هل الحركة الاستقلالية في بابوا حركة إرهابية؟
هل الحركة الاستقلالية في بابوا حركة إرهابية؟
الخبر:
عادت الاضطربات في منطقة بابوا – شرق إندونيسيا حيث قامت الحركة الاستقلالية في بابوا برفع السلاح واحتجاز أكثر من 1300 من المدنيين وإطلاق النار على الشرطة في المنطقة القريبة من منطقة التعديد لشركة بريبوت الأمريكية. وأعلن قائد العملية المسلحة هندريك وانمانج بمنطقة ميميكا مسئوليته عن حادث إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل العميد فيرمان عضو شرطة في المنطقة قائلا: “لقد أعلنا حربا مفتوحة وطالبنا بسيادة بابوا المستقلة” (ليبوتان6، 2017/11/15).
التعليق:
حينما قررت هيئة الأمم استقلال إندونيسيا لم يبق لهولندا إلا إيريان الغربية بل استطاعت إندونيسيا ملاحقتها سنة 1962م بإسناد من أمريكا، وغيرت اسمها بإيريان جايا المشهورة أيضا ببابوا.. قامت الحركة الاستقلالية في بابوا سنة 1965م أي بعد ثلاث سنوات من ضم إيريان إلى إندونسيا، ووجود هذه الحركة حتى الآن دليل على أنها موجودة تحت الرضا من أمريكا صاحبة النفوذ في المنطقة بعد استعمار هولندا لها. وذلك لكي تصبح قضية بابوا لعبة في أيدي المستعمرين لا سيما أمريكا تجاه الحكومة الإندونيسية حينما تعرضت إندونيسيا لمصالح أمريكا لا سيما المتعلقة بعملية التعدين التي قامت به شركة بريبوت الأمريكية.
إن فصل بابوا عن إندونيسيا مرة أخرى بعد ضمها وسحبها من يدي هولندا ليس بأمر غريب إذا كانت المصالح الاستعمارية تكمن في الانفصال. وهذا ظاهر في محاولة جعل قضية بابوا قضية دولية ليفتح تدخل النفوذ الأجنبية في حل هذه القضية.
هذا من ناحية استعمارية، والمؤسف هو ضعف موقف الحكومة الإندونيسية تجاه هذه القضية مقابل شدتها تجاه الأمة الإسلامية، ففي حين إن هذه الحركة كررت الأعمال المسلحة والاحتجاز وإطلاق النار على الشرطة ظلت الحكومة الإندونسية تعتبرها جريمة عادية ولم يُقَلْ إنها متطرفة أو حركة إرهاب أو ضد بانتشاسيلا كما وجه ذلك مرارا ضد الأمة الإسلامية ومنظماتها.
وهذا هو أحدث دليل على أن مصطلح (الإرهاب) والراديكالية و(التطرف) وضد بانتشاسيلا وغيرها لا تقال إلا للإسلام وأمته لا سيما العاملين لإعادة تطبيق أحكامها وشرائعها، حتى وصل الأمر إلى تصريح القائد العام للشرطة في منطقة دارماشرايا في محافظة سومطرة الغربية أن من إحدى علامات (الإرهاب) هو صيحات التكبير كما حصل في حرق مركز الشرطة في هذه المنطقة في الأسبوع الماضي، فسرعان ما صرحت الشرطة أنه عملية (إرهابية) بقرينة أن الفاعل قام بالتكبير على زعم الشرطة وسرد الحادثة من قبلها.
وحصل ذلك بعد أن قامت الحكومة الإندونيسية بالأعمال التعسفية في سن قانون المنظمات الشعبية التي حذفت فيه المراحل القضائية في حل المنظمات الشعبية كما حصل لحزب التحرير بزعمها أنه ضد بانتشاسيلا ويعمل لإقامة الخلافة الإسلامية. لأجل ذلك فلا حاجة للأمة الإسلامية إلى مزيد من الأدلة أن (الإرهاب) والتطرف وأي دعاية تجريمية لا يقال إلا للإسلام، ولا يقال ذلك لمثل الحركة الاستقلالية في بابوا لأنها ليس بحركة إسلامية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أدي سوديانا