Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الموت نقطة الفصل بين الدنيا والآخرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الموت نقطة الفصل بين الدنيا والآخرة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ”. متفق عليه.

   إن الموت نعمة من نعم الله علينا، فلولاه لأصبحت الحياة لا تطاق، ولولاه لأصبحت الأرض مزدحمة وفي ازدياد، ولولاه لما استراح الناس من شيخوختهم، ولما استراحوا من عبء الحياة، ولولاه لبقي المظلوم مقهورا والظالم قاهرا، ورغم هذه النعمة إلا أن كثيرا من الناس يعبرون عن تمسكهم بالحياة وعن رغبتهم في البقاء فيها، فهل أدّى الناس ما عليهم حتى يتمسكوا بها؟ أم تراهم في الغي سادرون، وفي الإثم في ازدياد؟

 

أيها المسلمون:

 

   هي رسالة من الله خالق الموت والحياة، يا من تريد أن تعيش طويلا، اعلم أن العمل هو ما تبقّى لك بعد الرحيل، بعد أن أصبحت في دنيا غير الدنيا، بعد أن أصبح الموت حياة نعيشها، والحياة موت ننتظره، بعد أن أصبح الكفر يعلو على كل صوت، بعد أن صارت أنظمة العهر السياسي تسود كل نظام، بعد أن ضاقت الأرض على ساكنها، وأصبح لا يعرف إلى أين الفرار، فالكفر بات يدخل في كل بيت ودار، في تفاصيل الحياة، ينخر دون مراعاة لحرمة ولا لفطرة ولا لدين، نعم، أصبحت الحياة جحيما لا يطاق، فالموت هنا نقطة الفصل بين الدنيا والآخرة، الموت هنا يعني أن تجيب عن السؤال: ماذا كنت تفعل في الحياة؟ عرفت فماذا فعلت؟ لماذا لم تأخذ على يد الظالم؟ لماذا لم تعمل لتغيير الواقع؟ أم تراك قبلت بلُعاع من الدنيا؟ لماذا لم تعمل مع العاملين لإقامة الإسلام في الأرض؟ ألم تسمع بدعاة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة؟ ماذا ستقول عندما يرجع أهلك ومالك، ويبقى عملك؟

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم