تحالف (الحوثي / صالح) ينذر بالانشقاق
الخبر:
الحوثيون يصدرون أمرا بالقبض على المخلوع صالح، (قناة الحدث السعودية، الاثنين 13 ذو الحجة 1438هـ الموافق 4 أيلول/سبتمبر 2017م). والحوثيون ينفون ذلك.
التعليق:
مؤخرا تصاعدت الملاسنات بين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، حيث وصف صالح الحوثيين بالمليشيات لأول مرة، فاعتبر الحوثيون ذلك (طعنة في الظهر) على حد وصف قناة المسيرة الناطقة باسمهم. ومنذ أن جمع المخلوع صالح أنصاره في ميدان السبعين في 24 آب/أغسطس الماضي، والمواجهة الكلامية بين الطرفين في تصاعد مستمر، حتى وصلت إلى حد الاشتباكات الدامية في العاصمة صنعاء، سرعان ما أعلن الطرفان السيطرة عليها رغم وقوع ضحايا!
وكان مراقبون قد أعلنوا أن التصادم بين الطرفين قادم لا محالة، إلى أن جاء الإعلان اليوم عن اعتقال المخلوع صالح من قبل الحوثيين، ورغم تكذيب صالح والحوثيين للخبر إلا أن التكذيب لا ينفي التوتر الواضح بين الطرفين، والشتائم المتبادلة التي تظهر في صفحات التواصل الإلكتروني لشخصيات قيادية تابعة للطرفين.
ويبدو أن صنعاء مقدمة على خريف ساخن في قابل الأيام مع شعور كل طرف من أطراف الإخوة الأعداء بالخيانة من الطرف الآخر، لكن تحالفهم كان ضرورة أملتها ظروف الصراع على السلطة والثروة في البلاد، فالمخلوع صالح الذي غادر السلطة شكلا وفق المبادرة الخليجية، لا زال لديه من القوة والنفوذ داخل مؤسسات الدولة العميقة ما يجعله يطمع في العودة إلى كرسي الحكم هو وحزبه وابنه، وإن كان ذلك سيتم عن طريق التحالف مع الحوثيين الذين دعمتهم إيران عسكريا ودعمتهم أمريكا سياسيا وجعلتهم ندا لما يسمى الحكومة الشرعية وشريكا علنيا في محاربة ما أسمته أمريكا (الإرهاب).
إلا أن الوسط السياسي الإنجليزي العريق في اليمن لم يستسلم لأطماع أمريكا في البلاد، وقاوم التمدد الحوثي بإدخال قوات التحالف العربي إلى اليمن بقيادة السعودية والإمارات لمساندة مشروع عبد ربه هادي ظاهريا، والإمساك بزمام الملف اليمني حقيقة، ولهذا يتضح في أرض الواقع التنافس الحاد بين السعودية والإمارات على بسط النفوذ في البلاد، وفرض كل طرف أوراقه في وضع الحل النهائي للأزمة اليمنية.
ويظهر أن الإمارات تقف بقوة خلف عودة صالح وابنه وحزبه إلى الحكم مجددا، بينما يحاول السعوديون فرض الحوثيين جزءا من الحل القادم، مع أوراق ضغط أخرى، ولهذا تراوح الأزمة اليمنية مكانها منذ أكثر من ثلاثة أعوام دون حل، لاختلاف القوى الدولية حول اقتسام النفوذ والثروة في البلاد.
إلا أن التشقق الظاهر في تحالف الحوثي/ صالح، قد يعجل في التوصل إلى اتفاق تسوية يجمع جميع الأطراف في بوتقة الحكم، ولو إلى حين، في ظل جمود الحل العسكري ومفاوضات الأمم المتحدة. إلا أن هذا الاتفاق سيبقى اتفاق تسوية وتقاسم للنفوذ وليس حلا يجنب أهل اليمن مزيدا من الاقتتال في المراحل القادمة.
ويبقى الحل الوحيد لأهل اليمن هو طرد النفوذ الغربي من بلادهم وطرد عملائه، والالتفاف حول المخلصين العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تكون اليمن نواة لها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن