في نجد والحجاز نرى عجبا!
في نجد والحجاز نرى عجبا!
الخبر:
جاء في موقع الجزيرة نت يوم الجمعة، 2017/9/29م خبرا في صفحة الاقتصاد بعنوان (دبلن تستضيف أول مؤتمر للمعارضة السعودية بالخارج) جاء فيه:
“تعقد قوى سعودية معارضة اليوم الجمعة أول مؤتمر لها في الخارج وذلك بمدينة دبلن في إيرلندا غرد، في أول محاولة من نوعها لتشكيل معارضة منظمة تطالب بالإصلاح، وفق منظمي المؤتمر.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر الذي يتزامن مع حملة اعتقالات واسعة شهدتها السعودية خلال الأيام الماضية، إطلاق حركة “مواطنون بلا قيود”، وهي حركة حقوقية سعودية يأتي تشكيلها رداً على حملة الاعتقالات والسياسات المقيدة لحريات المواطنين في السعودية.
كما سيشهد المؤتمر إطلاق حركة “معارضيكا” التي تهدف إلى إثراء المحتوى على الإنترنت المتعلق بالنشطاء السياسيين ومعتقلي الرأي في السعودية.
ومن بين الشخصيات التي ستشارك في هذا المؤتمر الدكتورة مضاوي الرشيد والناشط الحقوقي يحيى العسيري، إضافة إلى عدد من البرلمانيين الإيرلنديين المدافعين عن الحريات.”
التعليق:
إن المتابع لما يجري على أرض الحرمين، بلاد نجد والحجاز ليرى العجب العُجاب بكل ألوانه وأطيافه، ويصدق عليها المثل القائل: “عِش رجبا ترَ عجبا”؛ فبالأمس البعيد كانت قيادة المرأة للسيارة أمراً محظوراً بقرار ملكي فانبرى مشايخ السلطان وعلماؤه للدفاع عن هذا القرار وبيان حرمة القيادة للمرأة، واليوم أصبحت قيادة المرأة للسيارة مظهراً حضارياً بقرار ملكي فانبرى المشايخ والعلماء أنفسهم للدفاع عن هذا القرار الملكي وبيان حِلِّهِ وصوابه وحجم الفائدة المترتبة عليه! وبالأمس القريب احتفلت ما يُعرف بدولة السعودية بما يُسمى بالعيد الوطني فكانت بعض هذه الاحتفالات استنساخا للاحتفالات الغربية من اختلاط ومجون، فصمت الكثير من مشايخ السلاطين وعلمائهم وغضوا الطرف عما يجري وكأن الأمر يحدث في بلاد الواق الواق! ومن قبل ما فتئ (خادم الحرمين!) يقدم الأموال الطائلة والهدايا الثمينة لترامب وعائلته (الموقرة!)، وسكب النفط أنهارا على أعتاب البيت الأبيض، كلّله الله بالسواد، فانبرى من مشايخ السلطان وعلمائه مظهرين ما في هذا الأمر من حكمة وتعاون بين بلدين راشدين فجعل من أمريكا بلدا مُصَدِّرا للسلام والأمان!!
ثم تنتقل بنا الأحداث لتحط رحالها في دبلن لتستضيف مؤتمرا للمعارضة السعودية ،وهكذا تقود السياسات الخائبة التي أنتجتها العائلة الحاكمة فيما يُسمى بالسعودية إلى التجاذب بين تحقيق مصالح الأمريكيين ومصالح الأوروبيين، فإذا وصل إلى الحكم أحد أبناء العائلة وكان من عملاء الإنجليز شنّع عليه الأمريكان، وإذا وصل إلى سدة الحكم من هذه العائلة من هو معروف بعمالته للأمريكان ظهرت ضده مؤامرات الأوروبيين، وهذا الحال وإن لم يكن خاصا بالعائلة الملكية في السعودية وهو حال بلاد العالم الإسلامي قاطبة، إلاّ أنه يجري في السعودية تحت شعار الدين ورفع راية التوحيد!
فيا مشيخة نجد والحجاز، أليس النظام الملكي بأصله حرام شرعا ولا يمت للإسلام بصلة بل إن الإسلام يحرّمه ويمقته؟ فما هي حجتكم يوم القيامة بالسكوت عن هذا النظام لا بل بتزيينه وتجميله في أعين الناس والدفاع عن كل قرارات تصدر عنه ولو تناقضت وعارض بعضُها بعضا وأظهرت سخفا ما بعده سخف؟!
ويا سياسيي نجد والحجاز، أيكون الخروج على الأسرة الحاكمة بالارتماء في أحضان الإنجليز والأوروبيين أو الأمريكيين؟! أفيقوا من غفلتكم، فالمشكلة تكمن بالنظام الملكي الرأسمالي وليست فقط في الأسرة الحاكمة فالعبرة بالنظام، وأهل نجد والحجاز كسائر أبناء الأمة الإسلامية جزء لا يتجزأ منها؛ يحبون الإسلام وحريصون على تطبيقه، فلا تكونوا كمن يستجير من الرمضاء بالنار، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين