لا حل إلاّ بالخلافة في بورما
لا حل إلاّ بالخلافة في بورما
(مترجم)
الخبر:
قال رئيس تحرير الصحيفة ماونج ثواي تشون إن المشكلة تكمن في خطر “الأسلمة” في ميانمار. وأضاف نحن لا نقمع المسلمين، ونحن نعترف بوجودهم، ولكننا لا نريد أن يبتلع المسلمون بلدنا. (المصدر: أتلانتيك).
التعليق:
إن خطر الأسلمة والكراهية المستمرة ضد المسلمين التي أشعلها الراهب البوذي القومي هي مجرد سبب لطرد مسلمي الروهينجا من ميانمار. بعد الاستعمار البريطاني، أصبحت الآراء الدينية والقومية تستخدم بشكل مستمر كسبب للقتل، متجاهلين حق شعب الروهينجا الذين ولدوا وعاشوا لقرون في ولاية راخين. ويتم التعبير عن الكراهية، بالإبادة الجماعية والهجمات المباشرة على المسلمين بشكل واضح من خلال أقوالهم وأفعالهم. أصدرت صحيفة أونغ زي أياتو الأسبوعية في الأول من أيلول/سبتمبر عنوانا رئيسيا وهو “الأخطار المختلفة للمسلمين البنغاليين”. وقد قال الله في القرآن عن كراهية المشركين للمسلمين، ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.
إن سبب قضية الروهينجا مشابه لما يحدث للمسلمين في جميع أنحاء العالم في فلسطين وسوريا وكشمير ومينداناو وأفطاني وتركستان الشرقية وغيرها. لقد مزّقت وحدة الأراضي الإسلامية إلى أشلاء ومنعت الأخوة من قبل القومية والأنانية الفردية، وأزيلت سلطة الأمير الذي كان يدعو دائمًا للجهاد واستبدل بها الحكام الجبناء شبيهو الدمى الذين لا يفعلون شيئا سوى مشاهدة سفك الدماء، ويتصرفون كالحمار متبعين ما يطلبه سيدهم منهم ويصرخون فقط في حال تعرضهم للصفع. إن الدعوة إلى الخلافة، التي يقوم الخليفة فيها بتوحيد أرض المسلمين وحمايتهم ضد الحكام المستبدين، دائما ما يتم تصويرها على أنها ضد الديمقراطية البشرية والنظام الحاكم للولايات.
هل كانت ديمقراطية ميانمار تحمي حق الروهينجا في أي وقت مضى؟ أم أن الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية الأخرى يمكن أن تحمي شعب الروهينجا؟ لا يمكن لأي منهم أن يفعل ذلك؛ لمجرد أن شعب الروهينجا شعب بلا دولة. ويفترض على الحكام في البلدان الإسلامية المنتخبين من خلال النظام الديمقراطي مساعدة غالبية الأرواح البشرية، لكن لا يسع هؤلاء الحكام إلاّ التسول من أجل المساعدات اليائسة من الأمم المتحدة وتقديم المعونة الإنسانية لمخيمات اللاجئين حيث إنها لن تكون قادرة على حل القضية بشكل جذري.
إن الحاجة الملحة إلى الخلافة هي أمر قاطع، فهي التي ستبث الخوف في العدو، وتحمي الأرض الإسلامية، وتطبق نظام الشريعة، وتصون الحياة الإسلامية، هي سلطة الدولة التي يمكنها حماية الحياة البشرية بأكملها والتي شهدها الكثيرون عبر التاريخ في ظل الخلافة العثمانية العظيمة، حيث كان المسلمون متوحدين في ظل الإسلام وتمت مساعدتهم بالأسلحة ضد الاحتلال البرتغالي. وهذا لا يمكن أن يحدث إلاّ بسبب مسؤولية الأمانة والخوف من الله، وحدة الدولة بلا حدود ومشاعر الأخوة، والنظام لحماية الأرض الإسلامية ومسؤولية الدعوة على الرغم من كره المشركين لذلك. قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60]. وقال سبحانه: ﴿مُّحَمَّدٌ۬ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۤ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَہُمۡ﴾ [الفتح: 29] وقال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدىٰ وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ﴾ [التوبة: 33].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد يوسف