مؤتمرات “علمية” لسي آي إيه
الخبر:
نشر موقع بي بي سي في ملخصاته الخبر التالي:
مؤتمر علمي يدعى إليه علماء بارزون بمن فيهم حاصلون على جائزة نوبل، ومنعقد في أحد أفخر الفنادق في لندن أو باريس أو واشنطن، وبه كل مظاهر المؤتمرات العلمية النموذجية، وعلى رأسها المناقشات العلمية المتخصصة وتبادل الأوراق البحثية في ندواته المختلفة على مدار اليوم.
لكن المؤتمر، المصحوب بدعاية إعلانية ضخمة، ليس إلا “تمثيلية” من إخراج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه”، لاستقطاب علماء نوويين إيرانيين تحديدا وإغرائهم للهجرة من إيران إلى الولايات المتحدة لإضعاف البرنامج النووي لإيران، وفقا لشهادات من عملاء سابقين في الوكالة، تحدثوا إلى صحيفة “ذي غارديان” البريطانية.
تقول الصحيفة في تحقيق استقصائي طويل إن “سي أي إيه” صرفت مبالغ طائلة لتنظيم تلك “المؤتمرات العلمية الزائفة” حول العالم، لكي يستطيع عملاؤها التحدث وجها لوجه مع علماء نوويين إيرانيين وحثهم على الانشقاق عن النظام.
ومن السخرية، تضيف الصحيفة، أن هيئات الأمن القومي الداخلي والخارجي الأمريكية دأبت على تحذير العاملين فيها، في دوراتها الداخلية التدريبية، من تلك المؤتمرات.
مكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي” حذر المتدربين والعلماء الأمريكيين من ذلك السيناريو:
“تتلقى باحثة دعوة للتقدم بورقة بحثية من ضمن مسابقة للمشاركة في مؤتمر علمي دولي. وتقوم بالتقدم وقبول ورقتها البحثية، وعندما تذهب إلى المؤتمر، يطلب منها المنظمون نسخة من بحثها، فيقومون بالحصول عليها من حاسبها المحمول عن طريق وحدة تخزين البيانات الصغيرة (فلاش ميموري)، وهم يحصلون في الحقيقة على كل المعلومات الموجودة في الجهاز”.
التعليق:
في المثل يقال “ليس كل ما يلمع ذهبا”، وكذلك “المؤتمرات العلمية” التي تعقد عبر العالم في أرقى الفنادق وتنفق عليها أموال كثيرة ويدعى لها باحثون ومختصون وعلماء بحجة دعم البحث العلمي والتواصل بين هذه الفئات من الناس وجها لوجه.
ففي ظل النظام الرأسمالي أصبحت جلّ إن لم تكن كل هذه المؤتمرات إما أوكارا تجسسية متقدمة أو بازارات تدرّ على منظميها الأموال الطائلة بشكل غير مباشر أو الاثنين معا.
فعندما ترصد الشركات الرأسمالية المليارات للبحث العلمي فإنها بلا شك تبغي الحصول على أضعاف مضاعفة مما أنفقته، ولذلك فإن الوصول إلى العقول المبدعة علميا أو التقاط أفكار جديدة من خلال المؤتمرات العلمية الباذخة هو أمر متوقع منها. ولعل المثال الذي يقفز للذهن هو مؤتمرات شركات الأدوية التي تدعو فيها الأطباع وتدفع لهم كلف السفر والإقامة والتنقل…الخ في مقابل حضورهم مؤتمرات حول “أبحاث” الدواء، والتي هي في الحقيقة ترويج لبيع أدوية تدر المليارات.
ولئن كان الخبر أعلاه يتحدث عن استقطاب علماء نوويين إيرانيين من قبل وكالة المخابرات الأمريكية فإن استقطاب غيرهم أو قل الإيقاع بغيرهم أمر ممكن بل حادث فعلا.
ولعل تحذير الإف بي آي من تلك المؤتمرات يشي بمقدار توغل الأجهزة المخابراتية دوليا ـ وليس السي آي إيه ـ في هكذا مؤتمرات… فلا تفرح كثيرا أيها الباحث المسلم إن أتتك دعوة لطرح ورقة بحثية في مؤتمر في لندن أو واشنطن أو غيرها فإنك مستهدف أيضا!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى