الإرهاب… لصالح من؟
الإرهاب… لصالح من؟
الخبر:
أفاد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة (الإرهاب) سفيان السليطي، بأن النيابة العمومية للقطب القضائي لمكافحة (الإرهاب) أذنت اليوم الأربعاء بالاحتفاظ بشخص واحد وهو منفذ عملية الاعتداء بسكين على إطاري أمن في منطقة باردو… وتفيد الأبحاث الأولية وفق السليطي، أن الشخص المعتدي على إطاري الأمن قام لدى هجومه على الدورية الأمنية لشرطة المرور بساحة باردو بتهديدهم وتكفيرهم مرددا عبارات “الله أكبر” و”طواغيت”… وأشار السليطي إلى أنه اعترف باعتزامه الالتحاق بمجموعات (إرهابية) في ليبيا وفق الأبحاث الأولية… (موزييك آف آم 2017/11/01)
التعليق:
شهدت منطقة باردو صباح الأربعاء 2017/11/1 جريمة نكراء. ويكون من الواجب النظر الجاد والتحري الشديد لمعرفة خلفيات هذه الحادثة، خاصة لما تشير إليه حيثياتها من دلالات خطيرة.
فمن حيث المكان فقد وقعت الجريمة في ساحة باردو وذلك أمام مدخل “مجلس نواب الشعب”. مثلما وقع هجوم متحف باردو الواقع في 18 آذار/مارس 2015، إذ مكان الهجوم أيضا كان على قرب من “مجلس نواب الشعب” بل بجواره. فمع أنّ “الأعضاء النواب” لم يكونوا هدفا صريحا في كلا الهجومين إلا أنّ الحادثتين تحملان أمارة تهديدهم نظرا لقرب المكان.
فمثل هذه الهجمات ببشاعتها وبرمزيتها عادة ما تخدم اتجاها سياسيا على حساب اتجاه آخر؛ إما بما تحمله من تهديد ضمني عبر اغتيال من خالف مسارا سياسيا بعينه، وإما بتوظيف الحدث إعلاميا أو بردود أفعال من جهات رسمية في شكل قرارات مثل تفعيل قانون (الإرهاب) سابقا. ولا شكّ أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تترك أثرا مأساويا في ذاكرة الرأي العام، وفي الوقت نفسه يجب على الرأي العام أن يدرك السياق الذي تسير فيه مثل هذه الأعمال لا سيما أنها ظاهرة عالمية… فهذه الأحداث يجب أن تُقرأ في إطارها الحقيقي وبتريّث بعيدا عن التهم المجانية أو التأويل السطحي. فالواضح أنّ الحكومات المتعاقبة عجزت عن كشف الحقائق المتعلّقة بـ(الإرهاب) كحادثة اغتيال شكري بلعيد في 2013/02/06 وحادثة فندق إمبريال مرحبا بسوسة في 26 تموز/يوليو 2015 وغيرها كثير والتي حضر فيها الفاعل وغاب عنها المدبّر والمخطّط… ما يكشف ضحالة الخطاب الرسمي وجزئه المطبق في رعاية الشؤون وتوفير الأمن.
ويبقى السؤال حارقا عن العبث السياسي وتقاطعاته مع الدوائر الأجنبية الحاقدة على ثورة أهل الخضراء والسعي الحثيث نحو تركيع الشعب بأمنه وجيشه في سياق الخضوع لإرادة المستعمر الناهب لخيرات البلد.
فالعمل الإجرامي الأخير في ساحة باردو يوجب على الجميع وخاصة محترفي السياسة في بلادنا القطع مع كل الأطروحات التي تغيب حقيقة الفاعل والمستثمر لـ(الإرهاب)، التي ستجرّ البلد إلى ما لا يُحمد عقباه.
رحم الله الرائد رياض البروطي وحفظ الله أهل تونس من “صناعة الإرهاب”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور مراد معالج – تونس