إريتريا المسلمة تستنصر الأمة
إريتريا المسلمة تستنصر الأمة
الخبر:
تظاهر محتجون إريتريون في العاصمة الأمريكية واشنطن وعواصم أوروبية بينها ستوكهولم احتجاجا على اعتقال سلطات أسمرا لداعية إسلامي معروف، وإغلاق مدرسة إسلامية، والقمع المستمر في البلاد.
وكانت مواقع للمعارضة الإريترية قد أكدت أن الأحداث الأخيرة بدأت بعد محاولة الحكومة إغلاق مدرسة الضياء الإسلامية، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف وحملة اعتقالات في صفوف أعضاء هذه المدرسة. ونتج عن هذه الأحداث سقوط 28 متظاهراً على الأقل في المواجهات بين محتجين وقوات الشرطة، وأصيب عشرات إصابات متفاوتة الخطورة ومما زاد من توتر الوضع بعد القبض على 40 شخصاً من مؤيدي المدرسة وإدارتها.
ونقلت إذاعة “صوت أمريكا” الناطقة باللغة “التغرينية” الموجهة إلى كل من إريتريا وإثيوبيا، أن مظاهرات منددة بالحكومة الإريترية انطلقت في عدد من العواصم الأوروبية للمطالبة بإطلاق سراح السجناء، ووقف قمع الحريات، ووضع دستور للبلاد. وقد خرج المتظاهرون ضد إغلاق الحكومة مدرسة الضياء الإسلامية، ومنع الحجاب وحظر تدريس مادة التربية الإسلامية، واعتقال الشيخ التسعيني الحاج موسى محمد نور. (الجزيرة 2017/11/3)
التعليق:
ترددت أنباء في الإعلام المحلي أواخر آب/أغسطس الماضي عن رغبة الحكومة الإريترية في تأميم المدارس التي رفضت مطالب الحكومة بالتخلي عن تدريس القرآن والمواد الإسلامية، ونزع الحجاب عن رؤوس الطّالبات، وفرض الاختلاط بين الجنسين داخل المدرسة. وقد هددت حكومة الرئيس النصراني أسياس أفورقي مدرسة الضياء بالإغلاق بعد أن رفض مديرها الشيخ التسعيني الانصياع لخططها، بالرغم من بطشها وقابل أوامرها بمقولة “لن يتمّ هذا إلا فوق جثتي”، وأصرّ على التمسّك بالطّابع الإسلاميّ للمدرسة التي يرتادها طلبة مسلمون وتقع في منطقة يسكنها المسلمون. ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت إريتريا موجات هجرة للمسلمين للبلاد المجاورة فرارا من القمع والتّضييق ومحاربتهم في دينهم… يحدث هذا في بلد ذي أغلبية مسلمة (يبلغ تعداد المسلمين 70% من أهل البلاد ويصرّ النشطاء المسلمون أنّ تعداد المسلمين يبلغ 80%).
أفورقي يعادي الإسلام وأهله ويصر على الزجّ بالعلماء في السّجون وإفساد المسلمين، ويتمادى في غيه فيخلع الحجاب عن رؤوس الفتيات المسلمات بحجة محاربة (التطرف). وبالرغم من تنكيله بالمسلمين إلا أن للدّول العربيّة دورا ضليعا في ترسيخ حكمه ودعمه ماديّا وسياسيّا… وهل لأفورقي أن يتمادى في غيّه وطغيانه لولا مباركة حكّام المسلمين له وغضّ الطّرف عن أعماله وتجاوزاته؟
المفارقة الحقيقيّة في محنة مسلمي إريتريا تكمن في أنّ المستضعفين من المسلمين جاؤوها فارّين من بطش كفّار قريش حينما قال لهم رسول الله “إنّ هناك حاكما عادلا لا يُظلَم عنده أحد” فرست سفينة المهاجرين في الحبشة ميناء مصوع ثم فتح الله على المستضعفين فتحا كبيرا وأعزّهم بدولة إسلامية تحمي الدين وأهله وتنشر الحقّ وتقيم شعائر الدّين. ثم عاش أهل إريتريا تحت حكم الإسلام وكانت إريتريا جزءاً من دولة الخلافة وعاش أهلها في أمن وأمان الإسلام لا يُفتنون عن دينهم ولا يشعرون أنهم مضطهدون. واليوم يقهرون فيها ويضطهدون يتناساهم الإخوة ويتكالب عليهم الأعداء!…
حظيت إريتريا باستقلال صوري عام 1993م بعد عقود طويلة من الاستعمار والصّراع وخرجت من بطش إثيوبيا إلى استبداد رئيس نصرانيّ كاره للإسلام وأهله يحكم البلاد بحكومة مؤقتة وبدون دستور ويتباهى بأنه يحكم بالحديد والنار.. عقود طويلة من الاستعمار ولا زال أهل هذا البلد المسلم يتوقون إلى التحرّر الحقيقيّ من هيمنة المستعمر وأذنابه.
لقد تحول الحال بإريتريا بعد أن كانت ملاذا للمستضعفين من المسلمين إلى بلد يعيش فيه مسلمون مستضعفون يحكمهم طاغية ولا يجدون من يحميهم ويذود عنهم.
إن هذا الحال لن يصلح إلاّ بما صلح به من قبل، وهذا الوضع لن يتغيّر إلّا بدولة راشدة وبحكم ربّاني ودستور مستمدّ من كتاب الله وسنّة رسوله.
نسأل الله أن تكون هذه شرارة ليتنبه أهلنا في إريتريا إلى أن الداء والبلاء في غياب حكم الإسلام وحال بلادهم كحال بلاد المسلمين ولا بد لهم من العمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)