تصريحات البشير في موسكو جلٌها هواء ساخن لا يسمن ولا يغني من جوع
تصريحات البشير في موسكو جلٌها هواء ساخن لا يسمن ولا يغني من جوع
الخبر:
أوردت سودان تربيون الإلكترونية، يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر، خبرا وملخصا لحديث البشير أمام وسائل الإعلام في موسكو بحضرة بوتين، جاء فيه على لسان الرئيس السوداني:
– نعتقد أنَ ما حصل في بلادنا هو كذلك نتيجة السياسة الأمريكية (إشارة لفصل الجنوب والعمل على تقسيم البلاد كما ورد على لسانه في تسجيل صوتي متداول عن اللقاء الذي كان مفتوحا أمام وسائل الإعلام).
– إننا بحاجة للحماية من التصرفات العدائية الأمريكية بما فيها منطقة البحر الأحمر.
– الوضع في البحر الأحمر يثير قلقنا، ونعتقد أن التدخل الأمريكي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضا، ونريد التباحث في هذا الموضوع من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر.
– مواقفنا حيال سوريا متطابقة ونرى أن السلام غير ممكن من دون الرئيس بشار الأسد.
التعليق:
منذ توليه السلطة باسم الحركة الإسلامية في حزيران/يونيو 1989 ما فتئ البشير يكذب وينافق جهارا نهارا، ونذَكر هنا بقوله “لو شفتوا أمريكا راضية عنا فاعلموا أننا قد تركنا الشريعة”، وما أيمانه المغلظة بعدم السماح بدخول قوات أجنبية لدارفور عنا ببعيدة، وها هي أمريكا راضية عنه والرجل ما زال يدعي تطبيق الشريعة، وقوات يوناميد في دارفور تشكل ثاني أكبر قوة أممية في العالم!
المتتبع لعلاقات السودان بروسيا اقتصاديا وعسكريا يعلم أنها جيدة ومن زمن طويل، وجل ما تحدثوا عنه كان سائرا ومنتظما ومنذ زمن بعيد أو أعلن عنه في السابق كمحطتهم النووية المزعومة. حديث البشير في موسكو كان مزيجا من الغباء والعبط السياسي والتزلف والاستجداء المخزيين مضافا له وقاحة في الاعتراف بجرم فصل جنوب السودان وتهيئة بقية البلاد للانفصال.
فكيف تطلب يا بشير من روسيا الحماية في وجه أمريكا وأنت تفتح لها الباب والشباك لتلج لبلدك من أي طريق شاءت، بل وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة في سياستك الداخلية وعن طريق أصغر موظف في سفارتها في الخرطوم؟ وآخر هذه التدخلات هي الزيارة الوقحة لنائب وزير الخارجية الأمريكي لبلدك واجتماعه بعلماء دين مسلمين ونصارى في أحد مساجد الخرطوم وإعطاؤهم درسا في الحريات الدينية، ومطالبته لكم بإلغاء حد الردة وغيره من قوانين بلدكم. وقد أتعبت وزير خارجيتك وهو يبرر للصحفيين حين وصولك الخرطوم طلب الحماية هذا! وصدق الرسول الكريم rالذي يصف أمثالك بالرويبضات!
أما الموقف من سوريا فهو إعلان فاضح واضح لواقع الحال منذ بداية الثورة المباركة في شامنا الحبيب، فسفارة الخرطوم في دمشق لم تغلق أبوابها مطلقا وهي وكر لكل أجهزة المخابرات العربية وغيرها، ونحسبها ساعي بريد بين نظام بشار المجرم وغيره من أنظمة الإجرام في بلاد المسلمين بل والعالم أجمع. كما وأن شبيحة الأسد لم يغادروا مبنى سفارتهم بالخرطوم. ولطيران دمشق رحلة مباشرة من وإلى الخرطوم.
الجديد قد يكون الحديث عن قواعد عسكرية واستخدامها في البحر الأحمر، وأحسبه طعماً لكسب بعض فتات مائدة بوتين، والأيام القادمات ستكشف لنا حقيقة هذا الموضوع فلا أظن أن أمريكا ستسمح لعميلها البشير بهكذا أمر.
أما إيران وما أدراك ما إيران فقد تزلف الرجل ببوتين وشريكته في وأد ثورة الشام إيران، وأنتظر أن يطير البشير للرياض قريبا ليبرر ويشرح لابن سلمان كلامه هذا!
في المحصلة زيارة لروسيا لـ”أسد أفريقيا” يثبت فيها تجرؤه على تحدي قرارات المحكمة الجنائية، تمت بطائرة خاصة روسية، أرسلها مَن رتّب الزيارة (رجل أعمال روسي!!) للبشير وخمسين من مسؤولي دولته استقبله في المطار شخص أو شخصان تقف خلفهم بعيدا عنهم امرأتان لا نعرف شيئا عن أربعتهم، أطلق فيها البشير تصريحات ستشغل الناس أسبوعا أو أسبوعين لحين كذبة أخرى وزبد ثانٍ ووقاحة في الإفصاح عن خيانته لله ورسوله وتفريطه في البلاد والعباد.
نسأل الله في علاه أن يعجل لنا بالفرج من عنده بأن يتولى الأتقياء الأنقياء الساسة المفكرون حكم البلاد والعباد، فهو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي