هذا يوم الحج الأكبر، فمتى يكون العيد بالبيعة الكبرى؟
الخبر:
يجتمع حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد عرفة في يوم الحج الأكبر ملبين مكبرين داعين خاشعين قانتين ليس بينهم وبين الله حجاب، يوم يغفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم، وفي صبيحة الغد يكبر حجاج بيت الله فرحين بالعيد، وبمغفرة الله ورضوانه فنسأل الله لهم القبول والاستجابة.
التعليق:
أي فضل من الله أن جعل هذا اليوم يوم مغفرة، وتوبة ورجوع إلى الله، يغفر كل الذنوب ويعفو عن السيئات متجليا على عباده في السماء الدنيا يباهي بهم الملائكة.
نفر قليل من أمة المليار ونصف المليار استطاعت الوصول بعد عناء الفيزا والطريق والتصاريح وغيرها…
ملايين من المسلمين منعتهم الحدود من أداء هذه الفريضة، وحرموا منها، ومات منهم ملايين دون أن يفرحوا بأدائها، وما زال آخرون ينتظرون، ولا تفتأ ذكريات الحج على الأقدام تراودهم حيث كان أجدادهم يأتون من أقاصي الأرض لا يقف في وجهم سدود أو حدود.
ملايين منعهم الفقر والعوز من الوصول إلى الديار المقدسة، فحرم من أداء الفريضة وبلاده من أغنى البلاد ولكنها نهب للكفار وأعوانهم!!
مئات الآلاف من المسلمين لا يجدون مأوى ولا مسكناً ولا ملجأ، يصارع للبقاء على رمق حياة وهو يرى بعينه المليارات تهدر على الملاهي والراقصات وسباق الخيول والمجون!!
آلاف وربما عشرات الآلاف من المسلمين لم يؤدوا الفريضة لأنهم ممنوعون من دخول البلاد لأسباب أمنية ومنهم من يقضي السنين في السجون لا يرى الضوء ولا يتنسم الهواء، لأنه قال ربي الله!!
كم من مسلم ومسلمة تمنى على الله أن يأتي الحج العام القادم وقد خلت البلاد من أسباب التشرد والفقر والحاجة، ورجع لها الاستقرار والأمن بأمان أهلها…
كل هؤلاء الذين حرموا من هذه الفريضة ليس لهم ذنب، وإنما مسؤوليتهم على عاتق هؤلاء الحكام الذين حرموهم ومنعوهم وحالوا بينهم وبين أداء هذه الشعيرة العظيمة.
وكل أولئك الذين لا يجدون في العيد فرحة، أو بهجة، لحاجة أو عوز، فحسبهم الله ونعم الوكيل على من حرمهم وحرم أطفالهم من فرحة العيد…
لا شك أن هذه المصاعب والمصائب، هي مفاتيح فرج، وأسباب خلاص، وإننا نضرع إلى الله العلي القدير أن يعجل بفرجه ويخلصنا من زمرة الحكام وأعوانهم.
تحقيق ذلك لا يكون إلا بالرجوع إلى أحكام الإسلام، وتطبيق العدل وتحقيق العزة بخلافة راشدة على منهاج النبوة، لهذا العمل ندعوكم أيها المسلمون لعل الله يجمعنا العام القادم على صعيد عرفة لنبايع خليفة راشدا على كتاب الله وسنة رسوله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا