الولايات المتحدة تتخلى عن 3.4 مليوناً من رعاياها في بورتوريكو بعد إعصارين مدمرين لأنهم لم يصوتوا لترامب! (مترجم)
الولايات المتحدة تتخلى عن 3.4 مليوناً من رعاياها في بورتوريكو
بعد إعصارين مدمرين لأنهم لم يصوتوا لترامب!
(مترجم)
الخبر:
وفقا لما ذكرته شبكة سي إن إن الإخبارية في 12 تشرين الأول/أكتوبر فقد “انتقد الرئيس دونالد ترامب بورتوريكو يوم الخميس قائلا بأن شبكة الكهرباء والبنى التحتية كانت “كارثة” قبل أن يضرب الإعصاران المنطقة الشهر الماضي وهدد بسحب العاملين في إدارة الطوارئ الفيدرالية من الجزيرة التي دمرتها العاصفة”. تصريحات ترامب هذه هي الأحدث في سلسلة التصريحات المثيرة للقلق حول بورتوريكو، والغريب في الأمر أنه فاقد للإحساس إلى حد كبير فيما يتعلق بمعاناة رعايا أمريكا بعد “21 يوما على بلوغ ماريا اليابسة، بقي على إثرها 84 في المئة من الناس في الجزيرة دون كهرباء فيما 63 في المائة فقط كانت لديهم مياه صالحة للشرب. وكثيرون آخرون لا يملكون مكانا للسكنى ولا تتوفر لهم ضروريات الحياة الأساسية” وفقا لسي إن إن. وقد بلغ عدد القتلى 40 شخصا وما زالت المعاناة مستمرة.
التعليق:
بورتوريكو هي منطقة أمريكية في منطقة البحر الكاريبي، وعلى الرغم من أن سكانها البالغ عددهم 3.4 مليون نسمة يحملون الجنسية الأمريكية، إلا أنهم ليس لهم حق التصويت في كونغرس أمريكا. وبعد اثنين من الأعاصير القوية، من الدرجة الرابعة، والتي دمرت بورتوريكو، انتقد العديد ردة فعل الحكومة الأمريكية كونها لم تكن كافية. وعندما رجا كارمن يولين كروز عمدة مدينة سان خوان عاصمة بورتوريكو الحكومة الفيدرالية الأمريكية لمساعدتهم، بادر ترامب بالهجوم واتهمهم بـ”ضعف القدرة القيادية” وقال بأن المسؤولين البورتوريكيين “يريدون أن تتم الأمور من أجلهم في الوقت الذي ينبغي أن يكون ذلك مجهودًا مجتمعيًا”. انتقد بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي رد ترامب. وقال النائب عن فلوريدا دارين سوتو لـ “إن بي سي نيوز” بأن “ترامب لا يزال يعامل الأمريكيين في بورتوريكو كرعايا من الدرجة الثانية، ما كان ليقول ذلك عن جهود الإنعاش الفدرالية في تكساس أو مسيسيبي”. وسأل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الرئيس الأمريكي “لماذا تستمر في معاملة البورتوريكيين بشكل مختلف عن الأمريكيين الآخرين عندما يتعلق الأمر بالكوارث الطبيعية؟”
وكمثال على المعاملة غير العادلة لبورتوريكو تأتي شهادة طبيبة صاحبة خبرة مع عشر منظمات مختلفة مختصة في جهود الإغاثة الإنسانية كانت قد استقالت من الفريق المرسل إلى بورتوريكو قالت فيها: “لم يعد بإمكاني أن أخدم بشرف”. وذكرت بأن موظفي الاستجابة للكوارث استخدموا الخيام المقدمة للرعاية الطبية لضحايا بورتوريكو من المرضى أو المصابين، وجلبوا السكان المحليين إليها “لإجراء عمليات بودي كير وتجميل أظافر للعاملين في المجال الطبي”، وهذا ما وصفته بأنه “إساءة استخدام أموال دافعي الضرائب واستغلال لمناصبنا المتميزة لأغراض شخصية بغيضة”.
والآن، الرئيس ترامب يهدد بإنهاء المعونة، والمساعدة المالية التي وعد بها الجزيرة هي في الواقع قرض بقيمة 4.9 مليار دولار، الأمر الذي سيزيد من ديون الجزيرة التي هي فعليا 74 مليار دولار. وقال المحافظ بأن “بورتوريكو على شفا أزمة سيولة ضخمة ستزداد حدة في المستقبل القريب” مع خسائر الإعصار التي تقدر بـ 95 مليار دولار.
ستساعد بعض أحداث التاريخ في تفسير التمييز الذي تمارسه أمريكا ضد بورتوريكو، التي يتحدث معظم سكانها الإسبانية ولكنهم خضعوا للسيطرة الأمريكية بعد غزو القوات الأمريكية للجزيرة عام 1898. وفي عام 1917، فرضت الجنسية الأمريكية على البورتوريكيين لتجعل استخدامهم كقوات للقتال في الحرب العالمية الأولى مكانا. لطالما كانت بورتوريكو مصدرا جيدا للمجندين في الجيش الأمريكي في العديد من الحروب منذ ذلك الحين، ولكن وعلى الرغم من تاريخ الخدمة هذا، فليس لشعب بورتوريكو أي رأي في من يحكمهم: فهم لم يصوتوا لترامب أو لكلينتون في انتخابات العام الماضي، ويطلق عليهم اسم “أقاليم غير مدمجة”، ما يعني أنهم لا تمثيل لديهم في الكونغرس.
إن شعب بورتوريكو هو مكون في الواقع من رعايا أمريكيين من الدرجة الثانية، وبعد شهر دون مياه شرب نظيفة أو مضادات حيوية كافية، فإن أزمة صحية عامة جديدة ستنشأ عن المياه الملوثة التي يجبرون على شربها. إذا ما كان هذا هو ما تفعله الديمقراطية مع رعاياها عندما لا يكون لهم صوت في الانتخابات، فماذا عن مصير أولئك الذين يعيشون في أماكن أخرى من العالم تحت الهيمنة الأمريكية؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين