Take a fresh look at your lifestyle.

مؤامرة تفتيت السودان تعاد مرة أخرى بفكرة تقرير المصير

 

مؤامرة تفتيت السودان تعاد مرة أخرى بفكرة تقرير المصير

 

 

 

الخبر:

 

استفسرت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة، ثامبو أمبيكي، وفد الحركة الشعبية ـ شمال، مجموعة الحلو، حول المطالبة بحق تقرير المصير خلال الاجتماع الأخير الذي جرى بين الوساطة ووفد الحركة بأديس أبابا. وقال السفير محمود كان، رئيس مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي بالخرطوم إن الوساطة الأفريقية ناقشت مع أعضاء وفد قطاع الشمال مجموعة الحلو ما ثار حول تقرير المصير، حيث أوضح الوفد أن هذه المطالبة يقصد بها جذور الأزمة بالمنطقتين، ولا يقصد بها سوداناً منفصلاً. (صحيفة الرأي العام السودانية العدد 64631، الاثنين 2017/09/11م).

 

التعليق:

 

لقد سخّرت أمريكا لمخططها الشيطاني هذا؛ تفتيت السودان إلى دويلات مضطربة، سخرت له مجموعة من الأدوات، من بينها الثالوث المخادع (الحكومة السودانية، والحركات المسلحة، والاتحاد الإفريقي)، الثالوث المطيع الذي ينطق بلسان سيده، ويبذل الوسع في إرضائه، وأوكلت المهمة للوساطة الإفريقية. فها هو ثامبو أمبيكي، السمسار الرخيص، يهرول ويركض، من حين لآخر، بين الخرطوم، وأديس أبابا، يستفسر الأطراف، ويراقبهم، لكي لا تزلّ قدمٌ عن الصراط الأمريكي المعوج، أمريكا التي باركت حق تقرير المصير لجنوب السودان من قبل، واحتفلت به، باعتبار هذا الحق، مفتاحاً سحرياً لتفتيت السودان، لتحذو بقية أقاليم السودان حذو الجنوب. فقد كان ضمن قرارات مجلس تحرير الحركة الشعبية/ شمال، إقليم جبال النوبة، في آذار/مارس 2017م اعتماد مطلب حق تقرير المصير بالأغلبية، وبالتالي، تم تبني حق تقرير المصير، من قبل الحركة الشعبية، لا فرق بينها وبين الحكومة، التي تبنت في مخرجات الحوار الوطني، موضوع الفدرالية، وهو يعني إبعاد أقاليم السودان عن سيطرة المركز، وفصله لاحقاً، ويعتبر هذا هو الخط المرسوم للثالوث المخادع، لتنفيذ المؤامرة الأمريكية لتمزيق السودان.

 

إن فكرة حق تقرير مصير الشعوب، وفكرة الفدرالية، والحكم الذاتي، من منظور الرأسماليين، هي لتقسيم البلاد، وإضعافها، ونهب ثرواتها، وهي خيانة سياسية، وجريمة كبرى، وعار في جبين الساعين لها، فكان لا بد من مبررات، وأساطيل من الأكاذيب، ليتم قبولها، ويسهل ابتلاعها، وهضمها، وتمريرها. من أجل ذلك، طفق الاتحاد الإفريقي يستفسر ليستوثق ويتأكد من موقف وفد الحركة الشعبية الذي أوضح بأن (هذه المطالبة يقصد بها جذور الأزمة بالمنطقتين، ولا يقصد بها سوداناً منفصلا)، وهو نوع من التضليل، مارسه الشريكان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، قبيل انفصال الجنوب بفكرة (الوحدة الجاذبة)! إن دعاوى حق تقرير المصير، وغيرها، وجعلها مناطقية، هو انصراف عن معالجة جذور المشكلة، والتفاف حول المظالم التي وقعت على الناس في هذه المناطق وطمسها، لتمرير مخططات عدو الأمة، والقضاء على وحدتها، ومنع مكامن القوة فيها.

 

إن الذي يعيد لحمة السودان، ويحافظ عليه، باعتباره جزءاً من أمة عريقة، ذات رسالة هدى ورحمة للبشرية، هو دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي لا تلجأ للأعداء لحل قضاياها، وإنما تركن إلى كتابٍ أنزله المولى سبحانه للاحتكام إليه، ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يعقوب إبراهيم – أبو إبراهيم

2017_09_15_TLK_3_OK.pdf