مسلمو الروهينجا لا حاجة لهم بقوافل الإغاثة التي تذرف الدموع بل يحتاجون خليفة يجيش الجيوش لنصرتهم
مسلمو الروهينجا لا حاجة لهم بقوافل الإغاثة التي تذرف الدموع
بل يحتاجون خليفة يجيش الجيوش لنصرتهم
الخبر:
ذكر موقع مصر العربية الخميس 2017/11/16م، أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، يزور خلال الشهر الحالي مخيمات مسلمي الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش، يلتقي خلالها كبار المسئولين والقيادات الدينية في بنجلاديش. ومن المقرر أن يعقد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور علي راشد النعيمي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، مؤتمرًا صحفيًا بمشيخة الأزهر الشريف بالدراسة، يوم الأحد المقبل، للإعلان عن تفاصيل الزيارة، وتتزامن زيارة الإمام الأكبر ووفد مجلس حكماء المسلمين إلى بنجلاديش مع استكمال الاستعدادات لانطلاق أولى القوافل الإغاثية والإيوائية التي يوجهها الأزهر لمساعدة ودعم اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف من الشعب البورمي، ويعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة، وأكد الإمام الأكبر في بيان له بشهر أيلول/سبتمبر الماضي أن الضمير العالمي الذي صمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان على ما يتعرض له مسلمو الروهينجا من عمليات تهجير وإبادةٍ، مشددًا على أن الأزهر لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، التي تُعدُّ من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم (الإرهاب)، التي تعاني منها الإنسانية جمعاء.
التعليق:
جميل أن نرى مشاعر المسلمين تهتز وتتفاعل مع ما يحدث لإخواننا الروهينجا وما يلقونه من صنوف الأذى وألوان القهر والإبادة، ولكن الأجمل أن تكون هذه المشاعر وما يتبعها من تفاعل في مكانه الصحيح بحيث يصبح منتجا وفاعلا في حل مشكلة إخواننا هناك، إن إخواننا الذين يذبحون هناك ليسوا في حاجة إلى من يسير إليهم قوافل إغاثة تطعم جوعتهم وتكسو عريهم، وإن كان هذا مما يحتاجونه وهو ضروري لهم، إلا أن حاجتهم الحقيقية هي جيش يتحرك لنصرتهم ورفع الظلم عنهم، جيش يعيد للأذهان فتح عمورية التي فتحت لأجل امرأة واحدة، فكيف بآلاف النساء من أخواتنا هناك ومن يحمي أعراضهن وأجسادهن؟!
لن نتحدث عن تاريخ من اضطهاد مسلمي الروهينجا ولكن نتحدث عن كونهم مسلمين نصرتهم واجبة ولا يبرئ ذمة القاعدين عنها قوافل إغاثة، وإنما تجييش الجيوش لنصرتهم وتحرير بلادهم والذود عن أعراضهم، وهذا لن يكون في ظل حكامنا هؤلاء وإنما في ظل خليفة يعيد لنا سيرة المعتصم وهارون الرشيد، ويحيي فينا سيرة المصطفى rورده على عمرو بن سالم عندما استنصره بعدما أغارت بكر على خزاعة والتي كانت في عهد المسلمين، فقال له: «نصرت يا عمرو بن سالم»، وحرك جيشا من كبار الصحابة وفتح مكة وقضى على وجود الكفر والتآمر على الإسلام فيها، لم يرسل النبي مع عمرو بن سالم وفدا يواسي خزاعة ولم يخاطب المجتمع الدولي لحماية الأقليات، ولم يرسل لهم غذاء ودواء وخياماً لتكون لهم مأوى بعد ما حل بهم، وإنما تحرك صوب مكة فاتحا بجيش لم يشهده العرب، هكذا تكون النصرة وهذا البيان الذي علمنا إياه نبينا rللتعامل مع من يستنصرنا من المستضعفين.
يا شيخ الأزهر! إن واجبك الشرعي ليس هو الذهاب على رأس وفد يواسي هؤلاء الضعفاء المقهورين ولا إرسال المعونات والمؤن، وإن كانت ضرورية لمثل هؤلاء، وإنما واجبك الشرعي المنوط بك والذي ما زال وسيظل في رقبتك هو الدعوة والتحريض على تحريك جيوش الأمة الرابضة في ثكناتها وعلى رأسها جيش مصر لنصرة هؤلاء المستضعفين، ودعوة الأمة وتلك الجيوش إلى الوقوف في وجه الحكام الخونة العملاء الذين يمنعون تلك الجيوش من نصرة إخوانهم ليس في بورما فقط وإنما في بقاع شتى يمتهن فيها أهل الإسلام وتسفك دماؤهم ولا تكاد تتحرك تلك الجيوش إلا موجهة سلاحها نحو الأمة في الداخل أو في الإطار الذي يخدم مشاريع السادة في الغرب كما نرى في ليبيا واليمن وسوريا من تحركات مصر وآل سعود وتركيا التي تخدم مصالح أمريكا وتسعى لبسط نفوذها.
يا علماء مصر! إنكم مسؤولون أمام الله عن تلك الدماء التي تراق ليس في بورما فقط بل في كل بلاد الإسلام، ولا حيلة لكم ولا حجة إلا بحمل الدعوة لتحرير بلاد الإسلام من التبعية للغرب الكافر وإقامة خلافة على منهاج النبوة تجيش الجيوش لنصرة المستضعفين في كل مكان، بهذا فقط تبرأ ذمتكم وتخلو ساحتكم، فلا تفوتوا الفرصة ويقوم بها غيركم فتكونوا من الخاسرين.
يا أبناء مصر الكنانة شعبا وجيشا! إن المسلمين أمة واحدة من دون الناس تتكافأ دماؤهم ويجير على ذمتهم أدناهم ويرد عنهم أقصاهم وهم يد على من سواهم، هكذا أرادنا الله ورسوله rوهكذا علمنا رسول الله r، وهؤلاء المستضعفون هم إخوانكم؛ دماؤكم واحدة ونصرهم عليكم واجب في أعناقكم، واجب الجيوش النصرة من فورهم وواجب الشعب تحريض الجيش على التحرك والنصرة والعمل معه على اقتلاع الحكام الخونة العملاء الذين يحولون بين الجيوش ونصرة المستضعفين من أبناء أمة الإسلام، والعمل معهم ومع المخلصين من أبناء الأمة في حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تعيد ميزان العدل المفقود وتنهي هيمنة الغرب على بلادنا وتعيده خائبا إلى عقر داره إن بقي له عقر دار، نعم بهذه الدولة فقط تعود للأمة عزتها وكرامتها وسلطانها وتعود مهابة الجانب ولا يجرؤ كائن من كان على المساس بعقيدتها ولا أرضها ولا التعرض لرعاياها، هذه هي الدولة التي يدعوكم لها ولإقامتها حزب التحرير، دولتكم التي ترضي ربكم وتعيد عزكم فاعملوا علها تقام بكم وفيكم فتفوزوا فوزا عظيما.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر