Take a fresh look at your lifestyle.

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا﴾

 

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا

 

 

 

الخبر:

 

كشف “ألكسندر لافرينتيف”، المندوب الروسي بمحادثات “أستانة”، الخميس 2017/9/14م، عن الخطوة التي ستقوم بها قوات بلاده في سوريا المرحلة المقبلة بعد القضاء على تنظيم الدولة. وقال “لافرينتيف”، في مؤتمر صحافي بأستانة: إن “قوات النظام انتهت من فك الحصار عن مدينة دير الزور، والحرب على تنظيم الدولة ستنتهي خلال أشهر، وحينها سينتقل الحديث إلى قتال المجموعات التي تريد محاربة النظام”.

 

التعليق:

 

يومًا بعد يوم يتضح للناس المأزق الذي وضعت فيه قيادات الفصائل نفسها؛ عندما وافقت على الذهاب إلى مؤتمر أستانة بضغوط تركية معلنة؛ والذي يرعاه النظام الروسي ومن ورائه أمريكا؛ متناسين قول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ & فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾، لقد حيد هذا الاتفاق الفصائل عن ساحة المعركة ظنًا من قياداتها أنها ستكون في منأى عن الاستهداف الروسي، أو خارج مرمى نيران التحالف؛ وظنًا منها أن الغرب الكافر يعلن حربه على الفصائل التي أدرجت على لائحة (الإرهاب) فقط، ليتضح بعد ذلك ما أكد حزب التحرير عليه مرارًا؛ أن الحرب هي على كل من يرفض القرارات الغربية؛ والتي تؤول في نهايتها إلى إعادة إنتاج النظام والقبول فيه في المرحلة الانتقالية، فإعلان لافرينتيف عن الخطوة المقبلة التي ستقوم بها قوات بلاده في سوريا بعد القضاء على تنظيم الدولة يكشف الحقيقة لمن وضع رأسه في الرمال وأبى أن يرى الخطر الذي يحيط به، فالغرب الكافر يضع كل الفصائل في سلة واحدة ولكنه يرتب لها سلم أولويات؛ لينفرد بها واحدة تلو الأخرى حسب ترتيب مناطقي، فبعد أن ينتهي من القضاء على تنظيم الدولة ستكون هيئة تحرير الشام الهدف التالي له وسيضغط على قيادات الفصائل للتخلي عن محاربة النظام؛ ليستخدمها كرأس حربة له في هذه المعركة بضغوط من الداعمين وتحت تهديد الاستهداف لمن يرفض السير معه، وبهذا يتضح المستقبل المرحلي المرسوم للمنطقة وكل ذلك من مخلفات مؤتمر أستانة المشؤوم الذي يسير بالثورة نحو الهاوية.

 

يجب على قيادات الفصائل أن تعي أن السير مع الغرب الكافر جريمة وأية جريمة، وأنها ستتحول إلى أداة بيده تنفذ له مصالحه وتهدم بيديها ما بنته خلال سبع سنوات من عمر الثورة، فتبيع بذلك دماء الشهداء وتضحيات أهل الشام في سوق المؤتمرات الدولية، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا…﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

2017_09_17_TLK_2_OK.pdf