Take a fresh look at your lifestyle.

ليس الخلل في سياسة الإنجاب بل في العقول التي تسيّر شؤون البلاد

 

ليس الخلل في سياسة الإنجاب

بل في العقول التي تسيّر شؤون البلاد

 

 

 

الخبر:

 

وصل تعداد سكان مصر إلى 104 مليون نسمة حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وفق آخر بيانات رسمية لعام 2017 مما استدعى مؤتمراً لإعلان التعداد حضره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه، ووفق نفس الجهاز يتصدّر الصعايدة الزيادة السكانية، حيث هناك 118 ألف حالة زواج أقل من 18 سنة وقد حذر السيسي من خطر الزيادة، خاصة الناتج عن زواج الفتيات الصغيرات. واقترحت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي خطة رسمية ترمي إلى خفض معدلات الإنجاب من خلال إتاحة المزيد من وسائل تنظيم الأسرة، وتشغيل السيدات في بعض المشروعات الصغيرة، فضلاً عن السعي لمواجهة ممارسات ثقافية ومعرفية بالصعيد تعد أقوى من القانون سيتم التعامل معها بنشر الوعي (الجزيرة، 03 تشرين الأول/أكتوبر).

 

وفي خبر آخر طالبت منظمة العدل والتنمية الحقوقية بإجراءات جادة لمواجهة أزمة الانفجار السكاني في مصر من بينها إصدار قانون وتشريع يمنع الأسرة من إنجاب أكثر من طفلين لمدة 10 سنوات وعدم حصول الطفل الثالث على الدعم أو مجانية التعليم ورفع سن الزواج للذكور والإناث إلى 20 عاما وإصدار قانون لتجريم الزواج المبكر للذكور والإناث وتجريم زواج القاصرات والزواج العرفي.

 

التعليق:

 

السيسي بعد أن أفسد في الأرض لم ير بدّا من تكاثر الإنسان لتعميرها ويريد أن يهلك الحرث والنسل. هذا السفاح بعد أن باع دينه لم يترك شيئا لم يبعه أو يتنازل عنه؛ من الجنسية إلى تيران وصنافير للسعودية، إلى جزيرة تشيوس لليونان، إلى حقول الغاز بالبحر المتوسط لكيان يهود وقبرص، إلى التفريط في حقوق مصر بمياه نهر النيل، إلى تعويم سعر الجنيه المصري مقابل الدولار والقائمة تطول…

 

إن الكارثة التي تحدق بمصر ليست هي في تزايد نموّ سكّانها بل في الخراب الذي تسبب فيه حكامها أمثال السيسي ومن سبقه الذين عملوا على إفقار مصر وبيع مقدراتها وتجويع شعبها، وهكذا هي الرأسمالية شرّ مستطير تفتك بـ99% من سكّان العالم لأجل بقاء 1% منهم يتحكمون في مصير العباد! إن السياسات والأساليب التي ينتهجها السيسي وحاشيته لا تنذر إلا بالخراب، وما يحدث في مصر وغيرها من الدول التي ثارت على النظام إلا رسالة هدفها إخضاع الشعوب والحكم عليها بالتبعية والرضا والاستسلام للواقع والتخلي عن محاولة التغيير.

إن من أهم مقدّرات الأمة الإسلامية شبابها، بل هم ذخيرتها وعماد نهضتها وهم روّاد التغيير الحقيقي الذين يحملون على أعناقهم مشروعا سياسيا عظيما “الخلافة الراشدة على منهاج النبوة” ويقودون هاته الأمة العظيمة إلى المجد والنصر كما فعل السلف، وما السيسي إلا أداة كغيره من العملاء يعمل على تعطيل هذا المشروع.

 

يقول رسولنا الكريم r«تَناكَحُوا، تَكَاثرُوا، تناسَلُوا، فإنِّي مباهٍ بِكمُ الأُمَمَ يومَ القِيَامةِ» [أخرجه البيهقي عن سعيد بن أبي هلال في سننه] فمن أين للسيسي الحق في أن يعطي رخصة الإنجاب لمن يشاء ويسحبها ممن يشاء وهو الذي لديه أربعة من الأبناء؟!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

2017_10_08_TLK_3_OK.pdf