الجشع هو مركز التنبه عند العبادي
الجشع هو مركز التنبه عند العبادي
الخبر:
نشرت وكالة رويترز على صفحتها الإلكترونية يوم السبت 2017/9/30م خبراً تحت عنوان: “العبادي: الحكومة المركزية تريد عائدات نفط كردستان” جاء فيه:
أثار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم السبت قضية تسلم الحكومة المركزية في بغداد لإيرادات حقول النفط في كردستان قائلا إن الأموال ستستخدم في دفع رواتب الموظفين المدنيين الأكراد.
والسعي للسيطرة على إيرادات النفط في إقليم كردستان شبه المستقل أحد أركان استراتيجية العبادي بعد الاستفتاء الكردي على الاستقلال يوم الاثنين.
وقالت حكومة إقليم كردستان في شمال العراق إنها تخطط لاستخدام هذا الاستفتاء، الذي وافق فيه المشاركون بغالبية كاسحة على الاستقلال عن العراق، كتفويض للسعي من أجل انفصال سلمي للإقليم الكردي عبر محادثات مع حكومة العبادي.
وقال العبادي، الذي يرفض إجراء أي محادثات مع الأكراد بشأن الاستقلال، على تويتر “الحكومة الاتحادية مستعدة للسيطرة على عائدات النفط لدفع رواتب موظفي (إقليم كردستان) كاملة”.
وليس من المتوقع صدور بيان آخر من الحكومة. ومن غير الواضح ما إذا كان لحكومة بغداد القدرة على السيطرة على إيرادات النفط في إقليم كردستان في شمال العراق الذي احتفظ لنفسه على مدى سنوات بالإيرادات ودفع الرواتب.
وقال العبادي يوم الخميس إن تركيا أبلغت العراق بأنها ستتعامل فقط مع حكومته فيما يتعلق بصادرات النفط الخام. ويجري تصدير النفط الخام الكردي إلى أسواق العالم من خلال خط أنابيب يصل إلى الساحل التركي على البحر المتوسط.
وفرضت بغداد حظرا على الرحلات الجوية الدولية إلى الإقليم الكردي يوم الجمعة.
التعليق:
يبدو أن العبادي لا يعارض انفصال إقليم كردستان حرصاً على وحدة الأمة، واستجابة لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وليس لأن في الوحدة قوة وفي التشرذم الضعف والهوان… أبدا لا يقلقه التفرق ولا يزعجه التشرذم… ولا يلتفت لغضب الله أو رضاه، وكل ما يقلقه ويقض مضجعه هو تلك الثروة التي أودعها الله تعالى في بطن أرض إقليم كردستان… إنه النفط الذي يسيل له لعاب كل جشع حسود… فكيف يقبل أن ينفصل إقليم كردستان عن العراق ويتفرد بملكية النفط فيه ويتحكم بعائداته وحده… فمركز التنبه لهذا الحاكم الغشيم توجه للتفكير في كيفية إبقاء النفط تحت سيطرته هو ولا يتركه للأكراد… ولم يتنبه لناقوس خطر ينذر بمزيد من التفتت والتشرذم لأمة هي في أمس الحاجة للتكاتف والوحدة من أجل لملمة شعثها وتضميد جراحها والعودة للحياة من جديد.
أسفي عليك يا أمة الإسلام… يا خير أمة أخرجت للناس، كيف ترضين أن يحكمك هؤلاء الرويبضات… الذين اتخذوا الرأسمالية الجشعة منهجا وطريقة عيش… فكان الحسد والكيد هما العلاقة بين زعمائك وحكامك… وأنت تنظرين ولا تحركين ساكنا لكف عبثهم وإيقاف حماقاتهم…
إن هذا النفط الذي يتنازعه هؤلاء الرويبضات إنما هو ملكك أنت، هو ملكية عامة لك وليس للحكام ولا للزعماء… لكن أنى لمن نبذ الإسلام كمنهج حياة وراء ظهره أن يعرف أحكام دينه أو يحسن رعاية أمته، أو يملك حكمة وحنكة وبعد نظر خلفاء الأمة… إذ ينظر أحدهم إلى الغمامة وهي تبتعد عن بغداد مبتسما غير عابس ولا آسف، ويخاطبها واثقاً “أمطري حيث شئت فخراجك عائد إلي”… إنه الخليفة راعي شؤون ومصالح الأمة بأحكام الإسلام: دين العدل والرحمة والعزة… وإنها الخلافة؛ الشجرة الوارفة الظل تؤوي تحتها كل من ينشد الهناء والطمأنينة والدعة… لا أولئك الحكام المأجورين ولا أشباه الدول المصنوعة في مصانع الغرب الكافر، التي يأوي إليها كل فاسق وسارق وأفاك.
فلتحذر الأمة إن واصلت سكوتها، وليحذر العبادي والطالباني وأمثالهم، إن واصلوا غيّهم، قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة