Take a fresh look at your lifestyle.

الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران وموقف يهود

 

الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران وموقف يهود

 

 

الخبر:

 

القدس العربي”بتصرف”: كشفت تقديرات استخباراتية في كيان يهود أن إيران زادت ميزانية حزب الله اللبناني بنسبة 4 أضعاف. فيما أكدت «هارتس» أن الأجهزة الأمنية في كيان يهود تؤيد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.

 

وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن تقديرات الأجهزة الاستخباراتية في الكيان تشير إلى أن طهران “رفعت ميزانية الحزب اللبناني من 200 مليون دولار سنوياً إلى 830 مليون دولار لكل عام”.

 

وورد في الخبر أيضاً: وكشفت صحيفة «هارتس» أنه توجد “خلافات كبيرة بين الأجهزة الأمنية في كيان يهود وبين نتنياهو ووزير دفاعه”، أفيغدور ليبرمان، حول كيفية التعامل مع الاتفاق النووي، وتشدد الأجهزة الأمنية على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.

 

التعليق:

 

جاء في جواب سؤال لأمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بتاريخ 30/11/2013م، بيان لحقيقة موقف يهود من الاتفاق النووي يحسن بنا أن نذكره بتصرف، حيث ورد فيه:

 

(إن موقف كيان يهود في اعتبار الاتفاق سيئاً ليس جديداً ولا غريباً، فهذه الدولة المغتصبة لفلسطين قد اختطَّت لنفسها سياسة منذ نشأتها وهي أن تقاوم ظهور أي قوة مادية مؤثرة في المنطقة، ليس قوة نووية فحسب، بل حتى قوة تقليدية متطورة، وليس في دولة كبيرة كإيران…

 

… فدولة يهود لا تكتفي بأن تكون إيران دولة نووية سلمية، ولا تصل إلى دولة نووية عسكرية، بل تريد نزع القدرة النووية أياً كانت، سلمية أم غير سلمية في إيران، وفي كل دولة من المنطقة، ولها سابقة في ذلك، فقد هاجمت المنشآت النووية للعراق في وقت صدام بضوء أخضر من أمريكا، وهي كانت تتهيأ أكثر من مرة لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، وكانت أمريكا تمنعها من ذلك… وقد رأينا دولة يهود كيف رقصت فرحاً عندما وافق طاغية الشام على تدمير الأسلحة الكيماوية…

 

ومع ذلك فإن دولة يهود ترى بقاءها في مساعدة أمريكا لها، فأمريكا تمنع دول المنطقة من السلاح النووي، وتسمح لدولة يهود بالصناعة النووية العسكرية، وقد ضمنت الاتفاقية بعض الأمور المطمئنة لدولة يهود، فقد قال وزير الشؤون الاستخبارية (الإسرائيلي) يوفال شطينتس في مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح اليوم نفسه “إن الدول الكبرى أصرت في الساعات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن الاتفاق على إدخال تعديلات على مسودة الاتفاق، بناء على رغبة (إسرائيل)”) انتهى “بتصرف”

 

وبناء على ما سبق فإن كيان يهود ينظر للأمر من زاويتين:

 

زاوية عقدة التفوق والخوف من أي قدرات في دول المنطقة، ليس خوفا من الأنظمة فهي حاميتهم، بل هي نتيجة عقدة وعقيدة الخوف التي تتملكهم، وعقيدة الخوف ذكرها رب العزة في قوله سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾، وهم أحرص الناس على حياة لقوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ﴾.

 

وهم يدركون أن وجود عوامل القوة في يد الأمة الإسلامية مشكلة وجودية بالنسبة لكيانهم لأن جدار الحماية له وهو الأنظمة، أثبتت الأيام أنه جدار نخره السوس.

 

ثم تدرك يهود أن الصراع مع نظام إيران هو صراع سياسي ونفوذ بسقف الخطط الأمريكية فقط وليس صراعا حقيقيا وعقائديا، بل هو عداء على دور ومكانة ونفوذ في المنطقة لمصلحة أمريكا، وأن إيران ما هي إلا مخلب بيدها لتحجيم يهود وفرض السياسات الأمريكية في المنطقة؛ لذا كان من الطبيعي جدا أن يختلف يهود حول هذا الأمر اختلافا جذريا؛ بين الخوف من امتلاك إيران القوة وإطلاق يدها في المنطقة وتحجيم دور يهود وبين حاجة يهود الحتمية لأمريكا لأنها سبب البقاء والروح بالنسبة لهم. لقد ذكرت وسائل الإعلام الغربية أنه احتدم النقاش بين اليهود الأمريكيين ما بين ديمقراطيين وجمهوريين في مسألة الاتفاق مما دفع روزنباوم إلى القول: “لقد عرفنا خلافات في الرأي حول مواضيع كثيرة أخرى، ولكن لم تبلغ حدة ردود الأفعال هذا الحد من قبل، ولم تكن الجالية اليهودية مهددة بالانقسام على هذا النحو. وخلافا للجدل السياسي المعتاد، فإنني أخشى أن نبلغ في خلافنا حد نقطة اللاعودة فيقع شرخ عميق بين أبناء الجالية يصعب التغلب عليه”. ويقول روزنباوم إنه يلاحظ تحركات نشطاء يهود يقطعون البلاد طولا وعرضا ويوميا: “هؤلاء لا يتجولون لمعالجة قضايا أبناء الجالية وإنما لشرح مخاوفهم من الاتفاق مع إيران، إنهم يبثون الرعب وسط أبناء الجالية”. لذا كان من الطبيعي جدا أن تختلف رؤى كيان يهود داخليا وخاصة بعض زعماء يهود أمثال نتنياهو الذي يرفض أي تحجيم ونفوذ ويرى إمكانية الخروج من عنق الزجاجة المفروضة عليه، وبين من تملكهم السياسة الواقعية بين حاجتهم لأمريكا وضعف قدرة يهود الذاتية فضلا عن الاختراقات الأمريكية لبعض الأوساط اليهودية وإنشاء لوبي آخر يدعم حل الدولتين والسياسات الأمريكية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان / أبو البراء

 

 

2017_09_18_TLK_3_OK.pdf