{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
الخبر:
أطلقت فصائل الثورة العسكرية في ريف حماة الشمالي معركة “يا عباد الله اثبتوا” وذلك في أول رد على مخرجات أستانة الخيانية.
التعليق:
بعد وقت طويل من سكوت الفصائل المهزومة داخليا والمخدوعة، وسكونها عن خوض المعارك ضد النظام السوري الغادر ومليشياته على معظم الجبهات بسبب ما أفرزته اجتماعات أستانة المتلاحقة من اتفاقات وهدن وافقت عليها فصائل خانت أهلها وثورتها حين سلمت نفسها لمن يسمَّون الداعمين وركضت وراء المال السياسي القذر الذي غيّم على قلوب وعقول قادتها وخافوا على أنفسهم من أن يكونوا من الفصائل المستهدفة المنعوتة بـ”الإرهاب”.
أُطلِقت معركة “يا عباد الله اثبتوا” في هذا الوقت تلبية لمطالب الثائرين في الشام الذين رأوا تركيز النظام الأسدي على القليل من الجبهات التي لا زالت مفتوحة، طالبين من الجميع أن يفتحوا جبهاتهم لا أن يتركوا إخوانهم خاصة في ريف حماة الشمالي يُستفرد بهم.
وبمناسبة هذه الانطلاقة المباركة نوجه رسالة للفصائل في الشام:
إن ما بدأتم به من معارك نظيفة حققتم من خلالها انتصارات هائلة جعلت النظام ومن معه من دول محاربة يتخبطون خبط عشواء ويبحثون عن أساليب ووسائل سياسية خبيثة كنتم أنتم الواقعين فيها، فكيف قبلتم أن تتركوا الشط الخصيب النظيف لتدخلوا في برك من الوحل فتكون أقدامكم الملوثة سببا في تلويث هذا الشط وتقليل خصوبته؟!
إن نظام أسد وبإملاء من أمريكا العدو الأول للإسلام والمسلمين اتخذ الهدن وتخفيض القتال في بعض المناطق الأكثر حيوية ووقوفا في وجهه، اتخذه ستارا يدبر من ورائه الخيانة والغدر؛ وليستمر في عمل كل ما هو شر، والواجب عليكم أن تعودوا إلى أحكام الله في مثل هذه الحالات فتنبذوا هذه العهود وتضربوا النظام بشدة ترهبهم وكل من تحدثه نفسه بالتعرض للمسلمين أينما كانوا، فلا يبيتون وهم آمنون مطمئنون إلى عهود ومواثيق لم تنقض ولم تنبذ، وإن ما يُبيِّتونه من غدر وخيانة لن يمنحهم فرصة السبق ولن يكونوا هم الغالبين، فهم أضعف من أن يُعجزوا الله حين يطلبهم، وأضعف من أن يُعجزوا المسلمين – والله ناصرهم – فهو سبحانه لن يترك المسلمين وحدهم، يقول تعالى: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ﴾.
وأنتم يا من أخلصتم النية لله، يا أصحاب الوسائل النظيفة، يا من خرجتم لإعادة الحكم بأحكام الله ورفعا لراية رسوله الحبيب r نقول لكم: لقد ضمن الله تعالى للمؤمنين أنه يدافع عنهم. ومن يدافع الله عنه فهو ممنوع حتماً من عدوه، ظاهر عليه، لقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾. فسيروا على بركة الله واثبتوا وأروا الله في أنفسكم خيرا لعلكم تنالون السبق في إحراز النصر على أيديكم، ويكون لكم الثواب العظيم يوم القيامة.
ونقول لأهل الشام النشامى الصابرين وللأمة الإسلامية في كافة بقاع العالم:
إن ما يحدث لكم في صراعكم ضد الكفر وأنظمته ومن تقلب الأحوال في الكر والفر بين نصر وتقدم أو هزيمة وتقهقر، وما يصاحبها من مشاعر الأمل والفرح والاطمئنان أو الألم والغم والقلق، ما هي إلا أمورٌ ضرورية للأمة التي تحمل الدعوة إلى الله.
فقد تكون الأمة الإسلامية المؤمنة لم تنضج بعد نضجها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تبذل آخر ما في طوقها من قوة، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله، فالنصر لا يتنزل من عند الله إلا إذا توكلت عليه حق التوكل وتجردت في كل أعمالها وتضحياتها لله وحده، فلم تقاتل حمية لذاتها ولا لمغنم تحققه، ولا لمجرد استعراض شجاعتها أمام أعدائها. وقد سئل رسول الله r الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى، فأيها في سبيل الله. فقال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كِلَمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ».
فلا تقولوا لمَ أبطأ الله النصر؟ فهو سبحانه الخالق العالم بالأحوال والنفوس وأهلية الأمة لاستحقاقها النصر، فللنصر تكاليفه وأعباؤه، وقد يبطئ النصر لأن الكافر وأعوانه من المنتفعين الذين تحاربهم الأمة الإسلامية لم ينكشف زيفهم للناس تماماً. فلو غلب المسلمون حينئذ فقد يجد الكافر له أنصاراً ممن لم تنكشف لهم الحقيقة بعد ولم يقتنعوا بضرورة زواله؛ فيشاء الله أن يبقى الكافر وأعوانه حتى ينكشف واقعهم الحقيقي للناس، وحينها يذهبون غير مأسوف عليهم!
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله