Take a fresh look at your lifestyle.

الكرملين يعتاد على كونه خادماً للبيت الأبيض! (مترجم)

 

الكرملين يعتاد على كونه خادماً للبيت الأبيض!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 5 أيلول/سبتمبر كانت عناوين وسائل الإعلام الروسية تتحدث عن وصول ملك السعودية. وعلى وجه الخصوص؛ ذكرت وكالة أنباء فيستي بأن “زيارة الملك سلمان لروسيا شكلت حدثاً مهماً” وفقاً لكلمات (فلاديمير بوتين). وأشار رئيس الاتحاد إلى أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها ملك السعودية في التاريخ. وقال رئيس الدولة “أنا واثق من أن زيارتكم ستكون بمثابة محفز على تطوير العلاقات بين البلدين”. وسيجري الملك السعودي محادثات مع فلاديمير بوتين. ومن بين الموضوعات الرئيسية التي يمكن أن يعالجها الزعيمان – الوضع في سوق النفط والتعاون العسكري التقني وسوريا وأزمة العلاقات بين السعودية وقطر”.

 

التعليق:

 

إن هذه الزيارة التي قام بها سلمان قد ذكرت كثيراً في وسائل الإعلام الروسية. وقد كان هناك اهتمام كبير بحاشية الملك الضخمة، بالإضافة للمصاريف الضخمة المترتبة على هذه الزيارة. وكانت النتيجة الرسمية للمحادثات هي توقيع الاتفاقات بشأن شراء الأسلحة والتعاون الاقتصادي، وبالطبع المسألة السورية.

 

إن النفقات الضخمة وغير المبررة للملك خلال هذه الزيارة، بالإضافة لوجود حشد من الخدم والحاشية بلغت أكثر من 1000 شخص، وحجز الفنادق الفاخرة في وسط موسكو وأكثر من ذلك بكثير، كل هذا العرض كان يهدف إلى إظهار كيف يعيش الملك السعودي. إن عقود توريد الأسلحة تبدو غريبة باعتبار أن السعودية وقعت مؤخراً عقوداً مماثلة مع أمريكا، إلا أن مجموع هذه العقود تجاوزت ذلك بعشرات المرات. إن وجود هذه الاتفاقيات الاقتصادية في الوقت الذي تخضع فيه روسيا لعقوبات من قبل أمريكا وأوروبا يثير عدداً من الأسئلة.

 

ولكن هذه الأسئلة تتلاشى وكل شيء يصبح جلياً؛ عندما تعلم أن هذا بمثابة مكافأة من أمريكا لروسيا للمشاركة في قمع الثورة السورية. ونحن ندرك جيداً أن دور روسيا النشط بجانب بشار الأسد كونهم من يقتل المسلمين في سوريا هو الدور الذي أعطته أمريكا لها.

 

إن كافة التكهنات بأن الكرملين دعم ترشيح ترامب لرئاسة أمريكا، بالإضافة لتصريحات ترامب الغبية وسلوكه القاسي، كلها بمثابة غبار تريه إدارة البيت الأبيض لمليارات الناس. إنهم يريدون أن يظهروا أن القيادة الأمريكية تافهة، ولكن في الحقيقة، ترامب يمثل قوة ذكية جداً في أمريكا. وقد أقنعوا الكثيرين بمهارة، أن روسيا تشارك في حل المسألة السورية بمبادرة منها وبقدراتها لذا فإن الكرملين نفسه يؤمن بذلك. لا تزال روسيا تعتقد واهمةً بأنها ستعود إلى الساحة العالمية باعتبارها واحداً من اللاعبين الكبار وستحل المشاكل الدولية إلى جانب أمريكا وفرنسا وبريطانيا كشريك على قدم المساواة. لكن الوضع الأخير يشير إلى عكس ذلك.

 

قد تكون زيارة الملك سلمان لروسيا خطة خفية أخرى من أمريكا. وفي الآونة الأخيرة، ومع موافقة ترامب، اكتسبت السعودية مكانة أخرى في المنطقة، وهي النظر في منطقة الخليج. لكننا نعرف أن أمريكا ليست هي اللاعب الوحيد في هذه المنطقة. لا تزال بريطانيا منافساً نشطاً في النضال من أجل ازدهار هذه المنطقة، وأمريكا تتفهم هذا جيدا. في قطر والإمارات والكويت وعمان وحتى في السعودية نفسها لا تزال هناك قوى تتعاون بنشاط مع النظام البريطاني، وهذا لا يناسب أمريكا أيضاً.

 

إن أمريكا، باعتبارها قوة استعمارية فهي متعطشة بشدة للسلطة والنفوذ، وتستخدم كل قدراتها لإزالة أي تأثير لبريطانيا العظمى في هذه المنطقة. الصراع الذي اندلع بين السعودية وقطر هو مثال واضح على كيفية محاولة أمريكا لإزالة أي تأثير لبريطانيا من قطر باستخدام خادمها المتمثل بشخص الملك سلمان.

 

ومن الممكن أن يأتي الملك سلمان إلى بوتين بناء على طلب من سيده ترامب لمناقشة التعاون في المستقبل في مجال طرد بريطانيا من منطقة الخليج. إن الاحتكاك القديم بين بريطانيا وروسيا مناسب جداً لهذه القضية.

 

بوتين يحلم بسذاجة أن أمريكا سوف تتخذه كشريك مساوٍ لها، إذا استوفى شروطهم. ولكن هذا لن ينسى أبداً، والدليل على هذا هو تاريخ التعاون السري بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا في الماضي. سيبقى بوتين عبداً مأموراً للقيام بأفعال قذرة، وهذا ما يحدث بالفعل في الواقع.

 

الملك سلمان بدوره، وعلى الرغم من كونه ملكاً، لا يزال يخدم أمريكا، فهو يسافر عبر الدول التي تمثل مصالحها، وليس لصالح الإسلام والمسلمين. وسيبقى الملك سلمان وموظفوه في هذه المكانة. ولن يساعد الأسرة السعودية أي من الثروة أو السلطة أو الأرض للحصول على الفخر والتمجيد من أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية. فقط تطبيق الإسلام كنظام واتباع توجيه القرآن في الحياة سيحقق العزة للمسلمين ويخلصهم من أغلال القوى الاستعمارية.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2017_10_25_TLK_2_OK.pdf