لا يقاد العالم إلّا بالإسلام:
تلك سنّة الله ولن تجد لسنّة الله تبديلا!!
نظرة خاطفة وسريعة إلى حال العالم اليوم: حروب ومجاعات! بطالة وفاقات!.. وعيش نكد النّاس فيه يشكون ويتألّمون وتضيق صدورهم لما يرون وما يسمعون!!
نظرة بسيطة إلى دول الغرب التي يطمح العديد ممّن قصر نظرهم إلى اتّباعها أو الالتحاق بها والعيش فيها. هذه الدّول التي رغم ما تروّجه من كونها متقدّمة متطوّرة يعيش أهلها في رغد من العيش فإنّها تخفي الحقيقة “المكشوفة” التي فضحتها بين الفينة والأخرى منظّمات وجمعيّات حقوقيّة بذكرها إحصائيّات وأرقاما مفزعة عن المشاكل المتعدّدة التي أنتجها النّظام الرّأسماليّ الذي يقود هذه الدّول ويقود العالم أجمع!
ألم كبير يتملّك الإنسان المسلم الواعي وحسرة شديدة تنتابه حين ينظر إلى ما آلت إليه أحوال العالم في ظلّ قيادة تحتكم إلى هواها ومصالحها لتحمل العالم وترميه وسط أمواج تتقاذفه هنا وهناك فلا يرى لها شاطئ أمان يرسو إليه.
فأيّ خير يرجى من هكذا قيادة يسيطر على فكرها الجهل بخالق الكون فتسنّ قوانينها بقصر نظر وبنقصان تتداركه بين الفينة والأخرى فتحاول إصلاحه بخطأ آخر و… تتعاقب الهفوات بل الجرائم والعالم ينظر بصمت؟!
أيّ خير سيجنيه البشر وقد حادوا عن هدي ربّ البشر واتّبعوا قوانين البشر؟
جاهليّة عاد إليها العالم حين تخلّى عن القيادة الحقيقيّة والوحيدة الصّالحة للقيادة… يوم ألغيت دولة الإسلام وانطفأ نوره ولم يعد النّظام الذي يسيّر هذه الحياة ويعالج مشكلات الإنسان فساد الظلام وانتشر الظّلم والظلام… اختلّت المقاييس والميزان وضاعت القيم وسط جشع عبدة المال والسّلطان…!
أينما نولّي وجوهنا فثمّة عالم تائه يتخبّط أهله وسط متاهات صنعها أولو النّفوذ ليُحكِموا قبضتهم على هذا العالم ليَحكُموه بالحديد والنّار وليقودوه غصبا كما يريدون وحسب وجهة نظرهم إلى هذه الحياة فيقيسون ويزنون كما يريدون فيحقّقون المنافع والمكاسب المادّيّة التي يرغبون فلا اهتماما للإنسان وعيشه يُعيرون: هو فقط رقم من الأرقام يسجّلون!!
تعسا لها من قيادة!! ولمن ارتضاها قيادة! كيف للجاهليّة أن تعود لحياتنا وقد حرّرنا الإسلام منها؟ كيف للجاهليّة أن تقودنا وقد لفظها أجدادنا ورضوا بالإسلام دينا ونظاما وقيادة؟… كيف نرضى بغير الإسلام يقود ويسود؟
هل يمكن أن تكون القيادة لغير شرع الله؟ هل يمكن لهذه الحياة التي خلقها الله أن تسيّر بغير هدى الله؟ كيف يرضى المسلم أن يقوده الإنسان ويسنّ له أحكاما غير أحكام الرّحمن؟
شياطين هم الذين يقودون العالم اليوم… تمرّدوا وعصوا أمر ربّهم وتجرّؤوا فصاروا لغيرهم أربابا يسنّون القوانين وينظّمون الحياة!
كيف لمسلم أن يسلّم أمره وأمر معيشته لمن لا يرقب في أوامر الله ونواهيه إلّا ولا ذمّة وينصّب نفسه “إلها”؟ تعسا لمن سوّلت له نفسه ذلك فتجرّأ على من خلقه وخلق الكون والحياة! ألا يعلم أنّ لله الخلق والأمر؟! ألم يعلم أنّ اللّه يعلم ما في السماوات وما في الأرض ويعلم ما يبدون وما يخفون؟! ويل لهم ممّا كسبت أيديهم وويل لمن رضي بهم أربابا من دون الله…
نظرة خاطفة سريعة لا تتطلّب جهدا ولا وقتا على واقع أمّة الإسلام: تفكّك وضياع… ضعف وهوان واستعمار وتبعيّة… فقدت الأمّة بوصلة اتّجاهها وتوجّهها وصارت تسير في الخلف بعد أن كانت تتقدّم الأمم وتقودها… وفقد المسلم ثقته في دينه وفي مفاهيمه… فقد ثقته في قوّة الإسلام وقدرته على حلّ مشاكل الإنسانيّة وصار يتبع الغرب ويدخل جحر الضّبّ وراءه. أيّ بؤس صار عليه المسلمون حين تخلّوا عن قيادة دينهم وسلّموا القيادة لغيره؟ أيّ شقاء آلت إليه أحوال الإنسانيّة حين عادت إلى الجاهليّة التي أخرجها منها الإسلام عقودا وصارت تحيا عبوديّتها لغير خالقها؟!
ما أتعس المسلمين وهم يحيون دون إيمان بقدرة قيادة دينهم على حلّ مشاكلهم ومشاكل الإنسانيّة قاطبة! ما أحوجهم لعودة سريعة إلى هذه القيادة ليكونوا الأمّة الوسط التي تنير درب الأمم وتخرجها من الظّلمات إلى النّور! يفتقدون من يدلّهم إلى ذلك ومن يأخذ بأيديهم ليسلك بهم إلى طريق النّجاة والخلاص!
المخلصون من أبناء هذه الأمّة الولّادة كُثر يعملون لاستئناف الحياة بالإسلام ولبيان وجوب اتّخاذ الإسلام منهجا في الحياة… اتّخاذه نظاما يسيّر أمور البشر ويحلّ مشاكلهم… قيادة رشيدة مرشدة للحقّ ناشرة له.
آن الأوان ليعرف المسلمون أنّ دينهم هو الأفضل والأقدر على معالجة أمور الحياة وما دونه ضياع وتيه وفساد في الأرض يجعل هذه الحياة ضنكا مؤلمة وتعيسة. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ﴾ (سورة طـه)
فيا أمّة الإسلام! يا خير أمّة أخرجت للنّاس! انفضي عنك غبار الجاهليّة التي فرضها عليك الغرب وزبانيته… الفظي أحكامه الوضعيّة ونظامه العفن كما تلفظ النّواة الفاسدة… لقد أقصى هذا النّظام الوضعيّ الإسلامَ وتشريعاتِه وسنّ قوانين عاجزة ظالمة أتعست كلّ من يحيا على هذه الأرض.
أوَتستقيم الحياة بغير أحكام من خلقها وبعثها؟ أوَيهنأ الإنسان بغير قوانين خالقه الذي يعلم ما يشبع حاجاته وغرائزه وينظّمها النّظام الصّحيح الذي فيه الرّاحة والطّمأنينة والرّضا؟ كيف لمن يقول “لا إله إلّا الله” أي لا معبود إلا الله هو خالقه وهو الحاكم في أمره، أن يرضى بغير اللّه حاكما يسنّ له قوانين بشريّة ناقصة عاجزة؟! ألم يع المسلمون بعد أنّ خلاصهم في عودتهم لقيادتهم التي جعلتهم سادة العالم وقادته والتي تاهوا وضعفوا واستبيحت أعراضهم وأراضيهم ومقدّساتهم يوم تركوها واتّخذوا غير الإسلام قيادة فصاروا أذلّة يلهثون وراء الأمم بعد أن كانوا أمامها يدلّونها السّبيل وينيرون دربها؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت