجيين، وهو مؤسس مدونة “فجوردمان” التي تهتم بمناهضة الإسلام في النرويج، وكاتب منتظم في مجلة “أبواب فيينا” وجريدة بروكسل قد زعم أن المسلمين لديهم خطة سرية للاستيلاء على أوروبا، ووضع وجهة نظره تلك في كتاب “هزيمة أوروبا”، الذي دعا فيه إلى ترحيل المسلمين لتدمير هذا المخطط، كما عُرف في النرويج بعدائه الشديد للمهاجرين، حيث كتب ذات مرة “إنهم يغتصبون الأرض الأصلية ويدمرون البلاد”. وفي عام 2016 أعلنت الحكومة النرويجية اليمينية أنها تنوي منع النقاب والبرقع في مدارس وجامعات البلاد. وهذه كلها إشارات تدل على أن ملّة الكفر واحدة، وأنهم كلهم ذئاب لا حمل بينهم، وأن كراهية الغرب للإسلام والمسلمين ليست جديدة بل هي متأصلة منذ أعماق التاريخ، وكما قال رب العزة ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. ويزيدها أو يظهرها على السطح بعض حوادث هنا وهناك يقوم بها من يدّعون الإسلام ممن يهمهم بقاء الإسلام ضعيفا مضطهدا ورمزا للتخلف والضياع الذي يعيش به المسلمون في كل مكان. فهم يخافون أن يرجع الإسلام في دولة قوية تحكم بالإسلام ما يؤثر سلبا على مصالحهم المباشرة وغير المباشرة… فيعملون بشتى الوسائل لمنع ذلك أو تأخيره على الأقل… ولكن خاب فألهم وبحول الله سيعود الإسلام قويا عزيزا وستقوم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتحاسبهم وتحاسب عملاءهم وأذنابهم على ما عملوه بهذه الأمة التي تحكّم فيها رويبضاتها وأسيادهم في الغرب الكافر.
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)