ردود فعل ترامب على هجمات تنظيم الدولة الإسلامية مقارنة بردة فعله على الهجمات اليمينية المتطرفة (مترجم)
ردود فعل ترامب على هجمات تنظيم الدولة الإسلامية
مقارنة بردة فعله على الهجمات اليمينية المتطرفة
(مترجم)
الخبر:
أحدث هجوم الدهس الذي وقع في نيويورك ردة فعل قوية عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر المهاجم “مريضا جدا ومختلا” في تغريدة له على تويتر وتعهد برفع درجة التدقيق على من يدخلون أمريكا.
وقد لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرين في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بعد أن قاد رجل شاحنة بيك أب مستأجرة وصدم بها راكبي الدراجات والمشاة في مدينة نيويورك قبل أن يطلق رجال الشرطة الرصاص ويصيبوه.
وقد أدان عمدة المدينة بيل بلاسيو الهجوم واصفا إياه بـ”الجبان” ووصفه المحققون بأنه حادث “إرهابي”.
وذكرت محطات الأنباء المحلية نقلا عن مصادر في تطبيق القانون بأن المهاجم الذى أُطلق عليه اسم سيفولو سايبوف ترك مذكرة داخل السيارة تعهد فيها بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وعلق الرئيس الأمريكي في وقت لاحق على تويتر قائلا: “يجب ألا نسمح لداعش بالعودة أو الدخول إلى بلادنا بعد هزيمتهم في الشرق الأوسط وأماكن أخرى” وأضاف “أمرت للتو وزارة الأمن الداخلي بتعزيز برنامج إجراءات الفحص المشددة. اللياقة السياسية لا بأس بها ولكنها لا تتناسب مع هذا الوضع!” (الجزيرة الإخبارية، 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2017)
التعليق:
دخل الإسلام الأمريكيتين منذ القرن التاسع الميلادي، قبل أن تصبح أمريكا ملجأ للأشخاص الذين عانوا من الاضطهاد الديني، أولئك الذين هربوا من أوروبا لبدء حياة جديدة في “العالم الجديد”. يا له من أمر مأساوي إذن، أن يدافع شعب أمريكا عن مجتمع من التعصب والكراهية؟ كيف تنتخب “الدولة الديمقراطية الرائدة” مثل هذا الرئيس التافه وسيئ المعرفة والاطلاع؟
لا يحق لأحد أن يعيش الحياة دون سلطة مَنْ خَلَقَها.
ولكن في أمريكا ترامب، يتم التمييز بين الأفعال الجنائية، فالقتل الجماعي في ولاية نيفادا لم يلق الإدانة والاستياء الأخلاقي من قبل ترامب ومؤيديه. إن الضغينة والكراهية تُدَّخر للمسلمين والإسلام فحسب.
إن الذكرى المئوية لوعد بلفور والتي مرت علينا مؤخرا لتبين بأن ممارسات التطهير العرقي الفظيعة، قد مورست على نحو مماثل، في معاملة غير متكافئة في الغرب. ولا تزال بريطانيا فخورة بدورها القذر الغادر في التدمير والمجازر والظلم الذي كان ولا يزال مستمرا حتى يومنا هذا في البلاد الإسلامية وفي فلسطين. إنهم لا يرون السخرية والاستهزاء، ولا يشتمون رائحة دماء الأطفال المسفوكة في بلادنا.
وكان حقا ما حذرنا منه ربنا سبحانه تعالى حين قال: ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة