أزمة الروهينجا تحلها دولة أمة المليار ونصف المليار استجابة لله
أزمة الروهينجا تحلها دولة أمة المليار ونصف المليار استجابة لله
الخبر:
شجب الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاثنين 11 أيلول/سبتمبر2017 “العملية الأمنية الوحشية” ضد مسلمي الروهينجا في ولاية راخين بميانمار، وقال الأمير زيد أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن أكثر من 270 ألف شخص فروا إلى بنغلادش والمزيد محاصرون عند الحدود، وسط تقارير بحرق قرى وجرائم قتل خارج إطار القانون، وأضاف: “أدعو الحكومة إلى إنهاء عمليتها العسكرية الوحشية الحالية مع تحمل مسؤولية كل الانتهاكات التي وقعت وتغيير نمط التمييز الشديد واسع الانتشار ضد السكان الروهينجا… الوضع أصبح مثالا للتطهير العرقي”. (رويترز)
التعليق:
لم يحدث أي تحرك إسلامي حتى الآن غير الشجب والإدانة المعتادة، والأيدي مكبلة عن أي فعل يغير الحال، وثالثة الأثافي أن يدعو مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومةَ المجرمة الغارقة بدماء الروهينجا أن تنهي عمليتها العسكرية وأن تغير نمط التمييز العرقي، متصورا ذلك ممكناً على مقياس المدينة الفاضلة! وفي الواقع المحسوس يظل المسلمون في ميانمار يعانون معاناة تفوق احتمال البشر، تتغافل عنها وسائل الإعلام، والمنظمات الدولية، والإسلامية، ولا تسعى أي جهة أو دولة لتحرُّكٍ جدي لإنقاذهم، اللهم إلا تحركات ومحاولات فردية لتسليط الضوء على مجازر بورما بنشر مقاطع تحتوي على أبشع المشاهد، من ذبح وحرق وتقطيع أوصال… ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لم تحرك هذه الصور إنسانية العالم ولا منظماته ولا مؤسساته؛ التي تقيم الدنيا ولا تقعدها، منددة ببشاعة المسلمين في إهدار حقوق الحيوان، حين يذبحون الخراف في عيد الأضحي! لم ترقَ حقوق مسلمي بورما الذين يتعرضون الآن لأبشع مجزرة لم يشهد العالم مثلها من قبل إلى حقوق الحيوان التي يدافع عنها الغرب ومنظماته التي تكيل بمكيالين! حيث تجري هذه المجازر وسط صمت عالمي مهين ومتخاذل، يشترك فيه كل حكومات ومنظمات العالم الإسلامي، التي اكتفت ببيانات شجب وإدانة صدرت على استحياء من بعض الحكام والهيئات دون أن يمد أحد منهم يده أو تتخذ قرارات فعلية وجادة لوقف هذه المذابح البشعة من الجيوش المكبلة بالقرار السياسي (السايكسبيكي) الذي يحرم التدخل في شؤون خارج حدود هذه الكانتونات الضعيفة التابعة، والمنحاز لكل ما هو ضد الإسلام والمسلمين.
وبئس الجار جار السوء؛ حكومة بنغلادش، فعندما قام البوذيون بإشعال النار في الأحياء والمنازل التي يسكنها المسلمون، حاول عدد من المسلمين الهروب إلى بنغلادش، بقوارب وزوارق متهالكة، دون طعام أو شراب، ولكن بعد وصولهم، أعادتهم حكومة بنغلادش ليواجهوا مصيرهم في القتل والتعذيب، ولم تكتف بذلك بل قامت بتقديم اقتراح القيام بعمليات “مكافحة إرهاب” مشتركة مع جيش ميانمار للإبادة الجماعية! وفي يوم الاثنين (28 من آب/أغسطس2017م) أرسلت وزارة الخارجية البنغالية اقتراحًا رسميًا بذلك إلى سفارة ميانمار في دكا، معربة عن اهتمام بنغلادش بمساعدة جيش ميانمار.
إن أزمة مسلمى ميانمار هي جزء من أعراضٍ لمرض تعانيه الأمة، وهو غياب الوحدة الإسلامية المتمثلة في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي تتحرك بجيوشها لنصرة المسلمين أينما كانوا، لأن الدم المسلم وراءه دولة تفديه استجابة لقول رسولنا r: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامى المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار – أم أواب