Take a fresh look at your lifestyle.

في الذكرى الـ16 لحادث 9/11 إني أرى (الكاوبوي) الأمريكي عارياً

 

في الذكرى الـ16 لحادث 9/11

إني أرى (الكاوبوي) الأمريكي عارياً

 

 

 

الخبر:

 

نشرت جريدة النيويورك تايمز (السبت 2017/9/9) خبراً عن قيام بعض أهالي ضحايا حادث 2001/9/11 برفع دعوى قضائية تتهم الحكومة السعودية بتمويل تجربة تدريبية لهجوم 9/11.

 

التعليق:

 

بعد 16 سنة على وقوع حادث 9/11 الشهير، لا زالت السلطة الأمريكية (أو السلطات المتعاقبة) تتخذ منه سيفاً مسلطاً تشرعه لإرهاب من تشاء تحت زعم المسؤولية عن هجوم 9/11. وقد سبق للكونغرس الأمريكي أن سنّ قانونا في 2016 يسمح لأهالي الضحايا برفع دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية وأي دولة تثبت مسؤوليتها عن الهجوم.

 

طبعا، برغم توافر الأدلة القطعية الدامغة على أن حادث 9/11 هو من صنع المخابرات الأمريكية، إلا أنه ليس هناك في العالم من يجرؤ على رفع الصوت عاليا بأن “الملك عارٍ”، أي لا أحد يجرؤ على فضح حقيقة التآمر الضخم الذي قامت به أجهزة المخابرات الأمريكية. فأمريكا، صاحبة أقوى قوة عسكرية عرفها التاريخ القديم والحديث، تستطيع سحق أي معارض قد يفكر بفضح إجرامها والمطالبة بمحاسبتها على ما ارتكبته من جرائم لا يتسع لها السجل.

 

فتحت ذريعة 9/11 قامت أمريكا بتدمير أفغانستان واحتلالها وقتل مئات الآلاف من أهلها، دون أن يجرؤ أحد على مساءلتها ما ذنب هؤلاء الأبرياء حتى لو سلمنا جدلاً بكذبة مسؤولية أسامة بن لادن رحمه الله عن الحادث! وهذا ما جرّأ عصابة البيت الأسود على التمادي في غيّهم وسكرتهم فقاموا بتدمير العراق في 2003 وقتل مئات الآلاف من أهله. ورغم انكشاف كذبة اتهام نظام صدام حسين بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي تبخرت في غبار القنابل الذكية والصواريخ الموجهة التي فتكت بأجساد الضحايا الأبرياء في العراق، لم تكتف أمريكا بالحصار الخانق على أهل العراق الذي تسبب بموت مئات الآلاف من أهله ظلماً وجوراً بل قررت شن حرب الإبادة المباشرة، طمعاً في نهب ثروات أرض الرافدين وتدمير قوته وذلك بمنطق شريعة الغاب القائمة على القوة العارية الفاقدة لأي حجة أو دليل أو برهان.

 

وما جرّأ حكام البيت الأسود المتعاقبين على السلطة فيه، هو الانصياع التام من حكام المسلمين لأوامره. ففي سبيل الحصول على رضا حاكم (الكاوبوي) راعي البقر الأمريكي فإن هؤلاء الحكام مستعدون للتضحية بالشعوب ومقدرات البلاد وثرواتها لشراء صك العبودية منه، بل ولتكبيل الأجيال القادمة بأغلال العبودية، ومن ذلك على سبيل المثال التعهد الأخير من خائن الحرمين، بضخ 460 مليار دولار في جيوب (الكاوبوي) الأمريكي، ولو كان ذلك برهن النفط المخزون في باطن الأرض أو كان بالاستدانة من البنوك المحلية أو البنوك الدولية، فكل ذلك يهون في سبيل ابتسامة من إيفانكا أو ميلانيا ترامب علها تشفع لهم للبقاء على كرسي العرش المهتز.

 

نعم صدق من قال “قد تستطيع خداع بعض الناس كل الوقت أو خداع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت”. وعلى حكام أمريكا، والشعوب الغربية، أن يدركوا أن الحكم القائم على الأكاذيب قد تنطلي أكاذيبه لبعض الوقت ولكنه سيذوق وبال أمر كذبه عاجلا أو آجلا. فالحكم القائم على الخداع لن يفلح في ستر عورته بالتهديد بالقوة العارية. وقد ثبت للعالم كله أن الديمقراطية الغربية المزعومة لا سند لها من برهان أو دليل بل تقوم على القوة العارية لا غير. أما الحق فهو الأعلى وهو الأقوى وهو الأبقى، بينما الباطل إلى زوال ولو بعد حين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2017_09_12_TLK_2_OK.pdf