لا يمكن للغرب أن ينهي التحرش الجنسي أبدا ما دام يتمسك بمذهب الحرية الإلحادي (مترجم)
لا يمكن للغرب أن ينهي التحرش الجنسي أبدا
ما دام يتمسك بمذهب الحرية الإلحادي
(مترجم)
الخبر:
شهد الشهر الماضي عددا متزايدا من الادعاءات المتعلقة بالتحرش الجنسي ضد شخصيات غربية معروفة، بدءا بصناعة الترفيه، وصولا إلى بعض السياسيين. وقد ذهب مجلس الشيوخ الأمريكي إلى درجة سن تشريعات يدرب فيها أعضاءه وموظفيه على زيادة الوعي الشخصي بهذه المسألة. فوفقا للـ بوليتيكو:
وافق مجلس الشيوخ بالإجماع في وقت متأخر من يوم الخميس على التشريع الذي سيقدم تدريبا إلزاميا متعلقا بالتحرش الجنسي لأعضاء مجلس الشيوخ ومساعديهم – وهو تحول معتبر محتمل في ظل دعوات لإصلاح نظام كابيتول هيل للتعامل مع شكاوى التحرش.
وقد بدأت المحادثات بين الحزبين حول خطة تتطلب تدريبا على التحرش الجنسي، والذي كانت الـ بوليتيكو أول من ذكر تفصيلا عنه، ذلك أن المشرعات الحاليات والسابقات ومساعداتهن شاركن علنا قصصهن عن التحرش الجنسي أثناء عملهن في الكونغرس. وقد ازداد الوعي بالمضايقات في مكان العمل في هيل وذلك نتيجة مزاعم الاعتداءات الجنسية التي هزت مؤسسة هوليوود والجمهوريين يوم الخميس مع تقرير أفاد أن المرشح الجمهوري لعضوية الكونجرس الأمريكي عن ولاية ألاباما القاضي المحافظ المتشدد روي مور متهم بالتحرش الجنسي بمراهقة في الـ14 عندما كان في الثلاثينات من عمره.
وسيتطلب التشريع الذي تمت الموافقة عليه يوم الخميس برعاية مشتركة من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية تشاك شومر تدريبا على التحرش يغطي أيضا التمييز على أساس العرق والدين والعجز وغيرها من المعايير.
وقالت السيناتور إيمي كلوبوشر، إحدى كبار الراعين لسن هذا التشريع، في بيان لها بـ”أن التحرش الجنسي في مكان العمل مشكلة واسعة الانتشار تؤثر على الكثير من النساء والرجال في الكثير من الأماكن والمهن والصناعات”. وأضافت: “يستحق الجميع الشعور بالأمان والراحة في مكان العمل، وإقرار سياسة مجلس الشيوخ الرسمية هذه تعد تدبيرا مهما لضمان الحال في هذه الأماكن الواسعة”.
وقالت إحدى المشاركات في رعاية هذا المشروع، السيناتور شيلي مور كابيتو (RW.Va.) يوم الأربعاء بأن أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا أيضا تغيير المبادئ التوجيهية الحالية للتعامل مع شكاوى التحرش في هيل، ولكن النسخة التي مررت في نهاية المطاف لم تتجاوز التدريب الذي هو طوعي حتى الآن.
وكان أكثر من ألف من مساعدي الكونغرس السابقين من الحزبين قد أعطوا أصواتهم للدعوة إلى إصلاح أكبر في البروتوكول الحالي للتعامل مع قضايا التحرش في الكونغرس الأمر الذي يتطلب من الضحايا طلب الإرشاد والوساطة الإلزامية قبل تقديم شكوى.
التعليق:
يعد مجلس الشيوخ الأمريكي أعلى هيئة سياسية في الدولة التي تعد القوة العظمى، ولكن كما يوضح مقال الـ بوليتيكو، فحتى في هذا المكان يتفشى التحرش الجنسي، في حين إن أعضاء مجلس الشيوخ وحدوا جهودهم من أجل مجرد تكليف بالتدريب كان موجودا بالفعل في شكل طوعي سابقا. وهم ليسوا مستعدين حتى للإبلاغ عن الشكاوى بالشكل المناسب، خائفين مما قد يكشفه هذا عن الزعماء السياسيين الأمريكيين.
ومع تزايد وضوح القصص الجديدة الحديثة، فإن ثقافة التحرش الجنسي لا تقتصر على السياسيين الأمريكيين بل هي منتشرة في جميع أنحاء المجتمع الغربي. والواقع أن التحرش بجميع أشكاله موجود في الغرب من الملعب إلى مكان العمل وحتى في البيت والأسرة، وعلى نطاق لا يمكن تخيله من قبل أولئك الذين أمضوا حياتهم في البلاد الإسلامية.
لقد كان من المفترض أن يحرر مبدأ الحرية الإنسان من قمع وهيمنة الآخرين. ولكن فكرة الحرية حقيقة ما هي إلا فكرة قدمها الملحدون في أوروبا النصرانية لتبرير أنماط حياتهم المنحرفة ورفضهم للقانون الإلهي. رأت الطبقة الحاكمة الأوروبية المهددة منفعة في تقويض الكنيسة، ومن ثم الوصول إلى حل وسط مع الإلحاد، ومن ثم أدرجت أفكار الحرية والديمقراطية في أيديولوجية علمانية سمحت بالدين طالما بقي فرديا وطوعيا.
إن الحرية، في الواقع، تطلق العنان بشكل هدام مدمر للرغبات والأهواء ما يزيد من قمع البشر للبشر وذلك عبر تشجيعها الناس على القيام بكل ما يحلو لهم. ومن الواضح بأن أولئك الذين يتمتعون بقدر أكبر من السلطة سيستهترون في إكراه وإجبار أولئك الأقل منهم سلطة. وكما أوضح الإسلام، فإن الغرض من القانون الإلهي ليس كبت الرغبات الفردية، وإنما توجيهها والسيطرة عليها لتكون النفس البشرية راضية مطمئنة على نحو عادل متسق، دون قمع الآخرين. وهذا الموقف واضح من الآيات القرآنية التي تتعلق بالعلاقة بين الرجل والمرأة وتنظيمها، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾، ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾، ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾.
إنه مفهوم المسؤولية الذي يدفع المسلمين للأفعال كلها، وليس مفهوم الحرية التي دعا لها الملحدون والعلمانيون. وقد آن أوان إقامة المسلمين لدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فيقدموا مثالا على عودة البشرية جمعاء إلى الدين ومثالا كذلك على الرفض الكامل للفكر الإلحادي والثقافة العلمانية التي فرضت عقيدتها وممارساتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح