ليس التحدي بغراس تُزرع وإنما بجيوش تَقلَع وتَردَع
الخبر:
تحت عنوان “أتراك يتحدّون الاحتلال بغرس الزيتون بالقدس” ذكر موقع الجزيرة نت الخميس 2017/10/19 أن جمعية “الشباب الواعد” الدولية في تركيا – ومقرها مدينة إسطنبول – أطلقت مؤخرا حملة تهدف إلى غرس عشرة آلاف شجرة زيتون في القدس وأكنافها، وفتحت باب التطوع أمام الأتراك لتمويل الحملة والتبرع لها بقيمة عشرة ليرات (ثلاثة دولارات) للغرسة الواحدة.
ويشير رئيس الجمعية أركان حلوجي إلى أن الحملة التي بدأت قبل شهر من اليوم، جاءت استجابة لدعوات أعداد كبيرة من الأتراك الغاضبين من حريق هائل أضرمه المستوطنون بأراض فلسطينية مزروعة بالزيتون في القدس.
التعليق:
في معرض قوله للجزيرة نت أشار حلوجي إلى (أن هناك عدة اعتبارات وأهداف للحملة، فالهدف المباشر هو تعويض الرقعة الخضراء الفلسطينية عن الأضرار التي تلحقها بها ممارسات الاحتلال من أعمال تجريف وخلع وإحراق معتبرا أن العائد المالي للمشروع – والذي لا يكون قبل 15 عاما – صدقة جارية تعود بالنفع على المقدسيين.
وهناك أهداف روحية تتمثل بالاستجابة للدعوة المنسوبة للنبي محمد eللمسلمين بأن يسرجوا قناديل القدس بالزيت إن عجزوا عن زيارتها، موضحا أن غرس الشجرة المباركة بالمدينة المقدسة يعني مدها بهذا الزيت.
وتحمل الحملة العديد من الرسائل التي تتحدى الاحتلال (الإسرائيلي)، وتعبر في الوقت ذاته عن طبيعة ارتباط الشعب التركي بالقضية الفلسطينية، فالحملة تعبير عن الثقافة المشتركة بين الشعبين، وإطلاق اسم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عليها، لأن اسمه يرتبط بفلسطين التي فضل أن “يعمل المبضع في جسده على أن يُملّك شبرا منها لأعداء المسلمين” كما أنه اسم يغيظ “الصهيونية وحلفاءها” حسب تعبيره).
إن ارتباط الشعب التركي بالقضية الفلسطينية أكبر وأعمق من الارتباطات المادية وحتى الروحية المجتزأة؛ فالقضية الفلسطينية قضية إسلامية وارتباط الشعب التركي بها ارتباط عقدي ديني، فهو جزء من الأمة الإسلامية والتي مزقها الغرب شرّ ممزق وقضم منها مسرى نبيها محمد eوسلمه ليهود ليعيثوا فيه فسادا وإفسادا وتدميرا ممنهجا للمسجد الأقصى وقتلا وترويعا لأبناء الأمة الذين ما فتئوا يعملون لإعادة وحدتها وعزتها، لتجمعها دولة إسلامية واحدة بخليفة واحد وجيش واحد وراية واحدة.
وهذا لا يكون بزراعة أشجار الزيتون ولو عدت بالملايين ولا حتى بتنويع المواد الزراعية لكل ما تحتاجه فلسطين، ولا تكون بالأعمال التي تحقق القيم الروحية مهما تعددت، فالثقافة التي تجمع الأمة الإسلامية جميعها وليس الشعبين التركي والفلسطيني فقط هي الثقافة الإسلامية بما تحويه من عقيدة ونظام حياة والمأخوذة فقط من مصادر التشريع الإسلامي؛ القرآن والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي.
إن عودة فلسطين إلى حضن أمتها يحتاج إلى جيوش إسلامية تقلع المستعمر وأدواته وتردع كل من يحاول حتى أن يفكر مجرد تفكير بالاعتداء عليها أو على أي بقعة أخرى في الدولة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وها هو قد لاح بصيص نورها في نهاية نفق الرأسمالية شديد الظلمة، فليس بعد سواد الليل الحالك إلا نور الصباح المشرق.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله