الاستسقاء بين اليوم والأمس
الاستسقاء بين اليوم والأمس
الخبر:
دعا الملك سلمان إلى صلاة الاستسقاء يوم الاثنين الماضي في جميع أنحاء المملكة. ودعا البيان الصادر عن الديوان الملكي الجميع أن يكثروا من التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله لعل الله يستجيب لهم.
التعليق:
أولا: شتان بين الاستسقاء اليوم والأمس. فاليوم يصلي المسلمون صلاة الاستسقاء ليُمطروا كل في مدينته أو قريته. أما بالأمس، فكان هارون الرشيد يخاطب السحاب قائلا: أمطري حيثُ شئتِ فإنَّ خراجكِ عائدٌ إليّ. فبالأمس كانت بلاد المسلمين واحدة لا تحدها حدود، فحيثما أمطرت يعم الخير على المسلمين جميعا. أما اليوم، فبلاد المسلمين مقسمة وشرع الله معطل، ولولا رحمة الله بمخلوقاته لما أُمطرنا.
ثانيا: كان الأولى بالملك سلمان، عملا بقوله تعالى ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ﴾، أن يبدأ بنفسه بالتوبة والاستغفار، فينهي ولاءه لأمريكا، ويلغي النظام الملكي، ويلغي الرابطة القومية السعودية، ويلغي النظام الرأسمالي الاقتصادي ببنوكه الربوية وشركاته المساهمة، ويبدأ بتطبيق الحدود على نفسه، ويقطع أيدي العابثين بمناهج التعليم، ويخرج المظلومين من السجون… ويستبدل بكل ذلك ما يمليه عليه الإسلام الصافي كما نزل على سيدنا محمد r. فإذا ما فعل ذلك انطبق عليه قول الله تعالى ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾، وقوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ﴾.
وأختم بما رواه الطبراني في “الكبير” في حديث عُقْبَةَ بن عَامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ rقَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَهُ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ، ثُمَّ نَزَعَ بهَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس