هجرة شباب تونس تكشف حالة اليأس التي يعانون منها
هجرة شباب تونس تكشف حالة اليأس التي يعانون منها
الخبر:
نشر موقع (وكالة قدس برس إنترناشيونال الأنباء، الخميس 22 محرم 1439هـ، 2017/10/12م) خبرا جاء فيه: “أعلن والي (محافظ) سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) عن تكوين خليّة أزمة على المستوى الجهوي إثر غرق قارب مهاجرين تونسيين غير شرعيين في شاطئ العطايا بجزيرة قرقنة (محافظة صفاقس) الأحد الماضي، أسفر عن مقتل 8 أشخاص وتسجيل عدد من المفقودين من بينهم شباب من الجهة.
يشار إلى أن عددا من أهالي الشبان الذين فُقدوا في حادث اصطدام خافرة عسكرية بمركب مهاجرين غير شرعيين أغلقوا أمس الأربعاء الطريق الوطنية الرابطة بين تونس العاصمة وولاية قفصة على مستوى المدخل الشمالي بمنطقة بئر الحفي التابعة لسيدي بوزيد مطالبين الجهات الرسمية بإعلامهم بمصير أبنائهم المفقودين.
ويُذكر أن خافرة عسكرية كانت قد اصطدمت الأحد الماضي بمركب “حرّاقة” على بعد 54 كلم من شاطئ العطايا بجزيرة قرقنة من ولاية صفاقس مما تسبّب في غرق المركب وموت 8 مهاجرين سريين بعد انتشال 38 آخرين، وهو عدد غير نهائي”.
التعليق:
إن ظاهرة جنوح الآلاف من شباب تونس المستمرة إلى الهجرة عبر عباب البحر وفي ظل أوضاع كارثية وظروف مأساوية، تؤكد حالة اليأس والإحباط التي بات يعاني منها معظم شباب تونس، كما أن من يحاول إحصاء أعداد المهاجرين من كفاءات مدربة ومختصين من جامعيين (أطباء ومهندسين وصحفيين، وغيرهم) يدرك تماما أن أهل تونس بكل شرائحهم وفئاتهم قد ضاقت بهم بلدهم بما رحبت، ولم يعودوا يأملون فيها بحياة كريمة تليق بكرامتهم وإنسانيتهم، حيث إن الثورة التي بذلوا فيها دماءهم الزكية وضحوا من أجلها بأموالهم وفلذات أكبادهم، قد سُرقت منهم وتمّ تحويل وجهتها وحرف مسارها، فعادت تونس الخضراء مرة أخرى مرتعا للفاسدين المفسدين وللانتهازيين والوصوليين الذين لم يترددوا في التفريط بأرض تونس لأمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الاستعمارية، والمتاجرة بمؤسساتها السيادية للشركات الأجنبية، وبيع ذممهم ومن قبل دينهم للحفاظ على كراسيهم الخربة، فلا عجب بعد ذلك إن باعوا شباب تونس الفارّين من جحيم حكمهم، وتآمروا عليهم وأغرقوهم عمدا في البحر خدمة لأسيادهم الإيطاليين والأوروبيين، حيث قد تواترت الروايات وتعددت الشهادات حول مسؤولية خافرة الحرس البحري التونسي عن انقلاب وغرق قارب المهاجرين بالقرب من سواحل جزيرة “لامبادوزا” الإيطالية.
إن هذه الحادثة الأليمة بل الجريمة النكراء ستظل وصمة عار على جبين حكام تونس العملاء، وستبقى كابوسا يقض مضاجعهم، فشباب تونس الذين غرقوا في البحر قد ماتوا قهرا وخذلانا، قبل أن يقتلوا دهسا وغرقا، وإن أهل تونس الذين فقدوا فلذات أكبادهم في هذه الحادثة المروعة يعلمون يقينا من هم الذين دفعوا أبناءهم إلى هذا المصير المحتوم، وكما ثاروا على بن علي وأطاحوا به، فسيثورون على هؤلاء المرتزقة ويطيحون بهم قريبا إن شاء الله. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك