أمريكا تضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية للتعامل مع إيران
أمريكا تضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية للتعامل مع إيران
الخبر:
بعد مراجعة دامت خمسة شهور، أبلغ مسؤول أمريكي «الحياة» أمس، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية للتعامل مع إيران ستُعلن قبل نهاية الشهر، وتتضمّن التصدي لنشاطاتها الإقليمية والموقف حيال الاتفاق النووي المُبرم معها.
ورجّحت مصادر قريبة من الإدارة لـ«الحياة»، أن تشمل الاستراتيجية خطوات لاحتواء نفوذ طهران في سوريا والعراق، بعد استكمال العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، في مقابل تحرّك أكبر لوقف شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين وآخرين.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن 6 مسؤولين أمريكيين، حاليين وسابقين، أن ترامب يدرس استراتيجية «قد تتيح ردوداً أمريكية أشدّ صرامة على قوات إيران ووكلائها في العراق وسوريا، ودعمها جماعات متشددة». (الحياة، 2017/09/13)
التعليق:
بداية لا بد من فهم المقصود من هكذا تصاريح تسربها أمريكا لاحتواء سياسة إيران وأتباعها في كل من العراق وسوريا واليمن لفهم ماذا يحصل هذه الأيام بين أمريكا عدوة المسلمين أولا بل والعالم كله بلا شك، وبين حكام إيران التي تدعي عداوتها لأمريكا ظاهراً، ونحن نعلم جيداً أن سياسة حكام إيران في المنطقة لم تخرج يوماً عما يرسمه “الشيطان الأكبر” لهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن، بل وحتى في فلسطين.
والمتابع الواعي لسياسة أمريكا في المنطقة والتي تسعى لإعادة صياغتها والإمساك بها من جديد بعد قيام شعوبها بثورات قوية وجريئة ضد عملائها في مصر وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين، يجد أن عدو الإسلام الأول أمريكا تسارع إلى محاولة احتواء الثورات التي كادت تطيح بعملائها وتمتد إلى باقي الدول القائمة في العالم الإسلامي فأسرعت إلى تنفيذ الخطط التي أعدتها للوقوف في وجه تحرك الأمة القوي، يساعدها في ذلك الحكام العرب والعجم ومن يأتمر بأمرها من الضباط الكبار في جيوش تلك البلدان؛ فكان لإيران المجاورة وتركيا والسعودية ومصر الدور المساعد لعدوة الأمة أمريكا في محاولة الإمساك بالوضع من جديد في بلدانهم وفي البلدان المجاورة لهم، تارة بالمال والسلاح المسموح به من قبل أمريكا، وطورا بتغذية الخلاف المذهبي المصطنع بين المسلمين لتغرقهم بالقتل والدم والحقد بأموالهم وشباب الأمة المسلمين ولحراسة المصالح الأمريكية التي أصبحت مهددة تهديدا كبيرا من تحرك الأمة الإسلامية.
وكان لإيران، والأصح القول لحكام إيران العملاء لأمريكا، كان لهم الدور الأول والفعال لإرسال الشباب المسلم والذي قاتل يهود ببطولة لا توصف، إلى سوريا لمقاتلة إخوتهم المسلمين نيابة عن أمريكا لتثبيت عميلها هناك ريثما تجد الحل بعد ذلك. كما كان لحكام إيران وأتباعهم في لبنان والعراق واليمن الدور الكبير الذي أشعل النار المذهبية بين المسلمين وتغذيتها بالمال والرجال والعتاد والسلاح غير مبالين بحرمة دم المسلم وماله وعرضه، بل وحتى أمنه وأمانه.
أما لماذا تريد أمريكا احتواء إيران الآن كما تقول وتدعي، فنقول للأمة وبالخصوص لحكام إيران ولجميع حكامنا العملاء لأمريكا، إن هذه الأخيرة عدوة الأمة الإسلامية الأولى فلا يجوز التعاون معهم ضد الأمة لأن في ذلك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولأن العدو هذا لا يهمه إلا مصلحته والتي يعلنها صراحة وأكثر من مرة، أنه يقوم بكل ذلك ليمنع قيام دولة الخلافة التي تجمع المسلمين، كل المسلمين، وتزيل الحدود المصطنعة بينهم، وتعيد إليهم عزهم وسلطانهم وخبراتهم… فكيف بكم تعينونه على المسلمين يا حكام المسلمين الرويبضات العملاء؟!
إن أمريكا تفكر حاليا بمحاولة إيجاد حلول تخدم مصالحها في المنطقة، فلذلك تراها تريد أن ترضي بعض عملائها من حكام الحجاز وأنها لن تترك لحكام إيران الأمور كما كانت وستحدد لهم كما للآخرين دورهم القادم دون زيادة أو نقصان لطمأنتهم للسير معها مجدداً في الحلول والضحك عليهم كما كانت ولا تزال تفعل.
لذلك نقولها لكم بصراحة أيها الحكام، وفي مقدمتهم حكام إيران وتركيا وآل سعود في الحجاز، إنها الفرصة الأخيرة لكم للتوبة إلى الله، فقفوا مع أمتكم في وجه أمريكا وغيرها لتحقيق مشروع الأمة الذي تعمل مع المخلصين الواعين من أبنائها في حزب التحرير لترك الأمة تحقق مشروعها الحقيقي ألا وهو الخلافة القوية الجامعة التي توحد ولا تفرق وتقطع دابر أمريكا ومن بقي معها…
راجعوا حسابكم سريعا فالوقت ليس لصالح أمريكا ومن معها…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
عضو الهيئة الإدارية لحزب التحرير في ولاية لبنان