Take a fresh look at your lifestyle.

أحقا لا يفرق رئيس السودان بين أعمال الأفراد وأعمال الدولة؟!

 

أحقا لا يفرق رئيس السودان بين أعمال الأفراد وأعمال الدولة؟!

 

الخبر:

 

نشر موقع (وكالة الأناضول، السبت 8 صفر 1439هـ، 2017/10/28م) خبرا ورد فيه: “اعتبر عمر البشير، الرئيس السوداني ورئيس الهيئة القيادية العليا للحركة الإسلامية السودانية، السبت، المشروع الإسلامي في البلاد “ناجحا”.

 

جاء ذلك في كلمة له مساء السبت في ختام اجتماعات مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية، التي انطلقت بالخرطوم، الجمعة، حسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

 

وقال البشير إن المشروع الإسلامي في السودان “ناجح”، مدللاً على ذلك بانتشار المساجد وارتياد الشباب لها. وأضاف: “وتنافس المؤسسات والمنظمات والأفراد في إعداد وتوزيع كيس الصائم (لمساعدة المحتاجين برمضان)، وفرحة العيد على المحتاجين والتوسع في إقامة صلوات التراويح والتهجد في معظم المساجد”.

 

التعليق:

 

لا يخفى على شخص في مقام البشير الفرق البائن بين أعمال الأفراد والجماعات وبين أعمال الدولة، فارتياد الشباب للمساجد وتوزيع كيس الصائم على المحتاجين في رمضان، وإقامة صلاة التراويح والتهجد في المساجد؛ كل ذلك هو من أعمال الأفراد والجماعات، وفوق ذلك فواضح من كلام البشير أنه لا يد للدولة فيما هو حاصل من صحوة إسلامية عند الشباب في السودان، بدليل قوله: “وتنافس المؤسسات والمنظمات والأفراد …”، فالتنافس الحاصل هو بين الشباب فيما بينهم، وبين المنظمات والمؤسسات، أما الدولة، أما نظامه فلا علاقة له بذلك.

 

كما لا يخفى على البشير أن الإسلام الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله e ليس قاصرا على الشعائر التعبدية فقط، وإنما هو دين شامل كامل جاء لتنظيم علاقات الإنسان مع ربه، ومع نفسه ومع غيره من الناس، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ أي أن الإسلام دين ينظم حياة الإنسان ويعالج مشاكله جميعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية …الخ، وليس الشعائر التعبدية فقط. والالتزام بكل هذه الأوامر هو عبادة لله سبحانه وتعالى، بل هو العبادة الحقة على أصولها.

 

أما البشير فهو من باب التضليل يختصر الإسلام على العبادات، ويصور لأهل السودان أن توجههم نحو تأدية العبادات هو مشروع الإسلام الناجح، ليتسنى له المضي قدما حتى النهاية في تنفيذ مطالب سيدته أمريكا بعلمنة السودان خدمة لمصالحها الاستعمارية.

 

يدرك البشير أن المشروع الإسلامي يعني تطبيق الإسلام كاملا في جميع جوانب الحياة، وليس في جانب واحد فقط ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً﴾، ولكنه انحراف واضح من حكام السودان عن دين الله، وزيغ صريح عن أحكامه، واتباع لأهوائهم، لا بل لأهواء أمريكا ﴿ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد عبد الملك

 

2017_11_04_TLK_1_OK.pdf