إلى متى يتمادى المستعمر في تحكمه في البلاد؟!
إلى متى يتمادى المستعمر في تحكمه في البلاد؟!
الخبر:
ورد على صفحة بوابة وزارة الداخلية للجمهورية التونسية يوم 2017/10/18 ما نصّه “استقبل السيد وزير الداخلية لطفي براهم السيد Gilles de kerchove منسق الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة (الإرهاب)، وتناولت المحادثة التي حضرها ثلة من الإطارات والقيادات الأمنية التعاون التونسي الأوروبي في مجال مكافحة (الإرهاب) وسبل دعمه وتطويره خاصة من حيث التكوين والتبادل الأمني”.
وقد صرح السيد جيلز دو كرشوف في ندوة صحفية عقدها في مقر المفوضية الأوروبية بتونس عن عزم الاتحاد الأوروبي، أكثر من أي وقت مضى، على مساعدة تونس في تنفيذ سياساتها في مجال مكافحة (الإرهاب) والتوقّي منه، وأضاف المسؤول الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي سخّر تمويلات مهمة لهذا الغرض قدرت بـ23 مليون يورو ما يعادل 70 مليون دينار لإصلاح المنظومة الأمنية وتوفير التجهيزات الحديثة والتنسيق الأمني، مع العلم أن هذا المنسق قد حضر أشغال الملتقى الدولي حول التعاطي المبكر مع الأشخاص المعرضين للتطرف الذي انعقد بالعاصمة التونسية يومي 16 و17 من هذا الشهر.
التعليق:
لا زالت الحكومات المتعاقبة في تونس في تنسيق محكم مع أعداء الأمة في كل جزئيات الحياة حتى توغلت في أمننا ومناعتنا ولم يُبق رويبضات آخر الزمان لهذه الأمة سترا إلا هتكوه ولا حصنا إلا خرقوه، ولا زالت دول الكفر تُملي قراراتها وتنفذ خياراتها دونما وجل، ورغم هذه الخيانات الموصوفة والإصرار عليها لم ينفك مرتزقة الإعلام وأشباه الساسة عن تصديع الرؤوس بمعزوفة السيادة الوطنية وهيبة الدولة التي ليس لها من ترجمة ميدانية عندهم إلا البطش والتغول على أبناء البلد الذين انسدّ أمامهم الأفق نتيجة للسياسات الفاسدة.
إن ما يسمّونه زورا وبهتانا بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ليس إلا خيانة وعمالة، فالتعاون يكون بين الأنداد والأَضراب ولا يكون بين السادة وعبيدهم، ولذلك نرى الكافر المستعمر يعامل هؤلاء الحكام بازدراء واحتقار، يشير فيتسابقون لإشارته، يومئ فينزجرون لإيماءته، منبوذين من شعوبهم تلاحقهم اللعنات أين ما حلّوا وهم لذلك أهل، وهل لمن يخون أهله وعشيرته ويتواطأ مع عدوهم غير الذل والصغار؟ وقد حرّم تعالى أن يكون للكفار على أمة الإسلام سلطان حيث يقول ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَىْ الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ بينما يهرول هؤلاء لتمكين المستعمر من رقابنا وأمننا وغذائنا.
إن ما يسمّيه الغرب الحاقد اليوم إرهابا ولا يدخر من جهده في محاربته ما هو عندهم إلا الإسلام الذي أصبح كابوسا يلاحقهم في اليقظة والمنام مخافة أن تقام دولته الخلافة منقذة العالم، ويكفي أن نتأمل تصنيفه للأعمال الإجرامية وكيلها بمكاييل شتّى فإن كان المنفذ من بلاد الإسلام فهو عمل إرهابي بلا شك وإن كان المنفذ من بني الأصفر مهما عظم جرمه فإنه يُبرّأُ وفي أقصى الحالات يصبح الجاني مريضا نفسيا بحاجة إلى الإحاطة بالعناية، أما إن كان الإرهاب مسلّطا على المسلمين كما هو الحال في بورما وأفريقيا الوسطى وسوريا وفلسطين وغيرها فمثل هذا التصنيف يتبخّر وتتعالى دعوات ضبط النفس والمساواة بين الضحية والجلاّد.
أيها الصادقون المخلصون من أحفاد عقبة والعبادلة، يا من بأيديهم القوة! كيف ترضون أن يسومكم عبّاد الصليب صنوف الذل والهوان؟! يجوسون خلال البلاد لا يناقَش لهم رأي ولا يُرَدّ عليهم قرار… يا حماة الديار! أما آن لكم أن تنفضوا عنكم سرابيل القهر وتستعيدوا عزكم ومجدكم فتنتصروا لدينكم وأمتكم وتطردوا المستعمر وأذنابه حكام العار فتفوزوا بخير الدنيا ونعيم الآخرة ورضوان من الله أكبر؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طارق رافع – تونس