مجلس النواب في البرلمان الأردني يقنن فسادا آخر
الخبر:
كشف مصدر مطلع في وزارة الصحة لـ عمون عن اعتماد مستشفى السلام لاستقبال النواب والمنتفعين معهم في المستشفى والعيادات التابعة له لتقديم الخدمة الطبية سواء أكانت طارئة أم غير طارئة أم أي إجراء طبي.
وخاطب وزير الصحة الدكتور محمود الشياب مدير المستشفى لاستقبال النواب والمنتفعين معهم مشيرا إلى الاتفاقية الموقعة مع المستشفى بتغطية نفقات علاجهم بنسبة مائة بالمائة وعلى حساب صندوق التأمين الصحي.
التعليق:
فساد آخر من ألوان الفساد المعشعشة في النظام الأردني، فساد مقنن أي بحماية القانون.
النواب أقروا التأمين الصحي لهم ولعائلاتهم في مستشفى خاص وهو مستشفى دار السلام بعمان، هذا المستشفى هو اسم تجاري عائدة ملكيته لمستشفى الكرك للنسائية والتوليد الذي تملكه شركة النخبة لإدارة المستشفيات، وتعود ملكيتها لعاطف الطراونة وأشقائه، أي أن التأمين الصحي والذي طالب به النواب وأقروه ليستفيد منه رئيس السلطة الرقابية والتشريعية رئيس مجلس النواب وأشقاؤه!
في حين تم سحب التأمين الصحي من الناس الفقراء والإعفاءات الطبية لمرضى السرطان والكلى والأمراض المزمنة والتي لا يستطيع الشخص العادي دفع تكاليفها، بل الأسوأ هو سحب التأمين الصحي أيضا من ذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة فقط بـ ٢٥٪ من كلفة علاجهم، كما أقر مجلس النواب للقضاة في المحاكم التأمين الصحي أسوة بالنواب والوزراء.
إن من يوكلهم الشعب بمحاربة الفساد يحصنون الفساد ويحمون الفاسدين، ليس هذا فحسب بل يشرعون القوانين لحمايته فيصبح الفساد محميا بالقانون، قد يقول قائل إن موظفي الدولة مؤمّنين صحيا، نعم هذا صحيح ولكن موظفي الدولة مؤمّنون صحيا في مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها وليس في القطاع الخاص! وفرق شاسع بين التأمين الذي يحصل عليه الشخص في وزارة الصحة وبين التأمين الذي يحصل عليه النواب والأعيان والوزراء في المستشفيات الخاصة.
هذه هي القوانين البشرية القاصرة التي يضعها حفنة من البشر ليأكلوا حقوق الأكثرية…
أين هذه القوانين الظالمة من قانون الله الذي لا يفرق بين حاكم ومحكوم، وبين شريف ووضيع، وبين قوي وضعيف، فكلهم أمام الدولة سواء وكلهم يحصل على الرعاية المجانية في مؤسساتها بالتساوي.
هذه هي نتيجة من يختار صنما ليشرع له نظام حياته ويترك شرع الله الواحد الأحد، قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون﴾ [المائدة: 50]
وما أشبه حال علية القوم في بلادنا بالقرون الوسطى المظلمة التي مرت على الأوروبيين الذين كانت الأموال والخدمات تقدم لطبقة النبلاء والملوك والأمراء ورجال الدين على حساب الفقراء والمسحوقين من الشعب، أفلا يخاف هؤلاء من ثورة عليهم كالثورة الفرنسية تسعى خلف كل وزير وأمير وملك وغيرهم من الملأ لنشنقهم بأمعاء القضاة والنواب والأعيان، أم يظنون أنهم أكرم على الله من أن يلاقوا نفس المصير؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن