الدبلوماسية الثقافية البريطانية متاجرة بقضايا الأمة واستقطاب للعملاء
الدبلوماسية الثقافية البريطانية متاجرة بقضايا الأمة واستقطاب للعملاء
الخبر:
انطلقت في مدينة الحمامات التونسية من 9 إلى 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري فعاليات مؤتمر الدبلوماسية الثقافية البريطانية بمشاركة أكثر من 90 قياديا من ضمن شبكة “مؤتمر الحمامات” التي تضم أكثر من 400 من القادة الكبار والقادة الشبان. ويتناول المؤتمر هذا العام، كيفية بناء مجتمعات سلمية وشاملة، من خلال تبادل الأفكار الجديدة والخبرات التي يقدمها قادة من الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس وبريطانيا.
وقال “إدوين سموأل”، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن الأمن والازدهار في شمال أفريقيا لا يقتصران على زيادة التجارة أو العلاقات الجيدة مع أقرب جيران أوروبا، وإنما يتعلق بأمن المملكة المتحدة، ولدى شمال إفريقيا إمكانات هائلة، حيث الناس ينبضون بالحياة ويتفهمون كيفية تبني الفرص”. ويعتبر المؤتمر جزءا أساسيا من نشاط المجلس الثقافي البريطاني في شمال أفريقيا حيث يساعد على بناء شراكات بناءة بين القادة من بريطانيا، ونظرائهم في شمال أفريقيا”. (موقع الأهرام، مركز التواصل للخارجية البريطانية، 2017/11/10)
التعليق:
في الوقت الذي تفتخر فيه بريطانيا في ذكرى وعد بلفور بدورها في إنشاء كيان دولة يهود سنة 1948 بعد أن ساهمت في إسقاط دولة الخلافة سنة 1924م نرى السياسيين البريطانيين لا يترددون في استعمال كافة الأساليب الممكنة من أجل النفاذ إلى شباب الأمة الإسلامية ونخبها المتعلمة لأجل استقطابهم واستخدامهم لخدمة المصالح البريطانية أولا وآخرا. فاستقطاب النخب وصناعة العملاء كانت ولا تزال سياسة أوروبية دأبت عليها بريطانيا وفرنسا منذ عشرات السنين وأخذتها عنهما أمريكا.
والمتأمل في فعاليات “ملتقى الحمامات” وتصريحات المتحدث باسم الحكومة البريطانية يرى أنه لا يخفي أغراضه من هذا المؤتمر، حيث يؤكد أن التعاون وتبادل الخبرات واستغلال الفرص الاقتصادية وغيرها مشروط بالحفاظ على أمن بريطانيا وإلا فلا معنى له، وهو تصريح فيه قدر كبير من التعالي الفظ والتكبر الجارح والذي ميز السياسة البريطانية طوال تاريخها.
كما أن المتأمل في برنامج هذا الملتقى وما يعرض فيه من ورشات مثل “معرض المهارات الأساسية” الذي يُعنى بالرياضة أو معرض “تفنن” الذي يُعنى بالفنون أو معرض “صوت الشباب العربي” أو “معرض العدالة الانتقالية” الذي يُعنى بحقوق الإنسان يدرك أن هذه العناوين ليست سوى مداخل يعلم البريطانيون أنها تجد رواجا واهتماما لدى الشباب المسلم الذي عانى لعقود من الظلم والفقر والتهميش، وإن ادعاء البريطانيين مساعدة الشباب هو استهتار بهذا الشباب وضحك على ذقونهم لأن بريطانيا المستعمرة كانت أكبر من دعم هؤلاء الحكام المستبدين وتغاضت على انتهاكاتهم لحقوق شعوبهم، وإن الشركات البترولية البريطانية كانت ولا زالت أكثر الشركات نهبا لثرواتهم وإفقارا لبلادهم. فهل صحت إنسانية ساسة بريطانيا فجأة؟
إن بريطانيا كانت ولا زالت من أكثر الدول عداء للأمة الإسلامية وإن التعامل معها يجب أن يكون على قاعدة سوء النية لا حسنها لذلك وجب فضحها وكشف أساليبها المقنعة، فلا يعقل أن يلدغ المؤمن مرارا من نفس الجحر ونفس الأفعى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس