فشل الحكومة التي صنعها جون كيري يجب أن يكون واضحاً للجميع الآن! (مترجم)
فشل الحكومة التي صنعها جون كيري يجب أن يكون واضحاً للجميع الآن!
(مترجم)
الخبر:
قتل 10 أشخاص من القوات المسلحة الأفغانية وأصيب 9 آخرون في مقاطعة هلمند الشرقية بأفغانستان نتيجة لضربة جوية شنتها القوات الخارجية. وقد وقع الحادث في منطقة دي آدم خان في مقاطعة غريشك في ولاية هلمند مساء الأحد. وفي هجوم جوي آخر للقوات الجوية الأمريكية على نقطة تفتيش في مقاطعة هلمند أسفر عن مصرع 16 جنديا أفغانيا. وكان اثنان من قادة الجيش من بين الضحايا. ووقع الحادث أيضا في نفس المنطقة التي كانت القوات الأمريكية تدرب القوات الأفغانية فيها. بيد أن وزارة الدفاع الأفغانية أعلنت مسؤوليتها عن ذلك.
التعليق:
إن ما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية لأشرف غاني وعبد الله عبد الله التي أنشأها جون كيري قد دامت ثلاث سنوات. وامتناناً لجون كيري الذي منحهم هذه الصلاحيات، وقعوا في غضون الـ48 ساعة الأولى اتفاق الأمن الثنائي. وبعد توقيع الاتفاقية الأمنية اتبعت أمريكا سياسة الاستعمار والاحتلال التي حولت أفغانستان حرفياً إلى قاعدة عسكرية أمريكية، فضلاً عن مشروع أمريكا الحربي.
وللحفاظ على حكمهم، حمل هؤلاء القادة المزيفون جميع الجرائم التي ارتكبتها قوات أمريكا وقوات حلف شمال الأطلسي على أكتافهم. على سبيل المثال، حملوا مسؤولية ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية على مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في قندوز مما أدى إلى مقتل عشرات الأطباء والمرضى، وذلك قبل إصدار أي بيان رسمي من قبل الاحتلال الأمريكي. وقبل بضعة أشهر، أسقطت القوات الأمريكية الشرسة أفضل قنبلة تملكها في منطقة أشين في مقاطعة نينغهارهار، ولكن مجدداً أعطى هؤلاء الحكام الخائنون انطباعاً للشعب كما لو أنه تم إسقاطها بالتنسيق المسبق والموافقة. وعلاوة على ذلك، ادعت حكومة الوحدة الوطنية أيضا أن من قام بالقصف هو الجيش الوطني الأفغاني في مقاطعة لوغار، وأنهم أيضاَ من قصفوا المدنيين في مقاطعة نينغارهار، وأنهم من نفذ الهجوم الحالي على قوات الأمن في منطقة غريشك بمقاطعة هلمند.
في دولة ضعيفة بالفعل مثل أفغانستان فإن وجود مثل هؤلاء الحكام الخائنين هو ما تأمله أمريكا والناتو. ويرجع ذلك إلى تبعيتهم المخزية وعبوديتهم المطلقة لها لكونها منحت طائرات الهليكوبتر لقوات الأمن الأفغانية لمواصلة البربرية نيابة عنها والضغط على المعارضة المسلحة لإجبارهم على القدوم إلى طاولة المفاوضات، حسب سياسة ترامب الجديدة. ولتبرئة أمريكا يتحمل النظام في أفغانستان المسؤولية حتى عن الجرائم التي ارتكبتها قواتها وقوات الناتو، وهو أمر مقلق أكثر من قصف قوات الاحتلال. ومن الجدير بالذكر هنا أنه وفقاً للتقرير الذي نشره المسؤولون الأمريكيون فإن أمريكا أسقطت في آب/أغسطس وحده أكثر من 2000 قنبلة في أفغانستان.
بالإضافة إلى كل ذلك، فقد أسقطت القوات الأمريكية منشورات قبل أكثر من شهر بقليل باستخدام طائرات الهليكوبتر في مقاطعة باروان، حيث صوروا أنفسهم بالأسود وحركة طالبان بالكلاب. لم يكتفوا بوضع كلمة على ظهر الكلب وطبعها بشكل منشور. وإنما في هذه المنشور طلبوا من الناس تحرير أنفسهم من “الكلاب الإرهابية” ومساعدة قوات التحالف حتى يجدوا هؤلاء “الإرهابيين” والقضاء عليهم من أجل جعل حياتهم وحياة أسرهم آمنة. وطلبوا أيضا من الناس إبلاغهم بأماكن بوجود طالبان باستخدام رقم الهاتف المكتوب على المنشور.
من المتوقع أن حكومة جون كيري الدمية اختارت أن تبقى صامتة على هذه المسألة الخطيرة المتعلقة برموز الإسلام، حتى يخرج الجمهور للشوارع وينظم احتجاجات ومظاهرات ضخمة. ومن أجل نزع فتيل الوضع فقد أصدرت حكومة عدم الوحدة الوطنية بياناً ضعيفاً دعت فيه إلى إجراء تحقيق، والذي لن تهمنا نتيجته أبدا.
وبسبب سياسات جون كيري فإن الحكومة اضطرت الشباب الذي هو عماد أي دولة إلى الفرار من البلاد. وليس ذلك فحسب، بل إن الحكومة تحرض باستمرار على الكراهية الطائفية والعرقية والقبلية في جميع قطاعات المجتمع. فقد كانوا جميعهم مسلحين وعلى وشك أن يقاتل بعضهم بعضاً. وبمساعدة السفارات الغربية كان أشرف غاني ورفاقه ينفذون بعنف سياسات الغرب في مهاجمة النساء المسلمات وتغيير المناهج التعليمية وتغيير ما تبقى من القواعد والأحكام الإسلامية من خلال مشاريع مختلفة أدت إلى الفاحشة والجرائم والقتل وغيرها على نطاق واسع.
أمريكا من جهة أخرى تعزز قواعدها تحت ذريعة الحرب ضد تنظيم الدولة، وقد أعلنت سياستها في استخدام أفغانستان كقاعدة لاستراتيجيتها في جنوب آسيا. ومن ثم فإن أمريكا من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة أعلنت أفغانستان كجزء من مشروع جنوب آسيا، الأمر الذي سيدفع أفغانستان إلى ساحة المعركة لتخوض حروباً بالوكالة بين مختلف اللاعبين الإقليميين.
وختاماً، فإن فشل حكومة الانقسام الذليلة وحقيقة قيام قوات الاحتلال بقتلنا وإهانة ديننا وحربهم ضد الإسلام والمسلمين تحت ستار “الإرهاب والتطرف”، والأهم من ذلك تحمل الحكومة الدمية مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها قوات أمريكا وقوات الناتو يجب أن يكون الآن واضحاً تماماً للجميع.
وفي الواقع، فإن هذه النخبة الحاكمة الذليلة والمذمومة ليس لديها شجاعة لمواجهة الأمة وللرد على قضاياها واهتماماتها. وبالتالي، من الضروري للمسلمين والأمة المجاهدة في أفغانستان أن يتعاونوا مع بقية الأمة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وأن يأخذوا موقفاً ثابتاً ضد أفكار الكفر بجميع أشكالها ومظاهرها، لأن الخليفة وحده القادر على الدفاع عنا نحن أمة محمد r وديننا وقيمنا وشرفنا ومواردنا وكل قطرة من دمنا. «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان