النظام في الأردن يحاول استعادة هيبة الدولة من خلال الظلم والقمع والاعتقالات!
النظام في الأردن يحاول استعادة هيبة الدولة
من خلال الظلم والقمع والاعتقالات!
الخبر:
استخدام عبارة (استعادة وفرض هيبة الدولة) في الجلسات الحكومية والتصريحات والخطابات الرسمية وفي أحاديث الصالونات السياسية.
التعليق:
يحاول النظام في الأردن وحكومته محاولات عقيمة ومن خلال القمع والاعتقال والظلم والتضييق وإشاعة الخوف وتكميم الأفواه وحجز جوازات السفر… أن يعيد للدولة هيبتها، وكأن هيبة الدولة تكون بغير حفظ كرامة الناس! وكأن هيبة الدولة تكون بغير العدل وإحقاق الحق! وكأن هيبة الدولة تكون بغير الرعاية الحقيقية الصحيحة للناس! وكأن هيبة الدولة تكون بعدم قبول المحاسبة والنقد والتظلم والمطالبة بالحقوق الشرعية والطبيعية! وكأن هيبة الدولة تكون بحصر العمل السياسي بدعاة العلمانية والإلحاد أو بمن يتملقون النظام من الوصوليين على حساب دينهم وكرامتهم وكرامة أهل البلاد، أو بمن هم من رجالاته وأزلامه الذين يعتبرون ظلم قوانينه وإجراءاته عدلا وانتكاساته الاقتصادية وإفقار الناس والسطو على جيوبهم بقوة القانون إنجازا وإبداعا!!
ولأن النظام في الأردن وحكومته عاجزون كل العجز عن رعاية شؤون الناس رعاية صحيحة تزيل عنهم حالة الضنك التي يعيشون وتنهي إحساسهم باقتراب الضياع، ولأن حكومة النظام عاجزة كل العجز أيضا عن إيجاد الحلول الاقتصادية الصحيحة والناجعة تماما كعجز المبدأ الرأسمالي الذي يتبناه النظام ويفكر من خلاله ووفق نظرياته القاصرة، ولأن عصابات الفساد ومنظومته التي تحكمت بمفاصل الدولة والحكم بدأت تلمس سير الشارع نحو الغليان واستشعارها لتشكل الغضب الشعبي؛ لذلك ارتأى واضعو السياسات للنظام في الأردن على ضوء اعتقادهم بأن رياح الربيع العربي قد ذهبت بلا رجعة وبأن (الجمعة المشمشية) التي سمحت للناس بمحاسبة النظام وجعلت رجال الأمن يقدمون للمتظاهرين ماء الشرب والعصير في المظاهرات والتي أعادت فيها دائرة المخابرات جوازات السفر المحجوزة لأصحابها واعتبرت فيها كرامة الشخص العادي من كرامة الملك، والتي خضع فيها النظام لمطالب الجماهير بمحاكمة بعض الفاسدين وبإقالة مدير المخابرات وصار فيها رجال الأمن والمخابرات يتوددون للناس، وسكت فيها النظام عن التحركات الشعبية والسياسية وعن نشاطات حزبنا العظيم حزب التحرير في كثير من الأحيان، رأوا بأن الحلول والإجراءات الأمنية وإطلاق يد الأجهزة الأمنية في ملاحقة الناس وإذلالهم وترويع أطفال ونساء أصحاب كلمة الحق منهم ومحاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة هي الطريقة التي ستحمي هيبة الدولة وتحافظ عليها؛ وذلك ظنا من واضعي السياسات لإدارة الدولة الأردنية، بأن إرادة التغيير والإصلاح قد تبخرت عند الناس وأن الخوف والرعب عاد ليسكن في قلوبهم وعقولهم، وأن ذلك سيقعدهم عن المطالبة بحقوقهم أو محاسبة الفاسدين والمجرمين أو السكوت عن استهداف الدين تحت عناوين مختلفة، وظنا منهم أيضا بأن الناس يرتجفون على وقع المشاهد الدموية والتشريد والدمار في المنطقة أو على وقع الإجرام والبلطجة الأمريكية والروسية والإيرانية…
لقد أرادوا أن يتعاموا عن فهم الواقع في بلدنا فهما صحيحا، لقد تجاهلوا المعطيات وحرفوا الشواهد ونسجوا خيوط التآمر وحاكوا الأكاذيب ليتوافق كل ذلك مع هوى وأهداف وأجندات منظومة الفساد والإفساد التي لها مصلحة كبرى في جر البلاد والعباد نحو الفوضى. فحال الناس واستعدادهم النفسي لانتزاع حقوقهم ليس كما كان قبل الربيع العربي أو أثناءه، بل هو أقوى وأخذ عمقا جديدا ووعيا أكبر، وإصرارهم على دفع الظلم عن أنفسهم ومحاسبة الفاسدين والظالمين المتجبرين ضرب جذوره في الصخور ولن يجتثه أو يقتلعه أحد أياً كان ومهما بلغ جبروته وحقده وانسلاخه عن أهله وناسه، وأما ما لا يعلمه واضعو السياسات ومنفذوها الذين يتجاهلون الحقيقة والحق فهو أن الأعاصير الإسلامية بدأت بالتشكل – أقروا بذلك أم لم يقروا – وفي أكثر من مكان عن وعي وإدراك للهدف وسبيل الخلاص أمام اليقين بأطماع وأحقاد الكافر المستعمر وإصراره على ذبح الأمة الإسلامية من الوريد إلى الوريد، وأمام وضوح فساد المعالجات واستحالة نجاحها وأمام عقم وعبثية السياسات وتعاظم الفساد. فجمر الغضب لم يتحول إلى رماد مع استمرار استهداف الإسلام وأحكامه ومفاهيمه وقيمه واستمرار القمع والاعتقالات والقهر والاضطهاد على الكلمة والرأي وتعاظم نسبة الفقر وحالة العوز وازدياد الشعور بالذل والهوان والاستعباد في الوقت الذي يعيش فيه برغد ورفاهية كل أعضاء منظومة الفساد ومنتسبيها من سياسيين في المواقع الرسمية وخارجها واقتصاديين متنفذين وأمنيين وإعلاميين.
فلا هيبة للدولة إلا بالحق والعدل والرعاية الصحيحة، ولا عدل ولا حق ولا رعاية صحيحة إلا بتطبق أحكام الإسلام في واقع حياة الناس، ولا يكون ذلك إلا من خلال دولة تكون الكيان السياسي الشرعي الوحيد للأمة الإسلامية سماها رسول الله r«…ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
قال الله جل جلاله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن