أمريكا وأحلافها جُنَّ جنونهم لفشلهم في إخضاع أهل الشام فيصعِّدون تدخلهم العسكري البري، وليس فقط الجوي، ليفرضوا بزعمهم الاستسلام!
أمريكا وأحلافها جُنَّ جنونهم لفشلهم في إخضاع أهل الشام
فيصعِّدون تدخلهم العسكري البري، وليس فقط الجوي، ليفرضوا بزعمهم الاستسلام!
(التسجيل المرئي للنشرة)
طوال السنوات الست عملت أمريكا جاهدة بوسائلها المتعددة لإخضاع أهل الشام للطاغية والقبول ببطشه ومجازره، ولكنها لم تستطع ذلك رغم أنها لم تترك وسيلة دموية وحشية إلا فعلتها… لقد استعملت قاذفات الجو وقاذفات البحر… ثم استخدمت إيران ومن بعد روسيا… ثم تدرجت في المليشيات البرية من صغيرها إلى كبيرها باسم الدول الإقليمية أحياناً كتركيا وإيران، والمليشيات التابعة كحزب إيران والمستوردة بأسماء مختلفة، ثم الفصائل الداخلية المرتبطة… وكل ذلك منها علناً تارة، ومن أحلافها وأوباشها تارة أخرى…
والذي أفزع هذه الأحلاف أن ليس هناك صراع دولي في سوريا بل أمريكا هي الممسكة بركائز النفوذ وليس كما هو الحال في ليبيا أو اليمن… وكذلك فإن القوى الإقليمية المجاورة لسوريا هي من الموالين لأمريكا العملاء والأتباع حتى إن الذين لديهم هوىً إنجليزي مستحكم كالأردن هي منضبطة بسياسة الإنجليز بعدم معارضة أمريكا وإنما فقط التشويش إن استطاعت… ثم إن المعارضة في الداخل كثيرٌ منها يتغذى على المال القذر وبمدد السلاح ضد إخوانهم وكل ذلك بتعليماتٍ أمريكية… هذا بالإضافة إلى المؤامرات التي حاكتها أمريكا كالهُدن واتفاقيات وقف القتال الذي يُفرض على المعارضة وليس على النظام! والتحكم في الدعم المالي القذر وفي السلاح بالمدِّ والمنع، وأخيراً مناطق تخفيض التصعيد… وفي الوقت نفسه فليس هناك من يقف أمام أمريكا وأحلافها وعملائها إلا جماعات ليست كبيرة نسبياً يضاف إليها أهل الشام المخلصون الصادقون مع ربهم ودينهم وأمتهم… وكل هذا يبين أن القوة المادية بيد أعداء الإسلام: أمريكا وأحلافها والعملاء والمنافقين… ليست هي كل شيء في حسم قضايا النصر والهزيمة…
وهكذا فقد ذُهلت أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها وجُنت، وحُق لها أن تُجن، فقد استنفدت كل وسائلها لتنفيذ مخططها بضمان شيء من القبول من أهل الشام المخلصين، ولكنها فشلت… ويبدو أنه لم يبقَ أمامهم سوى فرض الحل الذي يخططون له بتكثيف الأعمال العسكرية، ليس فقط بالقصف الجوي والبحري، أو بفرق خاصة وخبراء واستشاريين وأمثالهم، بل بتكثيف عسكري بري على مستوى الجيوش يحاكي الاستعمار العسكري ولكن يُزيِّنونه باسم آخر (مكافحة الإرهاب) وهم أصل الإرهاب وفرعه ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾… ثم لا يستبعد أن يزينوه بسبب آخر كتأييده بقرار دولي!… ولذلك جاءت أجواء اجتماع أستانة السادس في 2017/9/15م تُشير إلى هذين الأمرين، فقد نقلت العربية نت عن اجتماع أستانة يوم الجمعة 2017/9/15م: (…وقال وزير خارجية كازاخستان في المؤتمر المنعقد الجمعة لإعلان البيان الختامي لمحادثات أستانة، قال: إن مناطق خفض التصعيد ستكون مدة 6 أشهر ويمكن تمديدها… وتتواصل في عاصمة كازاخستان اجتماعات أستانة 6 في يومها الثاني بشكل رسمي، والتي سبقها سلسلة اجتماعات بين خبراء الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا… وأعلنت وكالة “الأناضول” التركية عن التوصل لاتفاق في أستانة بشأن حدود منطقة عدم التصعيد في إدلب السورية، مضيفة أن المحادثات ستستمر بشأن أيِّ القوات التي ستنتشر في منطقة إدلب بسوريا… وفي اليوم الأول للاجتماعات، أمس الخميس، أعلن رئيس كازاخستان أن بلاده مستعدة لإرسال قوات سلام إلى سوريا إذا وافق مجلس الأمن على ذلك…). وقد أكدت تصريح نزار باييف أيضاً أورينت نت في 2017/9/14م حيث نقلت قوله في مؤتمر صحفي في أستانة الخميس، بالتزامن مع انطلاق الجولة السادسة: (إذا اتخذت الأمم المتحدة قراراً حول إرسال قوات من هذا النوع، فإننا سنتمكن باعتبارنا عضوا في الأمم المتحدة من إرسال عسكريينا إلى هناك للمشاركة).
إن الواضح من هذه التصريحات هو الطابع العسكري المكثف، فإدخال إدلب في الصراع يختلف عن غيره، حيث جمعوا فيها المقاتلين الذين يسمونهم إرهابيين أو غير معتدلين، جمعوهم هناك بالهُدن وأمثالها… وقد ورد ذلك في تصريحات بعض مسؤولي تلك الدول وبخاصة تركيا وحشودها باتجاه إدلب، فقد نشرت سبوتنيك في 2017/9/17م: (قال مصدر محلي بمدينة كيليس الحدودية مع سوريا إن المدينة تشهد تحركاً عسكرياً كثيفاً منذ أسبوع، والقوات المسلحة التركية تقوم منذ حوالي الأسبوع بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية… من جانبه قال جندي تركي على الحدود السورية لـ”سبوتنيك”، إن الجيش التركي يحشد قواته العسكرية وآلياته منذ ثلاثة أيام في مدينة الريحانية بمحافظة لواء إسكندرون المحاذية لمدينة إدلب السورية…). وهذا بالإضافة إلى التلميح بل التصريح من رئيس كازاخستان حول التدخل العسكري بقرار من مجلس الأمن، وحيث إنه لا يُلقي هذا التصريح من بنات أفكاره (فيده كما يقال ليست طائلة!) ومن ثم فلا ينطق لسانه بما لا تطوله يده، وإنما ينطق بما يُلقى إليه من أمريكا وأحلافها… وعليه فيبدو أن أمريكا المجرمة لم تصبر على طول المدة التي أبقت فيها طاغية الشام يعيش على التنفس الاصطناعي إلى أن تجد البديل، بل رأت أن تعمد إلى هذا الأمر الذي تخطط له وهو الاحتلال العسكري باسمٍ فيه تبرير (مكافحة الإرهاب)، وتبرير (قرار المجتمع الدولي)! من أجل إخضاع أهل الشام للقبول بطاغية علماني جديد، ظناً من أعداء الإسلام أنهم قادرون عليه، وظنُّهم كما أرداهم من قبل سيرديهم من بعد بإذن القوي العزيز.
أيها الأهل الصادقون في الشام: إنكم أذهلتم أمريكا وأحلافها بمضاء عزائمكم وإخلاصكم إلى ربكم، كل هذا والجماعات المعارضة التي تقف في وجههم هي جماعات ليست كبيرة نسبياً من حيث العدد، متناثرة هنا وهناك ودونما قيادة سياسية واحدة تجمعهم، فكيف لو جُمعت تلك الجماعات المتناثرة وأصبحت على صعيد واحد في بوتقة واحدة يُضاء داخلها وخارجها بنور الإسلام؟ ثم هناك أمر آخر وهو أن الفصائل التي تتغذى بالمال القذر وتقتتل فيما بينها تاركة عدو بلدها وأهلها، هؤلاء هم أبناؤكم وإخوانكم فخذوا على أيديهم ليكونوا في فسطاط الإيمان لا أن يركنوا إلى أعداء الإسلام… إن هذين الأمرين: عدم وجود قيادة سياسية تجمع تلك الجماعات وتقودها، وكذلك ركون تلك الفصائل إلى أعداء الإسلام، والاعتماد على مالهم القذر، هذان الأمران هما صدعٌ خطر في جداركم الداخلي ومعالجة هذا الصدع هو بأيديكم فأعطوه ما يستحق من جدٍ واجتهاد وحرصٍ واهتمام.
أيها المسلمون في كل مكان: إن أمريكا وأحلافها تخطط لتثبيت تدخلها العسكريِّ بأسماء جديدة، وتريده ليس جوياً فحسب وليس بقوات خاصة أو خبراء… بل بما يُشبه القوات المشابهة للجيوش، وتصطنع له أسماء مخادعة: مكافحة الإرهاب أو قرار المجتمع الدولي… وهو أمر خطر سيُعيد المنطقة إلى صورة قاتلة من الاستعمار العسكري القديم حتى وإن كان بثوبٍ أكثر (حداثة) تحيط به قواعد يغتصبونها… ونجاحهم في تنفيذ ذلك في أرض الشام سيكون مدخلاً إلى غير أرض الشام، وعندها سيقع القول المأثور (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض) فيندم الجميع ولات حين مندم… إنه لأمرٌ فصلٌ وما هو بالهزل، فهو يستحق وقفة جادة من حُسن التدبير وعمق التفكير، فالذي جرَّأ الأعداء عليكم هو انهيار بنيان الخلافة الذي كان يظلكم، وإعادة نصب هذا البنيان هو بأيديكم، وخاصة بأيدي أهل القوة منكم بأن يدوسوا بأقدامهم رويبضات الحكام الذين يسبِّحون بحمد الكفار المستعمرين، ومن ثم يردّون تلك الأحلاف إلى أعقابها، ولن تنفع أعداء الإسلام قواعدهم ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا…﴾.
أيها الأهل في سوريا وأيها المسلمون في كل مكان: إنكم رأيتم كيف أن أعداءكم رغم قوتهم المادية الكبيرة لم يستطيعوا أن يُخضعوكم لمشاريعهم طوال هذه السنين، فقد أظهر صمودكم وثباتكم بعون الله وتوفيقه أن عزائم الأعداء واهية، وأفئدتهم خاوية رغم إمكاناتهم المادية الهائلة، فهم ضعاف في المجابهة جبناء في الإقدام… ومع ذلك فالجبان يمكنه استغلال الصدع في جدار عدوه والانهيار في بنيان خصمه، ومن ثم يحكي الجبان انتفاخاً صولة الأسد، ليس لقوته الحقيقية بل للصدع في جدار عدوه والانهيار في بنيان خصمه… وإن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يُنذركم ويحذركم من أن تتركوا هذا الصدع وذلك الانهيار دون علاجٍ محكم بأحكام الإسلام، فإنَّ هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله: حكم بما أنزل الله وجيوش تتحرك في سبيل الله، وليس هناك حلٌ سواه… وإن إجابة إنذار حزب التحرير وتحذيره يحقق لكم بإذن الله عزَّ الدنيا وعزَّ الآخرة ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾... ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.