تصنيف حسينة بالمرأة الثلاثين الأكثر تأثيراً في العالم تصنيفٌ زائف القصدُ منه إضفاءُ الشرعية على عميلة الغرب (مترجم)
تصنيف حسينة بالمرأة الثلاثين الأكثر تأثيراً في العالم
تصنيفٌ زائف القصدُ منه إضفاءُ الشرعية على عميلة الغرب
(مترجم)
الخبر:
نشرت مجلة “فوربس” المؤثرة في أمريكا قائمة بأكثر 100 امرأة قوية في العالم لهذا العام على موقعها على الإنترنت يوم الأربعاء الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وقد احتلت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة المرتبة الثلاثين من بين أقوى النساء في العالم. كما وصفتها مجلة فوربس بأنها “سيدة دكا”، قائلة إنّ حسينة تعهدت بدعم الروهينجا الفارين من ميانمار، وأنّها “فخورة بتحمل الجزء الأكبر من التكلفة”.
التعليق:
لقد أحدث هذا الترتيب نشوة بين ناشطي الحزب الحاكم، حزب رابطة عوامي، كما هيمن الخبر على الصفحات الأولى لجميع الصحف الكبرى في بنجلادش، وقد كان مصدر فرح لأفراد الحزب الحاكم الذين رأوا زعيمتهم الطاغية حسينة قد تم تصنيفها بالمركز الثلاثين لأقوى امرأة في العالم، وقد كان تصنيفها السادس والثلاثين في العام الماضي.
إذا نظرنا إلى الواقع السياسي للمسلمين في العالم الإسلامي فيما بعد الاستعمار ومحاولة قياس أهمية هذا الترتيب الذي يمنح حكام المسلمين مكانة، فإننا سنخلص إلى أن هذه المكانة من الرتب والجوائز ليست إلا لإضفاء الشرعية السياسية على هؤلاء الحكام غير الشرعيين وهم عملاء للغرب. وفي الوقت الحالي، من الواضح أنّ سبب الحالة المتدهورة والبائسة للأمة الإسلامية يرجع إلى سقوط الخلافة في عام 1924م من قبل المستعمرين الغربيين، حيث اعتبر ذلك الحدث انتصاراً هائلاً في حربهم الأيديولوجية ضد الإسلام. وبعد تمزيق الخلافة إلى قطع متناثرة، فرضوا الحكام غير الشرعيين على الأمة لاستمرار سيطرتهم الاستعمارية تحت مظاهر ومظلات كاذبة للدول القومية ذات السيادة والاستقلال! إنّ هؤلاء الحكام العملاء هم خط الدفاع الأول عن الغرب، وهم في حالة تأهب قصوى لسحق أي حركات تدعو إلى وحدة المسلمين مرة أخرى.
وهكذا، فإننا نرى أنّ العالم الإسلامي مصاب بحكام طغاة مثل حسينة، من المنبتّين عن شعوبهم. والسلاحان الرئيسيان اللذان تستخدمهما حسينة هما الخوف والخداع، وهي تحاول من خلالهما حماية عرشها من خدمة المصالح الجيوسياسية لأسيادها. ويتم منح هؤلاء الإمّعات الألقاب والرتب مرارا وتكرار من قبل أسيادهم كرمز للعبودية. وهذا الترتيب سوف يشبع شعور الغرور عند الشيخة حسينة، وهي التي تبدع الخداع السياسي، وبالتالي، رأينا كيف أنّها تتلاعب في أزمة اللاجئين الروهينجا للاستفادة من مشاعر المسلمين وإيجاد مادة ترويجية لشخصها في وسائل الإعلام، ومن خلال عناوين مثل “أم الإنسانية” من قبل وسائل الإعلام البريطانية، والآن “سيدة دكا” من قبل (فوربس) ليست إلا لتقويتها لدعم شرعيتها السياسية.
إنّ التاريخ هو الشاهد على أنّ العديد ممن وصفوا بالحكام الأقوياء في العالم الإسلامي هم ممن استُخدموا لتعزيز المصالح الغربية، ومن ثم تم طرحهم على قارعة الطريق، ولن تكون الشيخة حسينة استثناء من هذه المعادلة. وبغض النظر عن مدى قوتها بدعم من الغرب، فإن المشهد السياسي للعالم الإسلامي الحالي يؤكد على أنّ نظاما عالميا جديدا وشيكا في ظل خلافة على منهاج النبوة سيتم تشكيله وسيكسر ظهر الغرب الإمبراطوري ويطيح بالحكام الخونة في العالم الإسلامي.
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» مسند الإمام أحمد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عماد الأمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش