أدوات فرض الديمقراطية والدولة المدنية والحلول الاستعمارية على المسلمين
أدوات فرض الديمقراطية والدولة المدنية والحلول الاستعمارية على المسلمين
الخبر:
الجزيرة أون لاين: قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إن تحديات أمنية تجمع فرنسا بمصر، مؤكدا على العمل معا في مكافحة (الإرهاب). وأشار ماكرون إلى أن باريس والقاهرة اتفقتا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية على كافة المستويات،…
… وأكد السيسي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أنه حريص على إقامة دولة ديمقراطية حرة. وقال الرئيس المصري “نحن في مصر في منطقة مضطربة للغاية، هذا الاضطراب كاد أن ينهي على المنطقة ويحولها إلى بؤرة لتصدير (الإرهاب والتطرف) والفوضى إلى العالم كله”. وأشار، في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين، إلى أن هذا “من شأنه أن يمس أمن المنطقة وأوروبا والعالم أيضا”.
… وأكد السيسي على عدم قيام إدارته بأي ممارسات للتعذيب، مشيرا إلى ضرورة الحرص في التعامل مع المعلومات التي يتم تداولها “بسبب وجود تنظيم (الجماعات والفكر المتطرف) هذا التنظيم مناوئ لمصر والاستقرار فيها”. وتساءل السيسي “لماذا لا يتم سؤالي عن حق المواطن المصري في تعليم جيد ودعني أؤكد لكم أننا لا نتمتع بتعليم جيد، وحق العلاج الجيد في مصر فنحن أيضا لا نتمتع بعلاج جيد في مصر، لماذا لا تحدثني عن حق التشغيل والتوظيف للمواطن المصري فنحن ليس لدينا توظيف جيد في مصر… نحن لا نتهرب من الإجابة عن حقوق الإنسان ولكن يجب فهمها في سياقها الحقيقي لدولة في مثل ظروف مصر”، مشيرا إلى “نحن لسنا في أوروبا بتقدمها الفكري الثقافي والحضاري والإنساني، نحن في منطقة أخرى”.
التعليق:
إن سعي الأمة الإسلامية لاستعادة كيانها السياسي، وذلك بطريقة موحاة من خالق الكون والإنسان والحياة، وليست من أحد من البشر. ولا لأحد من الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، لأن الله سبحانه وتعالى أرسلهم رسلا منه للبشر ليبلغوهم هداه، وليتبعوا أمره حتى يسعدوا في دنياهم وآخرتهم. لذلك نعم هذه لترهب من جعل نفسه ربًا ونبيًا في آن واحد للبشر، لأنه لا يؤمن أن هناك ربًا غيره حتى يؤمن أن له نبيًا أصلاً، ومن هذا الباب يصرح إيمانويل ماكرون أن هناك تحديات أمنية تجمع فرنسا بمصر، مؤكدا على العمل معا في مكافحة هذه الطريقة الموحاة، والتي هي ليست منه، لاعتبار نفسه ربًا وأن السيسي جاء ليستلهم منه هديه في بلاد الكفر ومنها بلده فرنسا.
ويصرح السيسي أنه في منطقة مضطربة للغاية. ولم يسأل نفسه من الذي أوصل هذه المنطقة لهذا الاضطراب، أليس من سبقه ممن اعتقدوا الاشتراكية والقومية والشيوعية، وهو سائر على ما ساروا عليه من معتقدات كافرة بالله تعالى؛ ألم يع ما يقول أنه حريص على إقامة دولة ديمقراطية حرة، وهذا يتناقض كل التناقض مع من آمنوا أن أي عقيدة غير عقيدة خالقهم عقيدة كافرة فلا يعتقدون بها، وتكون عنده غير صالحة للحيوانات قبل أن تكون صالحة للبشر، أم تنكر وكفر بما جاءه من خالقه ليتخذ نظامًا آخر غيره من وضع البشر لأنفسهم من دون الله عز وجل؟
ومن كان هذا حاله أليس هو الإرهابي بعينه والأخطر على نفسه والعالم أجمع؟!!.
وقوله: “نحن لسنا في أوروبا بتقدمها الفكري الثقافي والحضاري والإنساني نحن في منطقة أخرى”.
فليجبنا جنابه! وهل التقدم الصناعي الذي حظره هو وأمثاله عن العالم الإسلامي بأمر من أسيادهم في الغرب، ما دفع أبناء المسلمين للهجرة إليهم، ومنهم أحد أفراد شعب الكنانة الذي هو مسلط عليهم (فاروق الباز) يرحمه الله تعالى، وأمثاله كثير وهم الذين قدموا نتاج تفكيرهم لهم ونعتوها لأنفسهم، وأيضًا هذا تجلى في بداية محاضرة للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون لعلمائه الأمريكيين فقط بقوله: (إن المعادلات التي بين أيديكم هي من حضارة المسلمين، فعوا من هو الخصم؟).
أما إن كان يعني بالتقدم الفكري الثقافي والحضاري والإنساني هو بزواج الذكور من الذكور، والإناث من الإناث، وزواج كليهما من الحيوانات تقدمًا؛ فبئس هذا التقدم يا متقدماً للوراء، وصدق الله سبحانه بقوله: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير