أزكمتم أنوفنا بعد أن صدعتم رؤوسنا يا حكام الضلال
أزكمتم أنوفنا بعد أن صدعتم رؤوسنا يا حكام الضلال
الخبر:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة للاجئين المسلمين، الذين فروا من ميانمار إلى بنغلاديش. وقال خلال القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي في العلوم والتكنولوجيات التي عقدت في أستانا عاصمة كازاخستان، إن المسلمين الروهينجا يواجهون في الوقت الراهن مجموعة كبيرة من الصعوبات والأزمات، داعيا إلى تعزيز الوحدة والصفوف والتعاون للتغلب عليها. وأضاف الرئيس التركي: “يلقى إخواننا المسلمون في ميانمار، معاملة قاسية جدا، ويجبرون على مغادرة ديارهم. يجب علينا بذل الجهود لمنع معاملتهم بهذا الشكل غير العادل. نحن نرغب بالعمل مع حكومتي ميانمار وبنغلاديش من أجل منع هذه الدراما الإنسانية”. وشدد أردوغان خلال كلمته على ضرورة تقديم المساعدة للاجئين في بنغلاديش وقال: “لقد أبلغنا السلطات البنغالية بأننا نريد المساعدة في هذا الصدد”. (المصدر: نوفوستي)
التعليق:
لقد كدنا ننسى يا أردوغان أنك رئيس لدولة قوية ذات تاريخ عظيم مشرف في نصرة المظلوم ورفع الضيم عنه، لقد غاب عنا أن هذه الدولة كانت الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه كل المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولكننا أيضا كدنا ننسى أن هذه الدولة الآن هي من أوائل الدول التي اعترفت بكيان يهود كدولة على أرض فلسطين، بل وطبعت مع هذا الكيان الغاصب أيضا بعد أن قتل أبناءها في سفينة مرمرة. لقد كدنا ننسى أن أردوغان لم يترك وسيلة رخيصة ولا غالية إلا واستخدمها لنيل رضا أسياده في البيت الأبيض، فغاب عنا أنه قد خدع القاصي والداني وتخلى عن إخوته المسلمين في أرض الشام فأقفل في وجوههم الأبواب وتآمر عليهم في حلب وفي غيرها، بل إنه لا يزال يسعى بكل جهده أن تكون خاتمته سوداء مليئة بالكذب والخذلان للمسلمين كافة، بداية من أبناء شعبه الذين حكمهم ما يزيد عن خمس عشرة سنة، إلى الأقربين له في سوريا والعراق، فتراه يلهث وراء سراب يصوَّر له أنه الماء الشافي المعافي المبقي أبد الدهر المبعد عن الحساب ولكنه خسر وخاب فإن هذا هو عين الوهم.
وأما الآن فها هو هذا الرئيس الأفاك الأشر بعد أن صرح بالأمس أن أستانا هي الخيار الأخير لثورة الشام وأنها هي ما ستنهي الثورة وتصفيها كما يظن هو وأسياده في البيت الأبيض، بعد أن صرح هذه التصريحات المليئة بالخيانة للشام وأهله ها هو يصرح اليوم تصريحات جوفاء كعادته من قبل، فيقول بأن إخواننا المسلمين في ميانمار يستحقون عطفه ورحمته وكأنه يشعر بهم ويهتم لأمرهم ويعاني ما يعانو!، فهو يصف الإبادة التي يعاني منها إخوتنا في ميانمار “بالصعوبات”، فكيف تصف أيها الرئيس قتلهم وتصفيتهم وإبادتهم بهذا الوصف بعد أن لم يبق لأحد أي عذر بعد أن شاهدنا الجرائم البشعة بحقهم هناك؟! كيف وزوجتك نقلت ما يحدث هناك؟! ثم كيف أيها الرئيس الأفاك تتكلم عن الوحدة ورص الصفوف؟! عن أي وحدة وأي صفوف تتكلم، أم أنها لغتك الفضفاضة التي لم تسعفك، فلم تعلم ما يترتب على هذا القول الثقيل على أمثالك؟! ثم إنك تقول إنهم يعاملون بشكل قاس ومؤلم، فماذا أنت فاعل بعد هذا التصريح، أم أنك تظن أن ميانمار هي روسيا التي تأسفتَ وطلبت ودَّها من أجل مسامحتك؟! أم أنك تظنها وحكامها بأنهم أمريكا رأس الكفر وبلد النفوذ فلا تريد أن تجرح مشاعرهم وتؤذيهم فيختل التوازن الدولي من بعدها؟!
أَفِقْ أيها الرئيس الغارق في سكرات موتك، إن ميانمار لا تحتاج سوى جولة واحدة من جولات الجيش التركي التي ترسلها للعراق والشام وقطر، إن هذه الدويلة لا تحتاج من جنود المسلمين سوى سويعات إن قادهم بطل مخلص غيور على أمته ودينه، بل إنهم من الرعب سيولون مدبرين لا مقبلين قبل أن تصلهم الجيوش، لقد كان يجب أن تسمعهم ما ينسيهم وساوس الشيطان وينصف إخوتنا المسلمين هناك الذين هم منا ونحن منهم ونحن منك براء.
اعلم أيها الرئيس أن الله لن يتركهم وحدهم وإن خذلهم الأقربون، فإن لهم ربّاً يرى ويسمع كل شيء فهو ناصرهم، ولن ينال أمثالك العزة والفخر والتمجيد، فأنت وأمثالك قد لبستم لباس العمالة والخيانة ولم يبق لكم شيء تغطون به رائحة عمالتكم التي أزكمت أنوفنا بعد أن صدعتم رؤوسنا، وإننا لعلى ثقة بأن هذه الأحداث وغيرها يهيئها الله تعالى لنا حتى يأتي الخليفة الرباني فينال شرف التحرير ونصرة الدين ورفعة الأمة وعزها، فينال شرف تحرير البشرية من شراذمكم وسمومكم، وإننا لنراه قريبا وترونه بعيداً، ولكن الله مُحِقٌّ وعدَه وجاعلنا الوارثين في الأرض بخلافة راشدة على منهاج النبوة تقام بأيدينا على أنقاض عروشكم، فانتظروا إنا منتظرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا