ذهبت أحلام (بارزاني) سدى فلا هو أقام الدولة المزعومة، ولا أبقى على عرش الطاووس!
ذهبت أحلام (بارزاني) سدى
فلا هو أقام الدولة المزعومة، ولا أبقى على عرش الطاووس!
الخبر:
نقل موقع (العربية) بتاريخ 18 تشرين أول 2017م، نبأ عن دعوات كردية أطلقها رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد تضمنت مطالبة بارزاني رئيس الإقليم بالاستقالة، ودعاه فيها للتنحي عن السلطة، وأنه سيقدم خدمة كبيرة لشعبه عند استقالته من منصبه. وأضاف أن الشعب الكردي جميعا بات أسيرا لنخبة سياسية تعمل للسيطرة على ثروات الوطن من أجل توسيع سلطتها، لافتا إلى أن هذه النخبة تتاجر بتضحيات الشعب ودماء شهدائه حسب تعبيره.
التعليق:
بارزاني هذا هو سليل عائلة دأبت على الارتباط ببريطانيا عدوة الإسلام منذ أواخر الدولة العثمانية، وقد ورث ذلك عن والده ملا مصطفى بارزاني ومن قبله عمه أحمد بارزاني ومن قبلهم عبد السلام بارزاني الذي قاد تمردا مسلحا كرديا ضد الدولة العثمانية منذ عام 1909م حتى عام 1914م بدعم مكشوف من بريطانيا، فالعائلة عريقة في ارتباطها مع بريطانيا، فضلا عن علاقاته الوثيقة بكيان يهود…!
ولطالما شكلت هذه العائلة، وجماهير الأكراد ممن خدعوا بأحلام الانفصال، وإنشاء دولة قومية لهم تجمع شتات الأكراد الذين وزعتهم “سايكس – بيكو” على العراق وتركيا وإيران وسوريا، غير مجاميع هنا وهناك في أوروبا والعالم… أقول: لطالما شكلوا – بموطنهم – جيوبا خبيثة نفذ منها الكفار ليجعلوا منهم قضية يزعجون بها الحكومات القائمة، باسم “حقوق الأقليات” و”حق تقرير المصير”. ولقد هلكت مهج، وسالت دماء، منذ بدايات القرن العشرين، في معارك عبثية كانوا قبلها يعيشون في أخوّة وأمان في ظل دولة الخلافة، فما حصدوا غير الندم وكراهية من حولهم، وصدق قول الله فيهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.
أما عن المطالبة باستقالة بارزاني فهي فلم تأت من رئيس برلمانهم فحسب، بل جاءت من قياديين في الأحزاب الكردية في الإقليم، وإليكم البيان:
– اتهمت الجماعة الإسلامية الكردستانية بارزاني على لسان أحد أعضائها حسين إسماعيل بسرقة “خيرات كردستان من النفط والسياحة طيلة السنوات السابقة لصالح عائلته وحزبه، بينما غالبية موظفي الإقليم من دون رواتب”. واصفا تلك العائلة بالدكتاتورية والبطش، وداعيا الأحزاب الكردية الأخرى إلى إظهار رأيها ومنع بارزاني من التمدد في السلطة وقتا آخر بعد انتهاء ولايته. (شبكة أخبار العراق).
– وقال آراس جنكي القيادي في جهاز الأمن والمعلومات في السليمانية: في تصريح صحفي إن “جهات تابعة للحزب الديمقراطي حزب بارزاني تبث شائعات في كركوك من أجل ترويع المواطنين”. (المصدر نفسه).
– وأبدى النائب عن كتلة التغيير النيابية، هوشيار عبد الله استغرابه من عدم تقديم بارزاني استقالته من منصبه، متهما إياه “بالتشبث بشكل غير شرعي” بالمنصب. (المصدر نفسه).
وهكذا تبخرت أحلام بارزاني، وبات في أسوأ حالاته، بدفع من أسياده الإنجليز الذين ورطوه بالتمسك بإجراء الاستفتاء لنيل الانفصال عن جسم العراق، الأمر الذي جاء مخالفا لهوى أمريكا المجرمة التي ارتأت تأجيل الاستفتاء إلى إشعار آخر بما يتلاءم ومصالحها، فسلطت عليه عملاءها في تركيا وإيران والعراق، ليغلقوا عليه منافذ الحياة، وليؤججوا كراهية شعبه، فيزيدوا من نقمتهم، وليجعلوه هدفا لسهامهم القاتلة ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾! وإن في هذا لعبرة وأي عبرة له، ولأمثاله ممن خانوا دينهم وأماناتهم، وأمتهم لو كانوا يعقلون. فقد سبقهم جم غفير كعبد الناصر، والسادات، وحسني مبارك، وصدام والقذافي وشاه إيران من قبلهم. فليعد كل عاقل من حكام المسلمين لرشده – فما زال في العمر فسحة – قبل أن يدهمهم طوفان نصر الله العظيم الذي لا يبقي ولا يذر شيئا من رجسهم وظلمهم… ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق